رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مقال "غزلان" عن سلمية الإخوان: محاولة لتجميل الصورة وخداع الشعب

محمود غزلان
محمود غزلان

الهروب كانت وسيلته لتفادي مصير أقرانه من جماعة الإخوان، ليعود مرة أخرى "محمود غزلان"، عضو مكتب إرشاد الجماعة، بعد اختفاء لمدة قاربت العامين بمقال نشرته المواقع التابعة للجماعة.
"غزلان" حاول بكلماته في المقال، تجميل صورة الإرهابية بتأكيده على أن عددا من أفراد الجماعة تفلتوا من السلمية، وسلمية الجماعة خيار إستراتيجي من يرفضه يعد خارجا عنها، مشددا على أن محمد بديع لا يزال هو المرشد العام.
مقال اعتبره خبراء في شئون الحركات الإسلامية، محاولة لإعادة الجماعة لما قبل 25 يناير، وتزييف للحقائق علي الأرض والتي تكشف عنف الجماعة والتحريض علي الإرهاب.
طارق أبو السعد، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، قال إن مقال غزلان يتضمن مجموعة من الفقرات أقرب إلى خطاب الإخوان أيام عهد مبارك وما قبل ثورة 25 يناير، عندما كانت الأمور محددة ومرتبة بأن السلفيين مدرسة علمية، والإخوان مدرسية سياسية، والتنظيمات المسلحة تكتفي بذلك.
ورأى أن المقال انتكاسة يريد به العودة بالجماعة للوراء، بكلمات ليس لها قيمة ولن تجد لها مستمع، لمجرد الظهور من جديد، مشيرًا إلى أن هناك تناقضًا بين خطابه والخطاب الإعلامي لجماعة الإخوان عبر بياناتهم والمواقع الإلكترونية التابعة لهم، بالحديث عن أنهم جماعة وسطية وسلمية، الأمر الذي تجاوزه المجتمع المصري.
واعتبر أن الخطاب قديم بتاريخ جديد، ومعانيه قديمة سقطت بعد 30 يونيو، فالواقع يتحدث عن وضع مختلف عما يتحدث عنه، في محاولة لتجميل صورة الإخوان، باعتباره من المحسوبين على القدامى في الجماعة، وكذلك للتبرؤ من شركائه، وممارسة خداع للشعب وتنظيمه.
وأضاف أن خطابه تضمن أن الجماعة سلمية ولها ثوابت معينة، ومن لا يلتزم بالثوابت فليغادر، وهو نفس المعنى الذي تحدث به في السابق بعد ثورة يناير، لكن الواقع الآن يعكس خلاف ذلك.
وأكد أن المطلوب هو تقديم اعتذار عما بدر من قادة الجماعة خلال هذه الفترة، بدلا من إدعاء السلمية، بخطاب يحمل في طياته كثير من الاتهامات ومحاولة العودة دون تقديم أي تنازلات، والجميع يرفض هذا.
وقال سامح عيد، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إنه بعد ظهور أحكام الإعدام في الفترة السابقة، ظهرت بعض الدعوات التي اتسمت بالعنف والتحريض علي القتل من قبل شباب الجماعة، وهو ما كان يتطلب خروج بعض الشخصيات التي لها حيثية هامة تؤكد علي سلمية الجماعة، وفقا لتعليمات الدول الأوربية والغرب بالتراجع.
وأشار إلي أنه بعد موت جمعه أمين، لابد من شخصية لها ثقل في الجماعة وتكون من أعضاء مكتب الإرشاد، فكان الخيار "محمود غزلان" في ظل غياب محمود عزت ومحمود حسين، لافتا إلى أن الأمر قد يحمل في طياته تسوية ما.
وأوضح أن المقال يهدف إلي جذب الجزء الأكبر من الجماعة بعيدا عن العنف والتهدئة، والتأكيد أن السلمية خيار إستراتيجي.
ونوه ماهر فرغلي، الخبير في شئون الحركات الإسلامية والإرهاب الدولي، أن تنوع خطابات قادة الجماعة ما بين التحريض علي العنف والتأكيد علي السليمة، يعكس صراع فكري داخل أروقة الجماعة، فسبق أن تحدث أحمد منصور عن العودة لمنهج حسن البنا القديم والمعروف بالجهاد المسلح للتنظيم أيام الاحتلال الإنجليزي، وآخر يشير إلي التهدئة.

واعتبر تنوع الاتجاهات في الحديث داخل التنظيم، تدل علي أن التنظيم يشعر أنه في أزمة حقيقية لابد من حلها وإجراء المراجعات، قد تصل بالتنظيم للاعتراف بخطئه ويراجع أسس تعامله مع الدولة وفق الشرعية القانونية، وكذلك الفصل بين العمل السياسي والدعوى، وإذا تمكن التنظيم من الوصول لهذا، نجح في هدم أسس البنا وفشل التنظيم، وكل هذا يستند علي نتيجة الجدل الفكري الذي يدور الآن.