رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحل الأمنى وحده لا يكفى «١-٢»


الحوادث الإرهابية الأخيرة فى تونس والكويت وفرنسا، ومسلسل الاغتيالات الذى بدأ منذ فترة فى مصر، تعيد ذاكرتى إلى بدايات عهد الإخوان - اغتيال أحمد ماهر رئيس وزراء مصر فى مبنى البرلمان المصرى فى فبراير ١٩٤٥، واغتيال القاضى أحمد الخازندار المكلف بقضية تورط جماعة الإخوان المسلمين فى تفجيرات سينما مترو فى ٢٢ مارس ١٩٤٨، واغتيال محمود فهمى النقراشى فى ديسمبر ٤٨،ومحاولة اغتيال الرئيس السابق جمال عبد الناصر مرتين «مرة فى الحادث المعروف إعلامياً بحادث «المنشية» فى يونيه ١٩٥٤، والأخير فى ١٩٥٦، ومحاولة اغتيال الدكتور رفعت المحجوب- رئيس مجلس الشعب- فى ١٢ أكتوبر ١٩٩٠ اغتيال النائب العام اليوم ومن قبله ضباط وقيادات الشرطة، مسلسل الاغتيالات ليس بجديد على الإخوان والجماعات الإرهابية الموالية لا يظهرها ولا يعيدها إلى الأذهان ولا تشعر أنها متورطة فى المجتمع إلا بالاغتيالات والتفجيرات، والمزيد من القتلى والأشلاء.

إن ما يحدث فى مصر وتونس، والكويت، وفرنسا.. يؤكد أولاً أن الإرهاب ليس له دين أو ملة تقوده أو حتى عقيدة تحكمه، «داعش» فى يوم واحد أعلنت مسئوليتها عن ٣ عمليات إرهابية فى تونس والكويت وفرنسا.. الإرهاب يروع ويذبح ويقتل عشوائياً ويستهدف السنة فى مصر وتونس، وينحر الشيعة فى الكويت والسعودية أثناء الركوع والسجود، ويذبح المسيحيين فى فرنسا والداعى والمنفذ والمعلن تورطه جماعة إرهابية واحدة، لا توجد عقيدة لهم أو وطن يشعرون بالانتماء إليه. كما أن الخراب والتدمير والقتل، وكل الفواحش التى نهت عنها وحرمتها جميع الأديان على رأس أولويات أجندتهم الخاصة، جميع التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم حسن البنّا وأنصاره، وأعضاء الخلايا النائمة والقائمة لن ينجحوا فى إرباك المشهد السياسى والأمنى والاجتماعى السليم والصحى والإيجابى فى مصر.

والقضية بالنسبة لهم ولأمثالهم من تيارات وفصائل التأسلم السياسى المتطرفة ليست هى عودة الرئيس المعزول محمد مرسى الذى يعرفون عنه أكثر منى بأنه «بليد سياسياً وفقير فى الإدارة وتسييس أمور البلاد بالداخل والخارج» وليس له علاقة بالحكم، فالجماعة كانت الآمر الناهى خلال فترة حكمه، وكم هو محزن ومثير للسخرية أيضاً أن نسمع فى إعلامهم عن شرعية المعزول، إنهم يتحدثون دائما عن الإنجازات الخرافية والأسطورية والجبارة التى تحققت على أيدى رجلهم ونظامه فى حين أنه لم يخط سطراً واحداً فى كتاب تاريخ مصر المعاصر سوى أنه أحدث انقساماً بين صفوف المصريين وتسبب فى جرح غائر لايزال قائما، إن مشكلة معظم الشباب الموالين للإخوان والمتطوعين فى الجماعات الإرهابية أنهم اعتادوا على السمع والطاعة،لأنهم يفتقرون إلى المعرفة وبعضهم سلبت عقولهم بشكل مستمر من خلال إمراء الفتوى والمنابر، والخطب المحرضة، والصفحات التحريضية التى تدعو إلى الجهاد والشهادة.

ولا أستطيع أن أنكر أن نظام مبارك كان شريكاً أساسياً فى الاتفاق والتقسيم مع الإخوان طوال الفترة الماضية، إضافة إلى المناخ التعليمى، والإعلامى الفاسد المفروض علينا فرضاً، والذى انهالت عواقبه على عقلية الأجيال الحالية كالمطرقة وطبقت على العقول، والصدور، مما جعلت الشباب سهل المراس لعمليات غسيل المخ، ومن ثم يسهل تجنيدهم بواسطة التنظيمات الإرهابية.

سيناريست