رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"أمنا الغولة" و"أبو رجل مسلوخة".. نماذج رعب شوهت نفسية أجيال

جريدة الدستور

تلجأ الأمهات في بعض الأحيان لبث الرعب في نفوس أطفالهم لتنهاهم عن فعل شيء ما، فعند دخول الطفل لحجرة مظلمة، تؤكد له الأم أن فيها "قطة كبيرة برأسين" ستلتهمه إذا دخل، وإذا أراد الخروج أمام المنزل، تهمس له: "أبو رجل مسلوخة هيخطفك"، وهكذا الحال منذ أجيال وأجيال، حتى تربى بداخلنا صور وحكايات مرعبة لم نستطع التخلص منها حتى بعد الكبر، لننقلها بعد ذلك لأبنائنا، وتستمر تلك الجريمة دون أن نعرف لها الجاني الحقيقي.

يقول دكتور محمد خليل، أستاذ علم النفس الإكلينيكي بجامعة عين شمس، إن الطفل يملك خيالا خصبا، فهو دائما ما يتخيل صورا وأحداثا غير واقعية، ليبني بها عالما آخر في عقله هو فقط.

وأضاف إنه يتم توجيه ذلك الخيال بما يراه ويسمعه الطفل، فإذا كان ما يراه ويسمعه يوحي بالسلام والهدوء، سينعم طفلك بخيال بناء وإيجابي، أما إذا كان يتسم بالعنف، سيعاني من خيال صاخب وقاسي.

وحذر خليل من تأثير تلك التشبيهات التي ترددها الأم، على نفسية الطفل، الذي سيعاني بالتأكيد من الفزع الدائم والكوابيس المخيفة، نتيجة تخيله لوحوش وحيوانات خيالية تهاجمه.

وأشار أستاذ علم النفس إلى أن ذلك الأسلوب في التربية لا يتوقف فقط عند سنوات عمر الطفل القليلة، مؤكدا أنه يؤثر على سلوك الطفل لسنوات عديدة وربما لبقية حياته، مشوها سلوكه الذي سيتسم بالقسوة والعنف، ليخفي وراءهم خوفه وفزعه.

وأضاف أن هذا الطفل عندما يصبح شابا مسئولا، دائما ما ستحركه طاقة الخوف السلبية بدلا من طاقة الشجاعة الإيجابية، فمثلا ستحفزه غريزة الخوف من الجزاء والتوبيخ من رئيسه في العمل، بدلا من أن تحركه الطاقة الإيجابية للمكأفأة والثناء.

ونصح أستاذ علم النفس بضرورة توخي الحذر فى تربية الأطفال، مؤكدا أن ما يترسب في نفوسهم منذ الصغر، يصعب التخلص منه آثاره بعد ذلك.