رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبراء يحددون:

5 أسباب وراء غلق قناة "الشرق" الإخوانية

جريدة الدستور

ضربة إعلامية جديدة تلقتها جماعة الإخوان، وذلك بتوقف بث قناة "الشرق" التابعة للجماعة في تركيا؛ لتكتب سطرًا جديدًا في انهيار الأبواق الإعلامية للجماعة، والتي دأبت منذ تدشينها على بث الأكاذيب والنفخ في الفتن وتزكيتها.

"هيثم أبو خليل"، الإعلامي الإخواني والقيادي بالمجلس الثوري للجماعة، أعلن عبر حسابه على "تويتر"، أن قناة الشرق توقفت بسبب أزمة التمويل التي تتعرض لها، وعزوف الكثير من المستثمرين.
وكتب على صفحته، أن قناة الشرق توقفت؛ لأن المستثمرين وأصحاب البيزنس يخشون دعمها ولو بإعلان على شاشتها.

"المادة الإعلامية، قلة المشاهدة، ضعف التمويل، إرادة الشعب المصري، ضعف الجماعة" خمسة أسباب أجمع عليها خبراء الشأن الإعلامي والإسلامي وراء الفشل والضعف الذي حل بوسائل الإعلام الإخوانية خلال الفترة الماضية، متوقعين حدوث تأثيرات كبيرة على التنظيم الدولي للجماعة وغلق مزيد من القنوات.

محمود علم الدين، الأستاذ بقسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، رأى أن هناك سببين لوقف قنوات الإخوان وعلى رأسهم قناة "الشرق"، الأول هو فقدان المادة الإعلامية لعنصر المصداقية، فالأخبار التي تبث كلها خاطئة وتعمل على التحريض والعنف، بالتالي أعطى الجمهور المستهدف ظهره لتلك القنوات.

وأضاف: "إن السبب الثاني هو الواقع الذي تعيشه تلك القنوات وعدم القدرة على الحشد والتمويل الكافي لإطلاقها أو دفع أجور الكوادر العاملة بها، إلى جانب الخلل والصراع الذي تشهده الجماعة منذ فترة كبيرة، وعدم الاتفاق على شيء محدد، والدخول في مواجهة حاسمة مع الدولة المصرية".

وأشار إلى أن تلك الأسباب أحدثت نوع من الانقسام داخل الإخوان في التحركات والخطوات، انعكس على توفير الأنفاق اللازمة للإعلام، وأصبح أي جهد إعلامي يبذل لا فائدة منه لأنه لا يتمتع بأي نوع من التأثير والمصداقية.

وتابع: "إن هذا القرار سيكون له تأثير على الكوادر الموجودة بالداخل، ويؤثر على اتصالهم وتواصلهم بالعناصر الخارجية، وقدرتهم على نقل الرسائل الكاذبة للرأي العام، ويعد مؤشرًا خطيرًا على أن هناك تراجع وخلل في الإعلام الإخواني".

وأكدت ليلى عبد المجيد، عميد سابق كلية الإعلام بجامعة القاهرة، أن جماعة الإخوان منذ ثورة 30 يونيو وهي تحاول محاولات فاشلة لبث الروح في الأبواق الإعلامية التابعة لها، وإعادة إحيائها بكل الطرق.

وقالت: "إن إرادة الشعب والجمهور المستهدف دفعتهم إلى العزوف عن تلك القنوات ومقاومتهم، الأمر الذي جعلها تؤول إلى الفشل وتقل نسب المشاهدة بها، بالتالي يعزف الممولون والمستثمرون بدورهم عن الإعلان أو الاشتراك في مثل تلك القنوات الخاسرة".

وتابعت: "إن الإعلام الإخواني حاول استقطاب المصريين من خلال الأخبار الكاذبة التي يبثها؛ لزيادة نسب المشاهدة واستمرار قنوات الجماعة، لكن أفعالهم الإرهابية وأعمال التخريب والتدمير، جعلت الكل يعزف عن متابعة قنواتهم".

وأضافت: "إن الهدف من مادتهم الإعلامية، إقناع المصريين وترسيخ مبدأ دولة الانقلاب، وأن السيسي قاتل وكل تلك التخاريف، لكن الفشل الذي لحق بهم جعل قنواتهم تسقط إلى الهاوية دون رجعة".

وأرجعت الفشل الإعلامي الذي لحق بقنوات الإخوان بين "الغلق والإفلاس"، إلى أن هدف الجماعة منذ البداية هو إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء وكسر إرادة المصريين من خلال تلك القنوات.

وأشارت إلى أن غلق قنوات الإخوان يعكس واقعهم منذ البداية والحال الذي وصلوا إليه، وسيكون له تأثير كبير على التنظيم، وستشهد المرحلة المقبلة تراجع كبير يقترب من النهاية والغلق لمعظم القنوات الإخوانية.

وقال سامح عيد، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية،" إن غلق قناة الشرق بسبب الفشل الذي لحق بالجماعة على مدار عامين على كل المستويات السياسية والإعلامية، وقلة نسب التأييد والقدرة على الحشد، فبدأت نوافذ الدعم المالي تقل بدورها بسبب ضعف المشاهدة.

وأشار إلى أن منافذ التمويل مثل قطر وتركيا وأجهزة المخابرات العالمية التي كانت تعتمد على الجماعة بشكل كبير، بدأت تعزف عن استثمار أموالها داخل قنوات الإخوان؛ لأنها لم يعد لها تأثير فعال على الأرض، واتجهت الاعتماد على تيارات أخرى مثل السلفية أو الجهادية، وضعف الدعم المادي أخرس قنوات الإخوان.

ولفت أن قرار الغلق سيكون له تأثير إيجابي على الشعب المصري، لأنها تخلصهم من هذه السموم، وتؤدي إلى ضعف الإرهاب في المنطقة إلى حد ما، وسيكون له مردود سلبي على الجماعة والتنظيم الدولي الخاص بها.

وتوقع أن الفترة المقبلة ستشهد غلق قنوات إخوانية أخرى؛ لأن العديد منها مازال مستمرًا في بث سمومه، أمثال "مكملين، ومصر الآن"، مشيرًا إلى أن فئات قليلة من الجماهير لازالت تشاهد تلك القنوات وتستمد منها الفكر والمعتقد.

واستبعد أن تستطيع الدولة المصرية التدخل في غلق أي قناة تابعة للإخوان، لاسيما الموجودة الخارج، لأن القانون يكفل لأي جهة فتح قناة في الداخل مادامت متوفرة بها الشروط اللازمة، أما قنوات الإعلام الخارجية يصعب توقيفها؛ لأن الجهات الاستثمارية التي تتدخل فيها لا سلطة لمصر عليها.