رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وفد برلماني روسي : دعم موسكو لسوريا بلا حدود

برلمان روسيا
برلمان روسيا

شدد برلمانيون روسيون في زيارة ميدانية يقومون بها إلى الأراضي السورية على أن روسيا تولي اهتماما خاصا بدعم الحكومة والشعب السوريين في حربهما ضد الإرهاب.

ولفتوا إلى أن السنوات الأربع الماضية برهنت على مدى صلابة الموقف الروسي حيال القضية السورية وأن موسكو ستواصل تقديم دعمها اللامحدود لدمشق مهما بلغت قوة الغرب وعناده وغطرسته في التعاطي مع الملف السوري.

وكشف البرلمانيون الروس في زيارتهم الحالية إلى سوريا أن ما يحملونه في جعبتهم خلال تلك الزيارة من تأكيدات سياسية ومساعدات تعطي دلالات قاطعة على الرؤية الروسية تجاه الروابط الاستراتيجية التي تجمع البلدين في علاقات غير قابلة للانفصام، وتشدد على أن الحفاظ على الأمن القومي الروسي يبدأ من "بوابة دمشق".

وأكد ألكسندر يوشنكا، عضو مجلس الشعب الروسي "الدوما"، وعضو لجنة الإعلام في الحزب الشيوعي الروسي، الذي حمل إلى دمشق المساعدات الإنسانية، في لقاء خاص مع وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية أن المرحلة القادمة تقتضي تقديم المزيد من الدعم وعدم التخلي عن سوريا، لافتا إلى أن روسيا ستعطي أولوية قصوى تتمثل في تأمين القمح والمواد الغذائية التي تحتاجها سوريا وإيصالها في أسرع وقت ممكن، نظراً لأن أغلب المناطق التي يخرج منها القمح تقع تحت سيطرة المسلحين.

وشدد على أن روسيا ستقوم كذلك من جانبها بتأمين المحروقات بأنواعها المختلفة، مع السعي إلى الإسراع في تطوير العلاقة السورية الروسية على الصعيد الاقتصادي لتقديم الدعم حتى أن الوضع الاقتصادي الداخلي في روسيا مرتبط بما يحدث في سوريا.

وقال يوشنكا "ليس لدى روسيا خيار إلا دعم الحكومة السورية، ومهما أظهر الغرب قوته وعناده، فإن روسيا ستواصل عن طريق هيئة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، في حرصها وحفاظها على موقفها تجاه دمشق.

ولفت البرلماني الروسي في حديثه إلى أن الزيارة الحالية تستهدف تقديم المساعدات الإنسانية التي بلغت نحو 3 أطنان من المواد الغذائية والأدوية وحليب الأطفال وكراسي للمعوقين، وللتضامن السياسي، ولنثبت للعالم أن روسيا مازالت إلى جانب سوريا شعباً وقيادةً، علماً أن الحكومة الروسية أرسلت أول دفعة من المساعدات للشعب السوري التي بلغت 26 ألف طن من القمح.

ويضيف يوشنكا أن أعضاء البرلمان الروسي والحزب الشيوعي يجددون تأكيدهم الدائم على تقديم الدعم إلى دمشق في مواجهتها للإرهاب العالمي، وكذلك التواصل مع الدول التي يمكن اللجوء إليها لنقل حقيقة ما يحصل في سوريا وكيف بدأت العدوى في الانتقال إلى دول أخرى.

كما يتولى أعضاء البرلمان الروسي التحذير من الاستماع إلى الإعلام الغربي الذي يزيد من تفاقم الأحداث، وعرض الاستهداف الممنهج للدول المستقلة ليس عسكرياً فحسب، بل واقتصادياً وإعلامياً أيضاً، كما يتم التوجه إلى البرلمانات الأوروبية والصديقة لتوعيتها وإظهار الحقائق التي حصلوا عليها عن الأحداث في سوريا بالتوازي مع العمل أمام الشعب الروسي لزيادة الدعم.

واعتبر أن ما يحصل في تدمر "أعمال إرهابية"، ترتكب بحق الحضارة والإنسان والمعالم التاريخية التي ليس لها مثيل في العالم كما يقوموا بتدمير الديانة.

ولفت إلى أن صحفيين من القناة الروسية توجهوا إلى حمص لإعداد تقرير عن الأحداث في تدمر، في حين يعقد البرلمانيون الروس اجتماعات مع أغلب القيادات السورية ومجلس الشعب ورئاسة مجلس الوزراء للتعرف على احتياجات سوريا، والعمل على إيصالها وتلبيتها في أسرع وقت ممكن، معرباً عن شكره لجميع الجهات التي شاركت في تسهيل الزيارة إلى سوريا.

ويؤكد يوشنكا أن روسيا تثق في معنويات الجيش السوري، وهذا أمر لا يمنع من دعمه، في الوقت الذي يقوم الإعلام بحرب إعلامية شرسة على دمشق وموسكو، مبينا أن مواجهة هذه الحرب الإعلامية وإيقافها يتطلب بذل جهود كبيرة، واستخدام أنواع الإعلام المتاحة كافة.

وقال البرلماني الروسي، إنهم يتواصلون من داخل الأراضي السورية مع الإعلام الروسي والأجنبي لنقل الحقائق من أرض الواقع، مشيرا إلى أن هناك تقريرا ميدانيا شاملاً يعد عن سوريا سيتم عرضه في مؤتمر صحفي لدى وصول الوفد البرلماني الروسي إلى موسكو، كما سيتم تخصيص 10 دقائق في اجتماعات البرلمان لعرض تقرير عن الزيارة لسوريا.

وأضاف يوشنكا "لا شك أنه في حال خسرت سوريا الحرب يعني ذلك خسارة روسيا في الشرق الأوسط، وامتداد الإرهاب إليها..مشيرا إلى أن فرض وتنفيذ العقوبات على روسيا، يبرهن على أن الحملة الشرسة تستهدف روسيا أيضاً.

ودعا البرلماني الروسي إلى تطوير العلاقة المميزة التي تجمع البلدين على صعيد التقنيات العسكرية، وأن تسعى روسيا على المستوى العالمي إلى تطبيق القوانين الدولية، خاصة التي صدرت بحق الدول الداعمة للإرهاب، إضافة إلى تفعيل التعاون الدولي لوقف نشاط تنظيم "داعش"، الذي يشكل خطراً كبيراً على جميع الدول، في الوقت الذي تنبني فيه سياسة الولايات المتحدة على استهداف الدول التي تحافظ على استقلاليتها مثل سوريا، والأحداث في سوريا تنتقل وتتكرر على حدود الاتحاد الروسي، وجميع التوقعات التي ذكرتها القيادة السورية صحيحة.

وأكد يوشنكا في تصريحاته أن النصر على الإرهاب لا يعني نهاية المطاف، لأن المرحلة الثانية، التي تتمثل في إعادة الإعمار، مرحلة صعبة لاسيما في ظل ضرورة العمل سريعا لتأهيل جميع القطاعات "النفط، والخدمات، والبنى التحتية والكهرباء، وهذا ما لمسناه في لقائنا مع رئيس الحكومة الذي أكد رغبة حكومته في إعادة البنى التحتية لجميع الأماكن المحررة سعيا لإعادة الحياة الطبيعية إليها.

يشار إلى أن الوفد الروسي يضم 10 من البرلمانيين والشخصيات الحكومية والشعبية، وهي الزيارة الثانية، التي تجرى للأراضي السورية بالتعاون مع السفارة السورية في موسكو، حيث زار وفد رسمي برلماني وحكومي روسي دمشق في فبراير2014، والتقى القيادات السورية وعلى رأسهم الرئيس بشار الأسد.