رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رسالة المعزول الأخيرة تكشف التصدع داخل الجماعة

المعزول
المعزول

تعددت الرسائل التي ينقلها الرئيس المعزول محمد مرسي، من داخل محبسه لأعوانه في الخارج، التي دائما ما يشير خلالها أنه الرئيس الفعلي وأن الثورة مستمرة والانقلاب، على حد زعمه، إلى زوال.

لا يمل المعزول من التجول في عالم من الوهم والخيال تنسجه أفكاره في غيابات السجن، ليكرر ذلك في أول مقابلة له مع نجله بعد إحالة أوراقه في قضية اقتحام السجون إلى المفتي، وحسبما ذكر "أسامة" نجل المعزول أن والده أخبره أن الحل هو استكمال الثورة لمسارها دون أي تراجع.

وأضاف أن قرار الإحالة لم يؤثر على المعزول، وأنه ليس خائفا، وواثق من أن المحاكمات لن تطول وستتم محاكمة هؤلاء.

 خبراء الشأن الإسلامي، اعتبروا أن مضمون الرسالة طبيعي كي ينقل إلى أعوانه الصمود والاستمرار في طريق العنف والإرهاب.

كمال حبيب، الخبير في شئون الحركات الإسلامية، قال إن الرسالة الشفوية التي نقلها نجل المعزول خلال زيارته له طبيعية، بالإشارة إلى كونه صامدا وثابتا، والأحكام الأخيرة لم تؤثر فيه، لكي يقدم نفسه كرمز لما يطلق عليه الإخوان الحراك الثوري.

وأوضح أن الرسالة موجهة إلى الجماعة التي تتعرض إلى أزمة وهزة ضخمة فيما يتعلق بخياراتها، فهناك انقسامات داخلية وصراعات حول الأفكار، ففي الوقت الذي يتجه في الشباب للعنف، يؤكد الشيوخ سلمية الجماعة.

وأشار إلى أن رسالته للجماعة أنه ثابت، ولابد أن تحافظ هي الأخرى على تماسكها، وفي نفس الوقت وجد أن ردود الفعل على الأحكام التي صدرت ضده لم تحرك ساكنا في الشارع المصري، فوجه رسالة إلى أتباعه بتنظيم التظاهرات والاستمرار في طريق العنف.
 
واعتبر خالد الزعفراني، القيادي الإخواني المنشق، تصريحات المعزول عادية ولا تغير من الواقع شيئا، لكنها رسالة طمأنة ورفع للروح المعنوية لأفراد جماعة الإخوان، في رسالة مضمونها ليس بجديد، ولن تؤدي إلى أي نتيجة تذكر، فليس بإمكان الإرهابية أن تفعل أكثر مما قدمته الفترة الماضية، خاصة أنها تعاني ضعفا شديدا الآن.

ورأى سامح عيد، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، أن هناك تناقضا واضحا بين تصريحات المعزول، والتصريحات الأخرى لقادة الجماعة خاصة المقال الأخير لمحمود غزلان، عضو مكتب إرشاد الجماعة، الذي أكد خلاله سلمية الإخوان والدعوة للتهدئة.

وأكد أن هناك حالة تباين واضحة في الآراء بشكل مفرط وانقسامات داخل التنظيم، ليدعو المعزول أنصاره إلى استمرار العنف والتظاهرات في الشارع المصري، بالحديث عن أنه ليس خائفا من الإعدام، كأنه يقول لهم لا تغيروا موقفكم من الطريق الذي تسيرون عليه، حتى الموت.

وأشار إلى أنه من الواضح أن مرسي بعيد عن الزيارات لفترات طويلة، أو أنه من يزوره لا ينقل له حقيقة الأوضاع بالخارج، بالتالي إذا لم يكن معزولا معرفيا، فإنه معزول نفسيا عن الواقع، مؤكدا أن الوضع تغير على الأرض وهو شيء طبيعي للنقلة الدراماتيكية من الرئاسة إلى السجن مباشرة، فيصيب الإنسان بذهول فيأبي العقل أن يصدق.