رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"نداء الكنانة".. اتحاد القرضاوي يعلن الحرب على مصر ببيان فضح الإخوان للغرب

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

رغم محالات إخفاء سعيها نحو العنف وادعاء السلمية، يوم تلو الآخر ينكشف الستار عن جماعة الإخوان، لتثبت للعالم كله أن العنف المسلح منهج حياة داخل أركان الجماعة نشأ عليه شبابها وترسخ في أذهانهم.

"نداء الكنانة" عنوان كشف حقيقة الجماعة، التي دعت في بيان حمل هذا الاسم إلى استخدام أساليب العنف والتخريب وتحدي إرادة الشعب المصري، التي أطاحت بهم في ثورة 30 يونيو، ومقاومة الدولة المصرية، بكل الوسائل حتى تسقط وتعود الشرعية وفق زعمهم، وأنه لا تراجع عن الأهداف مهما كانت التضحيات.

سامح عيد، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، قال إن جماعة الإخوان بهذا البيان خالفت الاتفاق مع الغرب بشأن ادعاء السلمية وعدم التورط في التحريض على العنف، وعندما صدرت عدة رسائل تتحدث عن الجهاد المسلح، انتقدت الخارجية الأمريكية الأمر وتم حذفها من على موقع إخوان أونلاين.

واستنكر تجاهل الغرب لبيان نداء الكنانة بما يثير الكثير من علامات الاستفهام في ظل تحريض واضح على العنف، مما يضع العالم الغربي في موقف حرج وكأنه تحالف مع الإخوان للضغط على النظام المصري، خاصة أن بيان محمود غزلان الأخير، عضو مكتب الإرشاد، كان يحمل ملامح تسوية ما الغرب طرف فيها، ويبدو أن النظام المصري لم يستجب فكان الرد هو التصعيد والعنف.

وأوضح أن الجماعة تدرك أنه لا مجال لعودة مرسي، وكراهية الشعب تزداد يوم تلو الآخر لمن يقوض استقراره وأمنه، مشيرا إلى أن الغرب مطالب الآن بإعلان تخليه عن الإخوان بشكل صريح وإدانة البيان، وبغير ذلك يكون تخلي عن مسئولياته الأخلاقية مقابل دعم مشروع تقسيم المنطقة.

وطالب المجتمع المدني المصري بالتحرك بشكل أكثر حسما لكثير من الملفات، وتوضيح الحقائق أمام الرأي العام العالمي استنادا لهذا البيان، لأن الوضع يتفاقم وهناك دعوات من تنظيم بيت المقدس الإرهابي يناشد شباب الإخوان بالانضمام إلى صفوفه لمواجهة مصر وربما يلقى قبولا لدى هذه القطاعات.

ورأى هشام النجار، الباحث الإسلامي، أن بيان نداء الكنانة بمثابة إعلان حرب على الدولة المصرية ومحاولة إعطاء مصوغ شرعي للعنف في الفترة القادمة، بتوقيع أكثير من 150 ممن يطلقون على أنفسهم علماء دين ولا يمتون للعلم أو الدين بصلة، مشيرا إلى أنهم يحرضون الشباب على اقتحام السجون وإخراج المسجونين ومن بينهم المعزول مرسي، بمحاولة تصدير للناس أن هذا إجماع شرعي.

وقال إن الموقعين على البيان يتبعون القرضاوي وجماعة الإخوان، لأنه يهمه أن يصل الأمر إلى هذا الحد بعد الحكم عليه بالإعدام، فيحاول أن يثأر لنفسه بإعلان الجهاد في مصر، والتحريض على إسقاط الدولة المصرية واشتعال فتيل الحرب الأهلية.

وأوضح أن مواجهة الفكر الدموي تتم على عدة أصعدة، بصدور بيان موازي من المؤسسات الشرعية المعتبرة لتوضيح حقائق الأمور، وأن تتحرك الدولة بشكل حاسم وليس فقط على صعيد المواجهة الأمنية والقبض على الخلايا الإخوانية المسلحة، بل الاستقرار السياسي بجمع الفرقاء وحلحلة الوضع السياسي وانتخاب البرلمان وتزويد احتياطات الواقع السياسي وإشراك الشباب.

وشدد على ضرورة مقابلة العنف بالقانون، خاصة أن البيان يستعدي جميع الدول الإسلامية والعربية على الدولة المصرية، وإعلان الحرب خارجيا وداخليا.

وقال ماهر فرغلي، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن من كتب البيان لا يدركون أنهم سيدفعون الشباب للعنف ويشرعون له، وبدون أن يدركوا يتورطون في الدماء، وهناك احتمال لتسارع الأحداث وتضخمها، لم يدركه من وقع البيان.

وأكد أنه من الناحية الشرعية سيتحملون مسئولية كل الدماء التي سوف تسفك نتيجة أعمال العنف، حتى إذا لم يكونوا متورطين فيها بشكل مباشر، ويجعلون الشباب يتحولون بعد فترة إلى فرع من تنظيم القاعدة أو داعش.

ورجح أن يكون المسئول عن ذلك اتحاد القرضاوى، الذي لا يعلم شيئا عن الانقسامات التي تجرى بالتنظيم، مشيرا إلى أنه لا يتوقع جديد في موقف الغرب أو الدولة المصرية، وسيبقى المعدل التصاعدي للعنف كما هو حتى لو نزل ألف بيان.