رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سوق النخاسة بقلم:نجلاء نصير

جريدة الدستور

لابد لنا أن نقر بوجود خلل في الأسر بصفة عامة فالأب والأم والأبناء كل في جزيرة خاصة به ناهيك عزيزي القاريء عن نهم الأبناء بالاستهلاك وهرولة الآباء لتلبية رغباتهم حرصا منهم على تقديم الأفضل والأحسن للأبناء في كل شيء يجعلهم يدخلون ترس الحياة وينسون أهم ما فيها ، فالأبناء جعلهم الله زينة الحياة الدنيا لا هم الحياة الدنيا ..يهلك الآباء في تسديد فواتير سعادة الأبناء ناهيك عزيزي القاريء عن منظومة التعليم التي لابد من تغييرها من الجذور فالمعلم الذي يُدرس لأبنائنا ويحلم بالكادر والمكافأة والدروس الخصوصية لا يقدم لهم القيم والمباديء أو القدوة الحسنة إلا من رحم ربي فنحن نترك أبناءنا أمانة في مدارس معظمنا يدرك تكلفة فاتورة العام الواحد بها_حكومية وخاصة _ وكيف أننا نلهث وراء درجة أو نصف درجة في منظومة الثانوية العامة على سبيل المثال لا الحصر وفي كل مراحل التعليم نقبع تحت رحمة الدروس الخصوصية وفي خضم هذا الهم الكبير وتكالبنا على توفير سبل الراحة للأبناء لا ندقق في أيديولوجية من يدخلون بيوتنا أو من يعلمون أبناءنا فلكل مقدمة نتيجة إن صلحت منظومة التعليم ومنظومة الصحة يرتقِ الاقتصاد ومن ثم لن نجد من شبابنا من يبيع ضميره بالجنيه والدولار لو تربوا في البيوت والمدارس والجامعات على الانتماء لعرفوا أن حفنة تراب من أرض الوطن أغلى من كنوز العالم فهؤلاء ضحية الاعلام الذي يطرح لهم كل ما هو فاسد فلا قدوة لهم أو مثل أعلى يحتذون به ناهيك عزيزي القاريءعن موسيقى المهرجانات التي تعج بآلات موسيقية أعتقد أنها أشبه بالميتال التي تؤثر على خلايا المخ بالسلب وتصيب العقل لأن الصخب يدمر خلايا المخ فضلا عن تغيير الذوق العام في شتى أنواع الفنون فعلى سبيل المثال لا الحصر مسلسلات رمضان التي بها أبطالا يتحدثون بلغة المليارات فماذا يفعل شاب طموح أمام هذا النموذج الذي يعرض عليه ليلا نهاراً وكأنه يقول له الطريق مفتوح أمامك لتحيا مثل تلك الحياة أن تاجرت بالمخدرات أو اشتغلت بالنصب والاحتيال أو التطرف الديني والانتماء لجماعات ....... ومستوى اللغة والحوار السوقي المتردي وبرامج المقالب السخيفة والألفاظ البذيئة التي يتلفظ بها نماذج جعلهم الاعلام النخب أو صفوة المجتمع ........كل ذلك يجعل من الشباب بلا هوية وبلا قدوة يحيون في ضياع ومن ثم يقعون فريسة سائغة في سوق النخاسة فيبيعون أنفسهم وأوطانهم وينتهجون قيماً خاصة بهم تجعلهم يعلون الأنا العليا وبيحثون عن مصالحهم الشخصية وينتمون إلى أجندات تدمر الوطن ،وهناك شريحة تظن أنها تحسن صنعا وأنها تمارس الوطنية وأن ما يفعلونه لخدمة الوطن تحت تأثير غسيل المخ فمن لا قيم له ولا علم عنده في غياب صحوة دينية صحيحة تجعل شبابنا فريسة فالبيت والمدرسة و الاعلام والاصدقاء .... شركاء في صناعة أمثال هؤلاء الشباب الذين يبحثون عن سوق النخاسة .