رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خواطر شخصية لوزارة الداخلية


كلما اقترب الموعد المقرر لإفتتاح مشروع مصر القومى قناة السويس الجديدة، إزدادت نبضات قلوب المصريين شوقاً وفرحاً وسعادة، وتنامى لديهم الإحساس بالثقة فى النفس والإعتزاز بالهوية، وتصاعدت فيهم ملكات العزيمة والإصرار على العمل والبناء.

وأعتقد أن الاحتفال المرتقب لهذه المناسبة الوطنية لابد أن يكون أسطورياً مهما كانت تكاليفه وأعباؤه، لأن الاحتفال فى حد ذاته عنصر حيوى من عناصر نجاح المشروع. وإذا كان الاحتفال بهذه الأهمية، فإن نجاحه يعتمد فى المقام الأول على تأمينه ومنع كل ما يُخل بالأمن سواءً فى محيطه الجغرافى أو خارج ذلك المحيط بقصد التأثير على فعالياته، ويقينى أن القائمين على أجهزة الأمن المختلفة يقدرون تماماً أهمية هذه المناسبة الوطنية ويدركون طبيعة الظروف المحيطة، وأثق فى أن تلك الأجهزة قد استعدت لكل الإحتمالات واتخذت من الخطط والإجراءات ما يكفل بإذن الله إجهاض ومنع أى أعمال عدائية، ولكنى وبحسبانى أحد أبناء هذه الوزارة، تراودنى بعض الخواطر الأمنية التى أرى وضعها تحت نظر وزارة الداخلية، ونوجزها فيما يلى:

«1» فى مقدمة أولويات التأمين شخص رئيس الجمهورية فهو رمز الدولة كما أنه مستهدفٌ من بعض القوى الدولية المعادية وأذنابها الإرهابية بالداخل، ومهما كانت كفاءة وقدرات الجهات الأخرى المعنية بتأمينه، فإن ذلك لا ينتقص بأى حال من المسئولية الرئيسية لوزارة الداخلية عن هذا الواجب الأمنى ولا يتعارض معه. فيجب ألّا يغيب ذلك المفهوم عن كل عناصر التأمين، ويجب أن تكون إجراءات الوزارة فى هذا الإطار غير نمطية وأن تتجاوز حدود المكان والزمان لتحقيق المنع وهو الهدف المطلوب فى المقام الأول والأخير.

«2» إحكام الرقابة على أماكن التخزين وأماكن الطهو بداخل الفنادق المعدة للضيوف، لمواجهة احتمال تفخيخ المنقولات التى تُنقل للفنادق أو دس السم فى المواد الغذائية التى تُورد لها. «3» أن تراعى ساعات العمل المناسبة بما لا يزيد على ست ساعات للمشاركين فى تأمين مدينة الاحتفال، وأن تكون مشاركة القطاعات النوعية بالتكامل فيما بينها وليس بالتكاتف، بمعنى أن الموقع الذى يحتاج لتأمينه عنصراً نظامياً يتم تأمينه بهذا العنصر فقط دون حاجة للزج بالقطاعات النوعية الأخرى، حتى يتسنى الاستثمار الأمثل للعدد المتاح من القوات.

«4» تحديد الشوارع المسموح فيها بالسير للمركبات والمشاه بداخل مدينة الاحتفال وفقاً للاعتبارات الأمنية أثناء أيام الاحتفال، مع الإعلان رسمياً عن ذلك وأنه سيتم مواجهة المخالفين بمنتهى الحزم والقوة، كما يجب أثناء فترة الاحتفال غلق جميع الطرق المؤدية للمدينة وعدم السماح بالمرور فيها إلا للدواعى الملحة وبتصاريح خاصة من الوزارة، وذلك لتسهيل رصد أى عناصر إرهابية على تلك الطرق وإمكان التعامل الفورى معها.

«5» فيما يتعلق بالمصالح الحكومية والمنشآت المهمة على مستوى الجمهورية والتى نحرص على عدم إستهدافها إرهابياً خاصةً أثناء فترة الاحتفال، فيمكن اختيار عدد مناسب من العاملين بكل منشأة للمشاركة الإيجابية فى تأمين مقر عملهم وملاحظة الحالة بمحيطه الخارجى، على أن يُناط بقسم الشرطة المختص جغرافياً إختيار هؤلاء الأشخاص وتوعيتهم وتحديد مهامهم والإشراف عليهم والتواصل معهم تليفونياً عن طريق غرفة عمليات تُنشأ خصيصاً لهذا الغرض، مع إعداد قوة تحرك سريع للانتقال لأى موقع وفقاً لمقتضيات الحالة. وقد يكون من المناسب فى هذا السياق إستصدارُ قرارٍ باعتبار يوم الاحتفال أجازة رسمية تُعطل فيه جميع المصالح والمؤسسات الحكومية، فذلك مما يساعد فى تأمين مقارها. «6» وأخيراً يجب تشفير كل مفردات الأحاديث الوظيفية داخل كل الأجهزة الأمنية، والإلتزام الصارم بذلك فى كل الإتصالات اللاسلكية بين عناصر الأمن المشاركة فى تأمين منطقة الاحتفال.. حفظ الله مصرنا الغالية، وهدانا جميعاً سواَءَ السبيل.

كاتب