رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اتهامات وسباب متبادل بين الفنانين والحكومة..

إسرائيل على أعتاب عصر جديد من "التخلف الثقافي"

جريدة الدستور

منذ تولت ميرى ريغيف الجنرال العسكري السابق، منصب وزارة الثقافة الإسرائيلية، ويعيش الوسط الثقافي بـ"إسرائيل" في حالة غليان، بسبب مواقف الوزيرة المتطرفة والتي وصفها المثقفون بالدكتاتورية الطافحة على السطح منذ الأيام الأولى لتوليها هذا المنصب.

وجاءت تصريحات الوزيرة بنقل مكتب وزارة الثقافة إلى القدس، لتثير جدل الوسط الثقافي الإسرائيلي، التي تبعها سلسلة من الأحداث الغاضبة، بدءًا من مشاركة وزيرة الثقافة بمسيرة للشواذ، مرورًا بقرار وقف وإزالة عرض "الزمن الموازي" من سلّة الثقافة، وانتهاءً برفض الممثّل نورمان عيسى، وهو عربي من مواطني "إسرائيل"، الظهور في عرض لمسرح حيفا في بلدة يهودية في غور بالأردن.

وكانت ميري وصفت الفنانين مؤخرًا بـ"المنافقين" و"المملين"، وهو ما أثار جدلًا كبيرًا في الساحة الفنية التي خرجت إلى الشارع للتظاهر ضدها.

وتعتبر مسرحية "الزمن الموازي" قضية إنسانية تطرح لمعتقل فلسطيني في السجون الإسرائيلية، وأدى قرار الوقف إلى احتدام الصراع بين وزيرة الثقافة الإسرائيلية ميري ريغيف، وبين فنانين إسرائيليين يتهمونها بفرض الرقابة على أعمالهم.

ولم تكتفى ميري بهذا، بل أعلنت أنها ستقطع التمويل عن مسرح "المينا" للأطفال في مدينة يافا الفلسطينية المحتلة، وهو مسرح عربي يهودي، ما أدى إلى غضب الفنانين، ودخولهم فى صراع معها.

وعند إلقاء الوزيرة ريغيف كلمتها في حفل توزيع جوائز المسرح الإسرائيلي لهذا العام، والذي أقيم في المركز الثقافي "عيناف" في "تل أبيب"، قاطع الفنانون كلمتها عدة مرات حتى أن الممثلة الإسرائيلية المشهورة غيلا الماغور وجهت لها السباب وخرج عدد كبير من الفنانين من القاعة.

وعند دخولها القاعة يرافقها عدد من أفراد الشرطة علت الصيحات، وكان عند مدخل المركز وقفة احتجاجية صامتة شارك فيها نحو 20 فنانا وفنانة وضعوا لاصقات على أفواههم وكتبوا على لافتات "حكومة تكميم الأفواه".

وفي هذا الجو المشحون بين ريغيف ونخبة من الفنانين الإسرائيليين، صبت الوزيرة الزيت على النار، عندما قالت في تصريح إعلامي لها: "إن عالم الفنانين ناكر للجميل، والبعض منهم ممل ومنافق".

وقالت "ريغيف"، وهي جنرال سابق في الرقابة العسكرية لمجلة "آت" النسائية، أنا "أتساءل لمن أعمل، أنا أعمل مع أناس يعتقدون بأنهم يعرفون كل شيء، لم أكن أريد هذه الوزارة كنت أعرف أنني سأعمل مع أشخاص مختالين".

وأعرب العديد من الفنّانين في "إسرائيل" عن احتجاجهم على التدخّل الشديد للحكومة في مجال الثقافة، وقالوا إنّه إسكات لاذع، وانتهاك لحرية التعبير والرأي، ومحاولة لإملاء جدول أعمال يميني بروح الحكومة الجديدة.

ومن الواضح أن الوضع الثقافي الإسرائيلي أصبح في مرمى النيران، وذلك بسبب الانشقاقات والمشاحنات القائمة بين وزيرة الثقافة والفئة المثقفة والفنانين، حول الإجراءات، والقرارات التنفيذية.