رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سر استهداف "الإرهابيين" لمنطقة الشيخ زويد

جريدة الدستور

"الشيخ زويد".. أحد المراكز الإدارية الستة في محافظة شمال سيناء في مصر، وتقع على الطريق الدولي الساحلي بين رفح والعريش على بعد 334 كم من القاهرة و12 كم من قطاع غزة.

منذ الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي في 3 يوليو 2013، تحولت المنطقة إلى مرتع للإرهابيين، وأرض خصبة للنيل من أفراد الجيش، فلا يكاد تجف دماء الشهداء، حتى تشهد المنطقة حادثا إرهابيا جديدا، وكان قسم شرطة الشيخ زويد الأكثر استهدافا.

واليوم شهدت المنطقة أخطر عملية إرهابية، أدت إلى استشهاد 10 من أبطال القوات المسلحة ومصرع 22 تكفيريا، حيث قام 70 إرهابيا بمهاجمة 5 أكمنة بالتزامن بقذائف الهاون، حسب تصريحات العميد محمد سمير، المتحدث العسكري.

وعن سر الاستهداف المتكرر لهذه المنطقة، أكد هشام النجار، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن هذه المنطقة كانت ضمن الخطة التآمرية التي وضعتها أمريكا وإسرائيل، لدفع مصر للتخلي عن بعض المناطق في سيناء، مقابل امتيازات وتمويل مشروعات بغرض توطين غزاويين، وهو الذي رفضته مصر.

وأضاف "يبدو أنهم يسعون لفرض هذا الواقع بالقوة من خلال تكثيف ومضاعفة نفوذ وحضور التكفيريين هناك، وجعلها أحد مراكز عملياتهم الرئيسية".

وأكد أن جماعة الإخوان الإرهابية تتحمل جزءا كبير من المسئولية عن توتر الأوضاع بالمنطقة، لمساندتها لهذا الإرهاب ودعمها له في مواجهة الدولة، مشيرًا إلى أن قيام خلايا الإخوان بالعنف في محافظات مصر الأخرى، كان لصالح تقوية الإرهاب في سيناء وإضعافاً للدولة في معركتها هناك.

وأشار اللواء علاء عز الدين، مدير مركز الدراسات الإستراتيجية بالقوات المسلحة الأسبق، إلى أن فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي شهدت إدخال عدد من الإرهابيين إلى سيناء، قاموا بعمل تجهيزات ومخازن للأسلحة وأماكن اختباء وحفر أنفاق، أي شيدوا بنية تحتية كاملة تساعدهم علي تنفيذ مخططاتهم التخريبية.

وأكد أن العمليات الإرهابية تؤثر بالسلب على التنظيمات الإرهابية، فعقب كل عملية يتم القبض على 90% من المخربين، ما يؤثر على قدرة التنظيمات، كما أن هذه التفجيرات تزيد من لحمة الشعب واصطفافه خلف قيادته.

وأضاف "صحيح أن الجيش يتكبد خسائر فادحة، لكن علينا أن ندرك أن الحرب ضد الإرهاب طويلة ولا تستطيع دولة منعها بنسبة 100%"، لافتا إلى أن أمريكا وهي أكبر دولة في العالم تعرضت لعمليات إرهابية يومية من قبل المقاومة العراقية أثناء احتلالها.

نبيل نعيم، مؤسس تنظيم الجهاد، قال إن هناك سبع قرى بجنوب الشيخ زويد وشرقها مليئة بالعناصر الإرهابية، وهذه القرى كانت شبه محتلة في عهد المخلوع مبارك، وكانت الأجهزة الأمنية على دراية بذلك، لكنها تغاضت عن التعامل معها.

وأشار إلى أن الفترة الأخيرة شهدت توافد العناصر الإرهابية إلى سيناء من المحافظات المختلفة؛ نظرًا لوجود السلاح بها بوفرة وأماكن للتدريب، وهو ما يسهل عملية استدراج الجيش المصري.

وأكد أن العناصر الإرهابية تتحرك بشكل سريع على الأرض، بشكل تعجز عن مجاراته الأجهزة الأمنية بالرغم من فرضها حالة الطوارئ، لكن في النهاية ستنتصر الدولة لأن هذه الجماعات ممولة من الخارج ولا تتبنى منهجًا أو عقيدة تقاتل من أجلها ومع استمرار الخسائر سيتوقف التمويل.

وطالب اللواء حسام سويلم، الخبير الإستراتيجي، بتوسيع المنطقة العازلة التي يقيمها الجيش المصري على طول الحدود مع قطاع غزة لتبلغ 2 كيلو متر، حتى يتم فرض الأمن بالمنطقة، مشيرًا إلى أن المنطقة ما زالت تضم أنفاقا ومبان يختبئ فيها الإرهابيون.