رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سياسة أبوالعريف «2»


كم مرة التقيت فى حياتك «بأبو العريف»... كم مرة التقيت فى مؤسسات الدولة وشوارع مصر ومدنها «بأبو العريف»!!. «أبو العريف» الذى يفهم فى كل حاجة وأى حاجة. «يفتى» فى أى حاجة وفى كل حاجة.. فهو يرى أنه الأذكى، الأمكر، الأقدر، الأدهى، وأنه خبير زمانه وأوانه !!. لا يعرف لسانه كلمة «معرفش»، فهو يفهم أكثر من غيره فى جميع المجالات والتخصصات «الصناعة، التعليم، الإعلام، التدريس، القانون، الرى، الكهرباء، الدين، التجارة، الزراعة.. بل هو الوحيد الذى يفهم ...!!! هو «الملم والعليم» ببواطن الأمور.. هو الوحيد الذى بيده الحل لانه هو «أبوالحلول»!!! هو دائما يرى أن آراءه هى «عين الصواب» بل هى الصواب نفسه.. لا يعرف التخصص، لا يعرف الاتقان.. الخبرة.. المشورة.. الدراسة!!!!.. لا يعرف أن فوق كل ذى علم عليم وأن الله فى كتابه الكريم أمرنا بأن لا نتحدث فيما نجهله «ولا تقف ماليس لك به علم، إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا».

هذه هى مشكلتنا فى مصر... مشكلتنا أننا محاطون بكم كبير من «أبوالعريف» فى جميع المجالات!!! فنجد الطبيب «أبوالعريف». والمهندس «أبوالعريف».. الموظف «أبوالعريف.. الإعلامى «أبو العريف».. المدير «أبوالعريف».. وهكذا.. فى عالم الدين والفقه والشريعة والفتاوى.. نحن محاطون بكثير من فتاوى «أبوالعريف».. فنجده ما هو بشيخ.. ولا بفقيه.. ولا برجل دين.. ولا بأستاذ فقه وشريعة لكنه يملأ الفضائيات بفتاوى لا نستطيع أن نطلق عليها إلا فتاوى «أبوالعريف»!!. فى الإعلام.. فنحن محاصرون بصحافة وإعلام «أبوالعريف»... فالجميع يتحدث باسم الإعلام والحرية والمهنية وموضوعية الإعلام ولكنهم لا يطبقونه فما هو إلا شعارات يرددونها.. كما أنهم ليسوا بمتخصصين أو إعلاميين أو حتى أشباه إعلاميين!!! ولكن، للاسف امتلأت الصحافة والفضائيات بأعلام «أبوالعريف»!!

فى عالم السياسة... فنحن محاصرون برجال سياسة وبقوى سياسية ما هم بسياسيين ولا هم بدارسين لعلوم السياسة!! لا يمتلكون مقومات السياسى من رؤية، موقف، حنكة، تجربة، خبرة، ذكاء، فطنة، رؤية.. وللاسف. نحن محاطون بسيل من الأحزاب السياسية وبقوى سياسية ما هم إلا «أبوالعريف السياسة»!!! فى مصر وفى العالم العربى، نحن محاصرون بمسئولين، بموظفين، بعمال، بصناع، بمدرسين، بأساتذة الجامعة، بفلاحين، بأطباء، بالفنان،.. يفتون فى كل شىء وأى شىء، لا يعرفون إلا «سياسة الفهلوة» ولا يطلق عليهم إلا «أبوالعريف». والآن.. علينا جميعا فى مرحلة حرب مصر على الإرهاب، الجهل، التخلف، اللامبالاة، الفهلوة، الكسل «أن يعلن المسئولون والشعب الحرب على «أبوالعريف» الذى يسيطر على مصر.. علينا أن نعلن رفضنا لكل «أبوعريف» نلتقى به فى مؤسسات الدولة المختلفة.. موعدنا الأحد المقبل إن شاء الله