رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"المحروسة".. قصر ملكي يتحرك على الماء

جريدة الدستور

"المحروسة" من قصر ملكي إلى يخت للتدريبات العسكرية
محاولة الملك فاروق للاحتفاظ به وقرار مجلس قيادة الثورة
زعماء استخدموا "اليخت"




أمر الخديوي إسماعيل والي مصر، ببناء يخت "المحروسة" عام ١٨٦٣، وأنهت شركة "سامودا" الإنجليزية بناءه في أبريل عام ١٨٦٥، التي كان مقرها لندن وأبحر اليخت لأول مرة من ميناء لندن إلى الأسكندرية.
يعد "المحروسة" أحد القصور الملكية العائمة، بما يحتويه من نقوش وزخارف ولوحات زيتية لأشهر الرسامين العالميين، إذ سجلت فيه كل حضارات مصر عبر العصور المختلفة، سواء الفرعونية، واليونانية الرومانية، والعربية الإسلامية، كما يحتوي على مشغولات فضية وكريستالات وليموج (خزفيات) وصيني وسجاد يرجع تاريخه إلى القرن الثامن عشر.
في ٢٦ يوليو عام ١٩٥٢ غادر به الملك فاروق ملك مصر والسودان إلى منفاه الاختياري في إيطاليا بعد تنازله عن العرش ٢٣ يوليو، وكان الملك يرغب في الاحتفاظ باليخت إلا أن طلبه قوبل بالرفض من قبل السلطات المصرية وقتها وكانت التعليمات بأن يعود اليخت إلى ميناء الأسكندرية فور أن يفرغ حمولته.

أهم رحلات "المحروسة":
عام ١٨٦٨ أبحر به الخديوي إسماعيل لحضور المعارض المقامة بباريس.
عام ١٨٦٩ أبحر به الخديوي إسماعيل لميناء مرسيليا الفرنسي لدعوة ملوك وأمراء أوروبا لحضور الحفل العالمي لافتتاح قناة السويس.
عام ١٨٦٩ كان اليخت أول من عبر عند افتتاح قناة السويس وكان يقل لفيفا من ملوك وأمراء أوروبا مثل أمير وأميرة هولندا، ولي عهد ألمانيا الأمير فريدريك، الإمبراطورة أوجيني إمبراطورة فرنسا وإمبراطور النمسا فرنسوا جوزيف.
عام ١٨٧٩ أبحر به الخديوي إسماعيل باشا بعد عزله عن حكم مصر بواسطة ابنه الخديوي توفيق باشا إلى ميناء نابولي في إيطاليا.
عام ١٨٩٩ أبحر اليخت من الإسكندرية إلى بورسعيد للاحتفال بإزاحة الستار عن تمثال ديليسبس.
عام ١٩١٤ أبحر اليخت مقلا الخديو عباس حلمي الثاني إلى منفاه بالأستانة بتركيا.
عام ١٩٣٩ جاء على متنه محمد رضا بهلوي شاه إيران الراحل وهو متوجها إلى مصر لعقد قرانه على الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق الأول ملك مصر والسودان.
١٩٤٦ أبحر اليخت بأمر من الملك فاروق الأول ملك مصر والسودان إلى ميناء جدة ليبحر على متنه الملك عبد العزيز آل سعود ملك السعودية إلى ميناء بورفؤاد المصري في زيارته لمصر، ثم عاد به اليخت إلى ميناء جدة بعد انتهاء الزيارة.

استخدم اليخت زمنا في تدريب القوات البحرية المصرية بعد عام ١٩٥٢، واستخدمه كل من الرئيس جمال عبدالناصر والرئيس محمد أنور السادات، ويرسو اليخت حاليا قباله شاطئ قصر رأس التين الملكي بمدينة الإسكندرية، حيث عدل اسم اليخت رسميا من قبل الحكومة المصرية بعد عام ١٩٥٢ إلى "الحرية".

وعام ٢٠٠٠ أمر الرئيس المخلوع مبارك باسترجاع اليخت إلى اسمه الأصلي "المحروسة".