رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سيادة الرئيس.. أنقذ شبابنا من براثن الشياطين


فئة معينة من فلذات أكبادنا يتحدثون «عمال على بطال فى السياسة والشأن العام دون وعى أو خبرة أو علم.. أفكارهم تثير الجدل والاستغراب والتخوف منهم وعليهم.. يقحمون الدين فى السياسة.. وفى كل شىء بالحق وبالباطل.. يغالطون فى ثوابت الدين والتاريخ.. يختلقون مواقف وأحداثاً ما أنزل الله بها من سلطان.. عندما تحاول التواصل معهم لا يستمعون إليك.. وإذا استمعوا يصنفونك من «أزلام النظام»!!

موجودون - للأسف الشديد - فى الأندية والملاهى.. فى المواصلات على المقاهى وفى دور العرض.. فى الأماكن العامة والمطاعم الفاخرة.. شباب فى عمر الزهور يستقى معلوماته من شياطين الإنس.. قنوات فضائية.. إذاعات موجهة.. جرائد ومجلات صفراء.. مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» وتويتر والواتس أب.. شباب ينقصهم التوجيه الصحيح لحب الوطن وفهم الدين وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم بالشكل الصحيح.. شباب ينقصهم قراءة الواقع الأليم الذى نحياه بصورة أوضح وأشمل وأصدق.. أسمعهم بأذنى وأشاهدهم بأم عينى وهم يتبادلون الأخبار والمعلومات المغلوطة - الملغمة والملونة التى تزعزع ثقتهم بوطنهم وجيشهم وشرطتهم وإعلامهم وقضائهم.. أنظر إليهم وأبكى بحسرة وألعن من تسبب فى «حشو» رءوسهم وسمم أفكارهم بهذه الإرهاصات.

أتساءل: أين دور الإعلام الصادق الهادف الوطنى؟.. أين دور المساجد والكنائس؟!.. أين دور المجتمع المدنى والأسر؟!.. أين دور وزارة الشباب والرياضة؟!.. أين دور المدارس والمعاهد والجامعات من هذه «المصيبة»؟!.. سؤال آخر: كيف سنعالج هذه الظاهرة لانتشال أبنائنا من «وحل» التفكير الشيطانى لجماعات الغدر والخيانة؟!.. كيف نحميهم ونمنعهم من الانضمام للعناصر الإجرامية - الإرهابية التى تحاول تجنيدهم ضد مصر باسم الدين؟!.. هذه الأسئلة وغيرها بحاجة ملحة إلى إجابات واضحة لإيجاد حلول علمية وعملية قابلة للتنفيذ على أرض الواقع.. أكتب عن هذه المشكلة لأنها - جد- خطيرة إذا تركناها دون حلول.. وأخشى كل ما أخشاه من استغلال جماعة إبليس هؤلاء الشباب لخلق جيل جديد حاقد وناقم على كل شيء فى مصر.

سيادة رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى .. إن أبناءك وأحفادك فى هذه المرحلة العمرية الحرجة بحاجة إلى رعايتك وتوجيهاتك الآن وليس بعد مثلما ساعدت أطفال الشوارع وأطلقت سراح أعداد كبيرة من الشباب من السجون.. فهؤلاء هم عماد مصر ومستقبلها.. عزها ومجدها.. عرضها وشرفها.. قوتها الضاربة تحت أحزمة العدو الداخلى قبل الخارجى. لذا وجب علينا جميعاً احتضانهم واحتواؤهم وفهمهم ومحاورتهم حتى يكونوا رقماً إضافياً فى التنمية والإنتاج.. لا أن نتركهم قنابل موقوتة تنفجر فى وجوهنا من آن لآخر . سيادة الرئيس إن الفساد الاقتصادى والسياسى المستشرى فى أغلب مؤسسات الدولة يحتاجان إلى ثورة حقيقية حتى يشعر هؤلاء الشباب أن مصر ٢٥ يناير و٣٠ يونيه تسير للأمام.. كما أن المادة «٢١٨» فى دستور «٢٠١٤» تلزم الدولة بمكافحة الفساد.. وتلزم الهيئات والأجهزة الرقابية بالتنسيق فيما بينها لمكافحة هذا الفساد وتعزيز قيم النزاهة والشفافية.. كما تلزم الدولة أيضاً بغلق الباب أمام أى فساد.. لكن هناك من يرفض هذا الدستور وهذه المادة .. خصوصاً فى مؤسسات مهمة مثل «المحليات».. وخير دليل على ذلك اعتراف اللواء عادل لبيب - وزير التنمية المحلية - فى تقرير صادر عن وزارته بالتعاون مع معهد التخطيط القومى والذى يؤكد أن هناك خللاً فى منظومة تعيين القيادات المحلية بالمحافظات، وأن عملية التعيين لم تبن على الكفاءة.. وإنما تمت بالوساطة والمحسوبية.. وهذا أدى إلى انتشار الفساد بالمحليات وتدهور أحوالها.. كلام «لبيب» فى منتهى الخطورة.. ويجب علينا أن نسأل الرجل: إذا كنت تعترف بهذا الخلل وأنت المسئول الأول عن المحليات.. فلماذا تصمت؟!.. وإذا كانت هذه التعيينات تمت على غير رغبتك.. فلماذا لا تكشف ذلك للشعب؟!.. ثم لماذا لا تترك منصبك لمن يستطيع محاربة هذا الفساد خصوصا أننا مقبلون على الاستحقاق الثالث من خارطة الطريق؟!

سيادة الرئيس.. إن السلبيات السابقة لا تمثل إلا القليل أمام الإنجازات المهمة التى بدأتها الدولة منذ ٣٠ يونيه.. لكن جماعة الشر تستغلها أسوأ استغلال لزعزعة ثقة الشباب فى قيادته ومستقبله.. الأمرالذى يجعلنى أناشدكم باتخاذ خطوات عاجلة لمحاربة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية عن طريق زيادة معدلات النمو الاقتصادى ومراعاة تحسين آليات توزيع الدخل لينال جميع الشرائح الاجتماعية ومنها الشباب .. مع الأخذ بعين الاعتبار عدم تجاهل الشرائح التى لا تجد من يمثلها فى دائرة صنع القرار من هذا الاهتمام.. اللهم قد بلغت اللهم فاشه