رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبراء عن الخلاف بين قيادات الإخوان: "خدعة يجب الحذر منها بشدة"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

مع مضي الرئيس عبد الفتاح السيسي قدما إلى الأمام نحو إرساء دعائم الدولة المصرية، تزداد حالة التخبط والارتباك داخل الجماعة الإرهابية وحلفائها، فلا يكاد يمضي يوم حتى ينقلب أحدهما على الآخر، ويجرده من صفات الوطنية والإيمان.

خلال الساعات القليلة الماضية، نشبت حربًا كلامية بين أحمد منصور، الإعلامي المحسوب على الإخوان وعدد من قيادات الجماعة، حيث وصف "منصور" عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" الرئيس المعزول محمد مرسى بالفاشل، كما وصف محمد بديع مرشد الجماعة، أنه لا يملك أيًا من مقومات الزعامة أو مواصفات الإرشاد والقيادة التي تخلى عنها أو انتزعها الآخرون منه، وقال إن طريق التنازلات الذي انجرفت إليه قيادة الإخوان هو الطريق نحو الهاوية وأخطر التنازلات".

الدكتور عزام التميمي، القيادي بجماعة الإخوان في بريطانيا، رد عليه قائلاً: "مرسى وإخوانه وراء القضبان، محكوم عليهم بالإعدام، هم على العهد رغم ما نالهم، وهناك من أمن البطش ولا يجد ما يفعله سوى أن يزايد عليهم ويسيئ إليهم".

لم تكن هذه هي الواقعة الوحيدة التي يتبادل فيها قيادات الإرهابية الهجوم، ففي مايو 2015، هاجم الدكتور جمال حشمت، القيادي الإخواني الهارب، خلال مشاركته في منتدى الجزيرة، المنسحبين من تحالف الإرهابية"، قائلا: "المنسحبون من التحالف منسحبون من النضال".

وعلق طارق الزمر، رئيس حزب البناء والتنمية، على هذا الهجوم بقوله: "برغم أهمية كلمة الدكتور جمال حشمت اليوم في منتدى الجزيرة إلا أنه في نظري لم يصب التوفيق حين اعتبر انسحاب بعض اﻷحزاب من التحالف منذ عدة أشهر هو انسحاب من النضال.

وأضاف: بوصفى ممثل لحزب البناء والتنمية العضو المؤسس للتحالف لا يمكن أن أعتبر ذلك ﻷن اﻷحزاب المنسحبة كانوا شركاء نضال وما زالوا شركاء نضال لكن من موقع نضالى آخر.

وشن الشيخ راضى شرارة، القيادي السلفي، وعضو الهيئة العليا لحزب الوطن وأحد حلفاء الإخوان، هجومًا عنيفًا على "حشمت".

وقال شرارة، في بيان له: "لله ثم للتاريخ، دكتور جمال حشمت في منتدى الجزيرة يقول المنسحبون من التحالف منسحبون من النضال، وأنا أسأل الدكتور جمال حشمت أين التحالف؟ وأظنه لا يعرف كيف تم هذا التحالف؟".

واضطر "حشمت" تحت وطأة الهجوم إلى إصدار بيان يعتذر فيه للمنسحبين، قال فيه: "في منتدى الجزيرة جملة واحدة فهمها البعض بشكل لم أقصده، فالتحالف الوطني حقيقة هو من يدير الحراك الميداني لكن من يخرج منه هو جزء من الثورة"- على حد تعبيره.

وفي الشهر ذاته، أثار محمود غزلان القيادي بالجماعة وعضو مكتب الإرشاد، أزمة جديدة، إن المرشد العام للجماعة محمد بديع مازال المرشد حتى الآن، وأن عددًا من أفراد الجماعة تفلتوا من ثوابتها وبينها السلمية.

وأضاف "غزلان"، في مقال له بأحد المواقع الإخوانية تحت عنوان "نافذة على مصر"، أن أعضاء الجماعة ليسوا جميعا على شاكلة واحد فمنهم من يلتزم بثوابت السلمية للجماعة، ومنهم من يخرج عنها، وأن السلمية هي الخيار الأصعب الذي اختارته الجماعة والأوفق.

عصام المصرى، القيادي بالجماعة، انتقد تصريحات "غزلان"، مؤكدا أن قيادات الجماعة الحاليين تسببوا في ضرر كبير داخل صفوف الإرهابية.

وأضاف المصري، أن "محمود غزلان ليس من حقه نصيحة شباب الإخوان فلم يعد عضوًا في مكتب الإرشاد".
وعلق المصري على المقال الذي كتبه غزلان قائلا: عزيزى عضو "المكتب القديم" و"المكتب القائم"، كلاكما لم تكونا على قدر المرحلة التاريخية التي تمر بها الأمة".

حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، علق قائلا: إن "ما يجري داخل جماعة الإخوان ليس معروفا ومتاحا للجمهور، بالتالي لا أحد يدري من الذي يدور وما يقال في وسائل الإعلام عن الانقسامات داخل الجماعة لابد أن يؤخذ بحذر شديد".

وأضاف أنه علينا أن نتوقع وجود انقسامات داخل الجماعة، لأن الأخطاء التي ارتكبتها قيادة الجماعة خاصة خلال الفترة التي حكم مرسي، كانت كبيرة، والأخطاء التي ارتكبتها بعد ثورة 30 يونيو كانت أكبر، وما زالت ترتكب العديد من الأخطاء.

وأشار إلى أن حدة ما يدور داخل ليس معروفا على وجه الدقة، وفي ظل أحكام الإعدام التي تصدر ربما يؤدي الضغط على الجماعة إلى إعادة توحيد الصوف خلف القيادة المتطرفة الحالية.

وأوضح أن الاختلافات لا تعنى انقسامات ولا تعنى وجود تيارات متعددة داخل الجماعة، ففي جميع الأحزاب السياسية توجد أجنحة يتبنى كل جناح رؤية مختلفة إلى حد كبير، وعندما تصل العلاقة بين الأجنحة لدرجة الصدام أو الصراع، فإنه يشكل خطورة ربما تؤدي إلى خروج الأجنحة من الجماعة نهائيا أو تأسيس جماعات جديدة.

ولفت إلى أنه لا يجب الاعتداد بما تنشره الصحف حول حقيقة الانقسامات، لأن البعض يجري وراء البريق الإعلامي، ويعكس درجة التنافسية والإثارة، ولا يعبر بالضرورة عن حقيقة ما يجري داخل الجماعة.

الدكتور عمرو هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أكد أن قيادات الإرهابية "غزلان وحشمت ومنصور" يهاجمون أشخاصا وليس الجماعة نفسها بغرض الحفاظ على قوام الجماعة نفسها ولا يمكن اعتبار تصريحاتهم، عودة للحق، أو اعتراف بأخطاء الجماعة.

هشام النجار، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، قال إن الجماعة تشهد في هذه المرحلة صراعات في عدة اتجاهات، الأول صراع بين الحرس القديم والقيادات السابقة من جهة والقيادات الشابة التي تم تصعيدها، التي تتبنى العنف والصدام والعمل الثوري العنيف من جهة، وهناك صراع في اتجاه آخر بين من يرون الإبقاء على مكونات الثورة الإسلامية والاستغناء عن خدمات من هم خارج التيار الإسلامي من جهة في مقابل من يسعون لضم تيارات ثورية غير إسلامية.