رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إنشاء لجنة إعلامية خاصة للانتخابات.. "دليل على إخفاقات الإعلام ونزاهة العملية البرلمانية"

جريدة الدستور

تلعب وسائل الإعلام دورًا كبيرًا لا يستهان به في عملية بناء الديمقراطية بناءً صحيحًا، لاسيما أثناء الاستحقاقات الانتخابية، والتي تعد أحد أهم مظاهر الديمقراطية، فيكون الإعلام هو عين المواطن التي يرى بها للاستمرار في عملية البناء الديمقراطي.
وحفاظا على ذلك الدور الهام للوسائل الإعلامية، قررت اللجنة العليا للانتخابات، تشكيل 3 لجان لمتابعة ما يذاع في وسائل الإعلام عن الانتخابات البرلمانية المقبلة، وتحليله وفق الأصول المهنية وتحديد ما يعد مخالفًا لها، وتقييم السلوك الإعلامي.
وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تشكيل ثلاث لجان تختص بالمهمة الإعلامية أثناء الانتخابات، حيث تختص اللجنة الأولى بالتواصل مع الوزارات بشأن كل ما يذاع في وسائل الإعلام، والثانية تختص بتحليل كل ما يذاع في الإعلام عن الانتخابات، والثالثة تتلقى تقارير لجان التغطية الإعلامية.
خبراء الشأن الإعلامي رأوا أن تلك اللجنة تعد أحد أساسيات الانتخابات، ودليلًا على رغبة الدولة في إجراء انتخابات نزيه، وأن العملية الانتخابية في حاجة ماسة إلى المراقبة والرصد لانتهاكات بعض الوسائل الإعلامية.
الدكتورة "ليلي عبدالمجيد" عميد سابق كلية الإعلام بجامعة القاهرة، رأت أن تلك اللجنة تعد من الضروريات؛ لأنها تتابع التغطية الإعلامية، وتقييم السلوك الإعلامي ومدى الالتزام بضوابط الدعاية المقررة.
وشددت على ضرورة أن توفر اللجنة العليا آليات تسمح بوضع حد للانتهاكات والتجاوزات الإعلامية التي يفعلها البعض، وتوضح معايير التغطية الإعلامية الصحيحة، بحيث لا تكون كل مهمة تلك اللجان هو وضع تقارير فقط، ولكن رصد معايير التغطية الإعلامية المتوازنة.
ولفتت، إلى ضرورة أن تشمل تلك الآليات على أدوات تساعد عملية المتابعة والاتصال بوسائل الإعلام، وتضع أيضًا العقوبات للمخالفة وتكون تدريجية فتبدأ بالإنذار وبعدها الغرامات وغيره، وتراعي الموضوعية، على كل الوسائل الإعلامية العامة والخاصة.
وشدد على أن الوسائل الإعلامية يجب أن تتسم بقدر من الحياد، وعدم إبراز التأييد لمرشح أو حزب دون الآخر، لاسيما الوسائل الإعلامية الخاصة والتي ينتمي البعض منها إلى أحزاب تخدمه، فيجب عليهم التعامل بحيادية مع المرشحين، وألا ينشروا أخبار كاذبة وشائعات تضر بالمرشحين الآخرين.
واتفق معها الدكتور "محمود علم الدين" رئيس قسم الصحافة الأسبق بكلية الإعلام جامعة القاهرة، مؤكدًا أن للانتخابات علاقة قوية بالإعلام؛ لأنه الذي يقوم بمتابعة الأحداث الانتخابية، منذ بدأ العملية حتى فرز النتائج والتعليق عليها.

وأضاف، ليس كل الوسائل الإعلامية الحكومية والخاصة تكون صائبة في عملها أثناء عملية التغطية والمتابعة، لذلك وجب تشكيل مثل تلك اللجنة لأنها تعتبر الوسيط والمتابع، والراصد لمدى توافر الموضوعية والمهنية في الوسائل الإعلامية.
وأوضح، أن أداء العملية الانتخابية يحتاج لمن يراقبه، وهذه اللجنة الإعلامية تقوم بدور المراقبة والمتابعة، وترصد ما تقوم به الوسائل الإعلامية بأي نوع من الخلل في الأداء والممارسات الفجة، التي تحتاج إلى تدخل ونوع من التوجيه، وتأخذ في الوقت ذاته بتوصيات المجلس الأعلى للصحافة.