رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ثقافة القابلية للإستهواء

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

القابلية للإستهواء ، تعنى تقبل وتصديق ما ينقله الغير من معلومات أو أفكار ، دون نقد أو تمحيص 00
وهى حالة من الركود العقلى التام التى لا يسعى المصاب بها إلى التفكير ،
بل يسلم دفة سفينته الفكرية للآخرين الذين يقودونه حيثما يشاءون 0
لذلك فهى فى علم المنطق ، من ضمن العوامل الذاتية للوقوع فى خطأ التفكير والتقدير 0
ومن القصص الطريفة المعبّرة عن القابلية للاستهواء :
أن بعض اللصوص ، أرادوا سرقة ماعز لرجل قد اشتراها للتو من سوق القرية
وفى طريقه إلى بيته ،
وقف اللص الأول فى بداية الطريق ، وقال له : كيف تكون رجلاً كبيراً وعاقلاً وتمسك بيدك قرد ؟!
فقال الرجل : أنها ماعز !0
وفى منتصف الطريق ،
تقدم إليه اللص الثانى ، وهو يدق على طبلة ، ويقول : ألعب يا قرد 0أرقص يا قرد 00
ثم قال للرجل : قردك جميل !0
وفى نهاية الطريق ، تقدم إليه اللص الثالث ، وقال له : بكم تبيع هذا القرد ؟00
فاذا بالرجل يترك معزته ، ويهرب !000
وقديماً ، قال امير الشعراء ، فى امثال هذا الرجل :
أثّر البهتان فيه وانطوى الزور عليه
يا له من ببغـاء عقلــــه فـى اذنيــــه
وأنا أرى أن هذه الثقافة الغوغائية ، كبرت وترعرعت وجندت لها الكثير ،
ولا سيما بين شبابنا ، الذى ينساق وراء المبيدات الفكرية ،
ويرهف آذانه لسماع الشائعات والفتن اللامنطقية ،
التى تنمى روح العداء بين الآخرين ، وتنشر منهج الهمجية 0
ومن واجب كل القادة الدينيين والفكريين فى مجتمعاتنا ،
أن يحاولوا جاهدين توجيه من يتبعونهم توجيهاً صحيحاً ،
فهذه احدى مسئولياتهم الملقاة على عاتقهم ،
لنشر التعايش السلمى والانسجام التام بين الانسان واخيه الانسان 0
وإلا فلا رجاء فى نهضة فكرية ، ولا أمل فى حضارة متقدمة سامية

ارجو مراسلة الاستاذ الفاضل /رضا ادوارد