رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دراما للكبار فقط «الجزء الأخير»


تحت نفس العنوان أشرنا فى المقال قبل الأخير يوم الثلاثاء الماضى إلى أن محمود الجندى فى «بعد البداية» يجسد دور الصحفى الفاسد حتى النخاع والوصولى إلى حد ارتكاب كل أنواع الجرائم.. وفى طريقى يضع علامة بدور الأب المهزوم أمام جبروت زوجة متسلطة إلى حد ضياع أبنائه وحياته بالكامل.. هالة صدقى فى دور العالمة فى «حارة اليهود» والتى تحب بلدها وتشارك بطريقتها فى مقاومة الاحتلال أضفت هالة على الدور أبعادا أكدت به حضورا طاغياًً.. سوسن بدر الأم الطاغية ذات الجبروت والغباء والمتحجرة المشاعر التى تفقد أبناءها نتيجة رداءة شخصيتها ثم تصاب بالزهايمر.. صبرى فواز فى بين السرايات وضع لنفسه مكانة متميزة على خريطة التمثيل الدرامى فى دور شقيق البطل الضائع المهزوم الذى ضل طريقه فى الحياة وفشل فى كل شىء فى حياته.

وانتهى بأن تحول إلى قاتل.. الراحل سامى العدل قبل وفاته نجح فى أن يصنع لنفسه مكانة متميزة فى ساحة الدراما المصرية بدورين مهمين اختتم بهما مشواره الفنى الطويل والثرى، فقد برع وأتقن بامتياز أداءه فى دور الأب المصرى المكافح الأصيل الذى يمتلك مخزونا من القيم وطيبة القلب والأبوة فى «حارة اليهود» وكأن القدر أراد أن نتذكره بهذا الدور دائماً ليظل فى الذاكرة رب العائلة الطيب المحب للناس وهو نفس دوره فى الحقيقة، إنه بلا شك دور عمره الذى سنظل نتذكره به بكل الخير، بالإضافة إلى دوره فى «بين السرايات» أيضا الذى جسد فيه ابن الحارة المصرى العاشق لبلده.. والحقيقة أننى أتوقف عند مشوار فنى طويل ثرى له جعل من سامى العدل إضافة من الوزن الثقيل لكل عمل فنى قدمه طوال حياته وهو أحد أقطاب عائلة فنية أثرت الحياة الفنية بأعمال فنية ناجحة كثيرة جذبت الجمهور ووقفت بثبات لتقدم لنا دراما وسينما متميزة. الفنانة الكبيرة سميحة أيوب فى دور الحاجة وهيبة فى مسلسل «مولد وصاحبه غايب» تؤكد حضورها الطاغى فى كل مشهد ظهرت فيه الحاجة وهيبة مسجونة بداخل زنزانة لكنها ذات نفوذ وسطوة تجعلها ذات تأثير كبير على الانتخابات وعلى رجال السياسة..

إن سميحة أيوب تؤكد أن خبرتها الفنية لا حدود لها ولا حواجز تحدها فهى تمثل بسلاسة مدهشة وأتمنى أن ترشح نفسها فى الانتخابات القادمة لأنها ستكون سياسية بارعة أيضا ورغم أن شكل الزنزانة غير واقعى فى ديكور صالون مبالغ فيه إلا أن سميحة أيوب تظل قامة كبيرة فى ساحة الدراما المصرية أرجو ألا تغيب عنها كثيراً.. رغم أن أحداث مسلسل «حق ميت» بعيدة عن الواقعية فى تحول خطير ومفاجئ فى شخصية حسن الرداد من الشاب الطيب العفوى الذى يسهل خداعه ووقوعه فى أبسط المكائد كما حدث فى مكتب المحامى فى بداية المسلسل ثم فجأة يدخل السجن ويخرج عبقرى فذ ومتقد الذكاء وصاحب حيل وخطط شيطانية تجعله ينجح فى تخطيط الانتقام ببراعة نادرة، إلا أن المسلسل أكد أن حسن الرداد ممثل لديه قدرات فنية هائلة تؤهلة لأن يؤدى أصعب الأدوار.. وأثمن نهاية المسلسل التى جاءت لتنتصر للحق وللعدالة وليس للشر والفساد على حساب القيم والمبادىء فتابعناه بشغف واسترحنا لنهايته الموفقة.