رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دفنوا أحياء داخل "علب صفيح"

"عشش السودان".. لاجئون مصريون في قلب القاهرة

جريدة الدستور

"رضينا بالهم والهم مش راضي بينا".. لسان حال المئات من أهالي منطقة "عشش السودان" في محافظة الجيزة، والتي أخلتها أجهزة الأمن منذ أيام بالقوة بعد اشتباكات عنيفة.
في العراء تجمعوا شيوخا وأطفالا يلمون فتات ما بقي من منزلهم التي عاشوا فيها عشرات السنوات، وجارت عليهم الدنيا ولم يستطيعوا امتلاك أموال للسكن في شقق كحال كثير من العشوائيات التي تنتشر في محافظات الجمهورية.

عدسة "الدستور" رصدت معاناة المواطنين بعشش السودان، والذين أكدوا أن مطالبهم بسيطة تتمثل في إما إعادتهم إلى عششهم وتركهم يعودون لحياتهم التي ارتضوا بها وإما توفير مساكن بديلة.

"عندي 4 أولاد رمونا في الشارع، إحنا قاعدين تحت سور القطار، وبنتغطى بصفيح يحمينا من الشمس، ونقضي حاجتنا في أكياس بلاستيك".. بتلك الكلمات بدأ كامل محروس حديثه، قائلا: "الحكومة طالبت الأهالي إجراء بحث اجتماعي، ,تسكينهم في المباني الجديدة لنقلهم إليها، وبالفعل أجرينا البحث إلا أن تلك الوعود لم يتم تنفيذ أي منها، وأصبحنا عرضة للثعابين والعقارب فضلا عن الشمس المحرقة التي يحتمون منها بالصفيح".
وتساءل: "فين بتوع حقوق الإنسان يجوا يبصوا علينا؟! ولما مات كلب جابوله حقه طب إحنا مين هيجيب حقنا!"
وناشد الرئيس عبدالفتاح السيسي، والمهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، أن ينظروا إليهم بعين الرحمة وأطفالهم الذين أصبحوا عرضة للشارع دون مأوى.
ولفت إلى أن عملية الهدم تمت بصورة بشعة "بهدلونا بالضرب بالغاز والخرطوش، ومن كثرة الغاز صدري تعبني ودخلت المستشفى".
وطالب الحكومة بضرورة توفير شقق سكنية لجميع أهالي منطقة العشش بما يتناسب مع الحياة الآدمية، وتابع: "محافظ الجيزة تعبنا، قالنا هنوفر لكم شقق بالأونطة وقام بهدم العشش على الناس".
وقال محمد: "إما أن يوفروا لنا شقق سكنية لي ولأسرتي أو يتركوني أعود إلى عشتي لكن ترميني في الشارع أروح فين؟! كنت راضي بحياتي في العشوائيات!"
وأكد أن لديه 3 بنات نجوا من الموت المحقق بعد إطلاق الأعيرة النارية والغاز، مشيرًا إلى أن الحكومة كان من الأفضل لها توفير شقق سكنية للأهالي أو تركهم في أماكنهم.
وأضافت "أم محمد": "المفروض كان ليا شقة أنتقل للسكن فيها، إلا أنهم سلموها لآخرين من العزبة القبلية بدلا منا، وبعد ذلك تعرضنا للضرب منهم ثم أتت الحكومة وأطلقت علينا الغاز والخرطوش".

وأشارت إلى أن من تم تسكينهم بالشقق السكنية عملوا على دفع رشاوي للعاملين بالحي، قائلة: "إجلال موظفة في الحي خدت رشوة من الناس اللي قبلي علشان تسكنهم في الشقق الجديدة وإحنا ناس غلبانة معناش ندفع رشوة".
وتابع سيد الدرديري: "أسكن بالعشش منذ 50 عاما ولم أحصل على شقة لعدم حصولي على بطاقة شخصية"، وطالبت الكثير من المسؤولين باستخراج بطاقة شخصية إلا أنهم طالبوا بوجود شخص يضمنني وأسرتي ماتت وليس لي ضامن.
وأضاف عثمان أبو المجد: "أسكن في منطقة عشش السودان منذ عام 1983، وعايز أعيش زي الناس وكل شهر يقولولنا هاتوا ورق وكله هنا ماشي بالفلوس، ولو كنت دفعت للي بياخدوا فلوس كنت حصلت على شقة"، وطالب بضرورة توفير شقة له وأسرته بديلا عن الحياة التي يعيشها.