رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العمليات الانتحارية.. المرحلة الأخيرة في عمر الجماعات الإرهابية

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

يدفع حياته أملا في جنة وهمه بها عناصر تكفيرية لا تعرف سوى الدم، استغلت سذاجته وعدم معرفته بأمور الدين، لتدفعه نحو الهاوية بزعم الجهاد في سبيل الله ونيل الاستشهاد.

عملية انتحارية يقدم عليها بعض الأفراد، وهو يدرك أنه سيدرك حتفه لا مفر، ويتسبب في وفاة أعداد كبيرة ممن يعتبرهم أعداءه، وكانت آخرها استهداف مسجد القطيف بالسعودية.

ورأى خبراء الشأن العسكري وجهاديون، أن العمليات الانتحارية من أساليب الجماعات التكفيرية، التي تحرص على إقناع الشباب بها، بهدف تحقيق أكبر خسائر ممكنة في صفوف الأعداء بالنسبة لهم.

قال نبيل نعيم، أحد مؤسسي الجهاد السابق، إن العلميات الانتحارية أسلوب من أساليب تنظيم القاعدة وداعش والمرتبطين بهم، فهم يعتبرون قتل الشيعة واجب كما يحدث في اليمن وسوريا والعراق والسعودية، وذلك ردًا على ممارسات الشيعة.

وأكد أن استهداف المساجد محرم شرعا، لكن هؤلاء الناس يكفرون الشيعة والسنة على حد سواء ويقتلونهم دون تفرقة، وينفذون ضدهم عمليات انتحارية بهدف إسقاط أكبر قدر ممكن من ضحايا العدو، وغالبا يتم استخدام الحزام الناسف أو السيارات المفخخة.

ولفت إلى أن الجماعات الإرهابية تستخدم العمليات الانتحارية وقت الحاجة وحسب الخطة الموضوعة، فالقوات الأمريكية خرجت من العراق بعد تنفيذ 3800 عملية انتحارية.

وأوضح صبرة القاسمى، الخبير في الحركات الإسلامية والجهادية، أن الجماعات التكفيرية والجهادية تنظر للعمليات الانتحارية بوصفها هذه العمليات وسيلة نقل للجنة، ويعتقدون خطأ أن العمليات تقربهم من الله.

ولفت إلى أن مصر والعالم العربي شهد عدد كبير من العمليات الانتحارية آخرها، الحادث الإجرامي في السعودية باستهداف مسجد للشيعة والاعتداء الغاشم على المملكة، الأمر الذي يدل على غباء فكر هؤلاء الناس.

وكشف عن أن داعش تقوم الآن بإعداد معهد خاص لتخريج الانتحاريين، في استراتيجية تسير عليها، وربما يكون هناك اتجاه لزيادة هذا النوع من العمليات الفترة القادمة، وذلك من خلال استقطاب بعض الشباب وتأهيلهم نفسيا ومعنويا للتضحية بأنفسهم مقابل وعد بالجنة، مشددا على ضرورة مواجهة هذا الاتجاه بالفكر، والتركيز على الخطاب الديني الوسطي.

وقال اللواء محمد نور الدين، الخبير الأمني، إن تنفيذ العمليات الانتحارية يسبقها عمليات غسيل مخ لشخصيات ضعيفة وعقيدتها صفر، وإقناعه بأنه بقتل نفسه يدخل الجنة وبذلك يستشهد في سبيل الله، وإقناعه بوضع حزام ناسف، يسوقه هو سياسيا كيفما يرى.

وأوضح أن أئمة الكفر في الجماعات الإرهابية تلجأ لهذه الوسيلة لتحقيق أكبر قدر ممكن من الخسائر في الفصيل المعارض، وما حدث في السعودية خير دليل على ذلك، في محاولة لتوريطها في حروب إقليمية، باستدراكها في حرب اليمن، ثم استهداف أحد أفراد الشرطة في الرياض، وإشعال فتيل الحرب الطائفية بين السنة والشيعة، حتى تشتعل الحرب بين إيران والسعودية على أسس دينية.

وأضاف أن هناك مخطط صهيوأمريكي بدأ تنفيذه باستهداف السعودية ودول الخليج، لتفتيت المنطقة العربية، وإجبارها على شراء أسلحة ومعدات بمليارات الدولارات لاستنزاف الثروات العربية.

واعتبر أن اللجوء للعمليات الانتحارية خيار يائس يمثل المرحلة الأخيرة في عمر هذه الجماعات، فعندما يقدم العدو على مثل هذه العمليات المجنونة -على حد وصفه- فإنه يكون في مرحلة إزهاق الروح، وفشل قدرته التنظيمية والإدارية.

وأوضح أن العمليات الانتحارية صعب السيطرة عليها ومواجهتها ووضع خطط دفاعية، والحل الأمثل لمواجهتها هو نشاط أجهزة المعلومات للوصول إلى الأشخاص الذين يتم تجنيدهم قبل أن يشرع في التنفيذ، لكنه إذا بدأ من الصعب ردعه.