رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

5 أسباب وراء عرض الجيش "فيديو توضيحي" لعملية "الشيخ زويد"

جريدة الدستور

"قذائف، وحرائق، وجثث تتساقط".. "دبابات عسكرية تضرب أرض الأعداء لتشعل النيران بها".. "عدو بعيدًا خائف يتسلل من مخبئه إلى أرض الوطن، لا تمر دقائق عليه حتى يصبح مطأطأ الرأس، معصوب العين، مكتوف الأيدي، أمام سلاح أبطال لا يهابون الموت، يدكون معاقل الإرهاب حيثما كان".

"تحد تاريخي فرض على القوات المسلحة.. سيناء ضد الإرهاب"، فيديو للتاريخ بثته القوات المسلحة على موقع "يوتيوب" يجسد حقيقة ما حدث في عملية الشيخ زويد الإرهابية، التي وقعت، يوم الأربعاء، باستهداف 5 كمائن عسكرية تحت عنوان "يوم للثأر".

"تسجيل البطولات، رفع الروح المعنوية، رد الشائعات، إعلان تورط الإخوان، كشف زيف الإعلام".. خمسة أسباب اتفق عليها خبراء الأمن والإعلام والشؤون الإسلامية، حول عرض القوات المسلحة لأول مرة فيديو توضيحي للعملية الإرهابية الثأرية باستخدام تلك التقنية.

أمنيًا.. "ملحمة عسكرية ناجحة تستحق العرض"

اللواء "محمد نور الدين"، مساعد وزير الداخلية السابق، أشاد بالتقرير المصور، مؤكدًا أنها أول مرة تعلن القوات المسلحة عن نتائج إحدى عملياتها الناجحة، مرجعًا ذلك إلى رغبتها في الرد على الشائعات التي روجها الإعلام المضاد، وانزلقت فيها بعض المواقع الإعلامية المصرية.

وأضاف: إن رد القوات المسلحة جاء سريعًا؛ لأنها لم تكن حرب عسكرية فقط، ولكنها دخلت حرب من نوع الجيل الرابع التي تستخدم الإعلام وسيلة لنشر الشائعات، فقد وصل الأمر ببعض الوسائل الإعلامية الترويج لاستيلاء الجماعات الإرهابية على منطقة الشيخ زويد وأعلنتها تابعة لـ"ولاية سيناء".

وأوضح، أن القوات المسلحة اضطرت لنشر جثث القتلى والعمليات التي قامت بها، لترد كيد الشائعات في نحورها، الأمر الذي يؤكد أنها مؤسسة عسكرية تعي ماذا تفعل وقامت بملحمة تستحق العرض، واستمرت كثيرًا في التدمير والتنكيل بالإرهابيين.

وعن إذاعة شهادات الجنود بالمعركة، أكد "نور الدين" رغبة القوات المسلحة في تسجيل البطولات العسكرية لها، ورفع الروح المعنوية للجيش الذي أثبت أنه خير أجناد الأرض وليس بجديدة عليه، وللشعب الذي أظهر تماسكه وتأيده للقوات المسلحة.

وعلى جانب آخر، فسر "نور الدين" سبب ارتداء العناصر الإرهابية ملابس عسكرية تشبه إلى حد كبير ملابس الجيوش النظامية، بأنها محاولة لخداع المواطنين والإعلام الذي يرصد ضحاياهم على أنهم جنود مصريين، لكن "غبائهم" جعلهم يقومون برفع أعلامهم على الأرض الأمر الذي فضح مخططهم، فضلًا عن أنها تشبه إلى حد كبير ملابس حركة "حماس".

إعلاميًا.. "القنوات التحريضية وصلت إلى طريق مسدود مع مصر"

أما على الجانب الإعلامي، رأت "ليلى عبد المجيد"، عميد سابق كلية الإعلام جامعة القاهرة، أنها ليست المرة الأولى التي تعرض فيه القوات المسلحة تقرير عن بطولاتها، لكن تلك المرة جاءت كي تفض ذلك "اللغط والبلبلة" التي أذاعتها وسائل الإعلام العربية والأجنبية، والمصرية التي نقلت عنها.

وأضافت: "إن الأخبار شابها كثيرًا من المغالطات وتزييف الحقائق خاصة في أعداد الشهداء، وما فعلته القوات المسلحة يعد أمرًا طبيعيًا وإجراءً ذكيًا".

وأشادت بالفيلم المصور واستخدامه اللقطات الحية، وأنه أوضح مدى التضحية التي قدمها الجيش المصري والجنود بتمسكهم بالأرض ودفاعهم عن العرض؛ بسبب العقيدة المترسخة لديهم "أما النصر أو الشهادة"، فضلًا عن إيمانهم بالله والوطن.

وعن الإشارة الواضحة التي تضمنها الفيديو للإعلام المضاد أمثال "الجزيرة، والشرق، ومكملين" بنشر شعاراتهم، رأت "عبد المجيد" أن الكيل قد طفح من تلك القنوات، ووصلنا معها إلى طريق مسدود لا يسمح بالحديث الغامض، ولكن يجب أن تُكشف كل الأوراق على الملأ.

وأضافت: "إن العملية الإرهابية اعتمدت على تلك القنوات التي كانت تبث لقطات حية من أرض المعركة، وتهلل لرفع الأعداء علم ولاية سيناء"، مشيرة إلى أنها قنوات متآمرة على مصر وتعد جزءً من الحرب.

وشددت على أنها رسالة واضحة من الجيش بأن مصر دخلت مرحلة جديدة، لا تقبل السكوت عن تلك القنوات، ولكن يجب فضحها على مرأى ومسمع من الجميع، فهو بمثابة إعلان رسمي من الدولة أن تلك القنوات هم أعداء للوطن.

ميدانيًا.. "ظهور قيادات الجماعة في الفيديو دليل على تورطهم"

لافتة أخرى تضمنها الفيديو، وهي لأول مرة تظهر صور قيادات جماعة الإخوان من المرشد إلى الرئيس المعزول "محمد مرسي"، الأمر الذي طرح سؤال، هل يعني ذلك تورط جماعة الإخوان في تلك العمليات؟، وهي المرة الأولى التي يعلنها الجيش صراحة.

أجاب عن ذلك التساؤل "هشام النجار"، الباحث في الشؤون الإسلامية، "إن القوات المسلحة لن تخطو خطوة كهذه إلا إذا كان لديها من الأدلة والتأكيدات ما يثبت تورط الإخوان فعليًا بشكل أو بأخر".

وأوضح، أن هناك ارتباطًا تنظيميًا بين الإخوان وولاية سيناء التي قامت بالعملية الإرهابية، وهناك أيضًا غطاء سياسي وشرعي لهذه الأحداث، قام به أعضاء الجماعة من تهيئة المناخ المصري للقيام بهذه العمليات، وتحريض ضد قيادات الجيش واستهداف القيادات الهامة والمؤسسات.

وأشار إلى أن هناك تغيرًا واضحًا ونوعيًا في فكر الجماعات التكفيرية، من القيام بعمليات إرهابية فقط إلى حد محاولة فاشلة للاستيلاء على جزء من سيناء والهجوم والضغط على السلطة المصرية بهذه الطريقة.

وشدد على أن تلك الإشارة الواضحة في الفيديو، يجب أن تدفع دول الغرب إلى إعادة النظر إلى تنظيم الإخوان، وألا تتشدق بسلميتهم مرة أخرى؛ لأن تلك العملية كشفت الوجه الآخر لقيادات الجماعة، والتي أكدت بلا شك أنهم ليسوا فصيل سياسي، فتعتبر رسالة إلى الغرب لتغير وجهة النظر وإعادة البت فيها من جديد.