رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

زيارة الرئيس لموسكو .. من منظور الأمن القومى


وصل الرئيس عبدالفتاح السيسى يوم الثلاثاء إلى موسكو، فى زيارة رسمية لروسيا تستمر لمدة ثلاثة أيام، حيث كان فى استقباله وفد روسى رفيع المستوى وبمجرد وصول الرئيس استعرض حرس الشرف وعزفت الموسيقى السلام الوطنى للبلدين المصرى والروسى، ثم غادر موكبه من مطار«مونوكوفا» إلى مقر إقامته فى العاصمة الروسية. وشهد اليوم الأول للزيارة نشاطاً مكثفاً بزيارة الرئيس للبرلمان الروسى «الدوما» وعقد لقاء ثنائياً مع رئيس البرلمان «سيرجيه نارشكين» كما التقى الرئيس كلاً من وزير الصناعة والتجارة الروسى «دينيس مانتوروف» ورئيس صندوق الاستثمار الروسى المباشر «كيريل ديمتريف» لبحث سبل تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين وزيادة الاستثمارات الروسية فى مصر. جدير بالذكر أن هذه الزيارة تعكس الإرادة المشتركة بين البلدين لتعزيز العلاقات الاستراتيجية والارتقاء بها إلى آفاق أرحب ومستوى أكثر تميزاً، والتعاون المشترك فى المجالات العسكرية والاقتصادية والاستخدام السلمى للطاقة النووية، علاوة على تنسيق المواقف وتبادل الرؤى فى القضايا المصيرية فى المنطقة وأهمها مكافحة الإرهاب وتسوية القضية الفلسطينية على أساس الدولتين، وإقرار حق الشعب الليبى فى الحفاظ على سيادته ووحدة أراضيه، وتشجيع الحل السياسى فى سوريا. ويعتبر هذا اللقاء هو اللقاء الرابع فى عام واحد بين الرئيسين عبدالفتاح السيسى وفلاديمير بوتين، بل هو الخامس إذا ما أخذنا فى الاعتبار لقاءهما الأول فى فبراير 2013 عندما كان الرئيس السيسى آنذاك وزيرا للدفاع.

إن اهتمام روسيا بمصر وقضاياها ينبع من يقينها من أهميتها كدولة رائدة فى المنطقة طالما لعبت دوراً محورياً لإقليمية فى معالجة الكثير من القضايا الإقليمية، وأن استقرار مصر هو استقرار لمنطقة الشرق الأوسط. والتعاون الأمنى والعسكرى بين البلدين يسير بخطوات جادة منذ قيام الرئيس بوتين بإعلان تأييده لثورة الشعب المصرى فى 30 يونيو، وبادر بإيفاد وزيرى الخارجية والدفاع الروسيين إلى القاهرة للقاء نظيريهما المصريين فى نوفمبر 2013، فى إشارة مباشرة إلى حرصه على الارتقاء بمستوى العلاقات بين البلدين. وفى مارس من العام الجارى تم توقيع «بروتوكول التعاون العسكرى» بين مصر وروسيا بالإضافة إلى الاتفاق حول إجراء مناورات عسكرية مشتركة «جسر الصداقة 2015» فى البحر المتوسط فى الفترة 6-14 يونيه الماضى. وننوه إلى أن الحكومة الروسية أعلنت عن إهداء مصر الزورق «مولنيا» وتعنى بالعربية «البرق» المزود بالصواريخ الهجومية واشترك فى الاحتفال بافتتاح قناة السويس الجديدة فى 6 أغسطس الجارى مما يعكس قوة العلاقات الداعمة لمصر فى مجابهة الإرهاب. كما تعتزم الشركات الروسية تكثيف تعاونها مع مصر فى جميع المجالات من خلال مشروعات واعدة، تعيد للأذهان العصر الذهبى الذى شهد مساعدة الاتحاد السوفيتى لمصر، فى بناء السد العالى، ومصانع الحديد والصلب فى حلوان، ومجمع الألومنيوم فى نجع حمادى، لأن التعاون فى المجالات المختلفة يصب فى مصلحة الأمن القومى المصرى الذى هو قدرة الدولة على التنمية فى جميع المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعسكرية وذلك هو الهدف من هذه الزيارة كما أن روسيا تعتبر عاملاً مهماً ومحورياً فى حل قضايا سوريا واليمن وليبيا وما يحدث هناك وبالتالى فإن زيارة الرئيس لروسيا تمثل أهمية قصوى للحفاظ على الأمن القومى المصرى.