رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اليمن على شفا الحرب البرية.. وسياسيون: لا مفر

جريدة الدستور

هدنة إنسانية التزمت بها المملكة العربية السعودية وقوات التحالف العربي، في الوقت الذي أدى انتهاكات الحوثيين لها إلى إفشال تمديدها، بل والسيطرة على الإمدادات ومنع وصولها للشعب اليمني.

خطوات متباطئة تقود الوضع اليمني إلى مزيد من الصراع، في مواجهة المتمردين الحوثيين وعدم التزامهم بقرارات مجلس الأمن الدولي، وعلق "عادل الجبير" وزير الخارجية السعودي على ذلك قائلا: "استمرار الحوثيين في عملياتهم العسكرية واعتداءاتهم على المحافظات والمدن لن يقابل بالصمت".

كما دعا البيان الختامي لمؤتمر "إنقاذ اليمن" في الرياض، إلى تشكيل قوة عسكرية لتأمين المدن الرئيسية، والإسراع في تحقيق برنامج إغاثي كامل، وتأييد الشرعية اليمنية ورفض الانقلاب الحوثى، ودعم المقاومة الشعبية وإمدادها بالسلاح، لتكون المحصلة النهائية استمرار العمليات العسكرية، دون وجود حل سياسي يلوح في الأفق.

مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية، قال إن الوضع اليمني الحالي يقود إلى حرب برية لا مفر منها لخطورة الوضع؛ حيث تم ترك الحوثيين للتمكن من الوصول لسدة الحكم بداية من سبتمبر الماضي وحتى إعلان التحالف.

ولفت إلى أن الوضع داخل اليمن أخذ شكلا من أشكال الصراع الإقليمى، فتلعب إيران دورا كبيرا فيما يحدث، وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية، فهي أقرب لحرب بالوكالة من مجرد صراع بين أطراف أو تجمعات سياسية داخل اليمن.

وعن توقيت الحرب البرية، أوضح أن السعودية تنتظر التنسيق مع قوات التحالف، لتحديد ساعة الصفر، في الوقت الذي تسعى فيه أطراف دولية للوصول إلى حل سياسي، وربما تكون هناك تداعيات أدت إلى تأجيل الحرب البرية
وأشار إلى أنه حال إعلان السعودية الحرب البرية، فلابد من المشاركة المصرية، باعتبارها جزءا مهما يعتمد عليه التحالف، كما أن الجيش المصري له طابع تدريبي مميز ويدرك قاداته طبيعة الأرض اليمنية، والمسألة ليست متوقفة على مصر فقط وقد تنضم دول أخرى من خارج التحالف مثل السنغال، وباكستان قد تقرر المشاركة تحت أي مسمى.

وأضاف أن الجميع كان يدرك منذ بداية الضربات الجوية، أنها وسيلة للضغط على الحوثيين للوصول إلى حل سياسي، وطالما فشلت نتيجة سيطرة جماعة الحوثي على مؤسسات الدولة وامتلاكهم الكثير من الأسلحة التي استولوا عليها، فلا بديل عن الحرب البرية لحسم المسألة، مؤكدا أن المسألة لا يوجد بها توريط ولكن طريق تمت المشاركة في بدايته، ولابد من إنهائه.

وأوضح عبد الحليم محجوب، الخبير في الشأن العربي، أن الحملة البرية مهمة جدا، ولكن مازال الحل السياسي لابد أن يفرض نفسه، ولابد من طرف ثالث يطرح حلولا وسطية لاستئناف العملية السياسية في الوقت الذي يتم فيه استبعاد الحوثيين من العملية السياسية، ورفضهم الحوار في الرياض.

وأكد أنه لا يجب استبعاد الحوثيين أو القبول بفرض هيمنتهم على المؤسسات اليمنية من جهة، ومن جانب آخر لابد من الحذر قبل اتخاذ قرار التدخل البري، لأنه سيكون بمثابة غزو خارجي لليمن، وستخسر قوات التحالف عددا كبيرا من المساندين لها من الشعب اليمني.

وأشار إلى أن مخاطر التدخل البري السياسية أكبر بكثير من مخاطره العسكرية، فإذا تم استهداف عدن، سيكرر سيناريو الفصل بين الجنوب والشمال، فضلا عن مخاطر الالتحام بالمواطن اليمني نفسه وهذا يقلل من فرص نجاح الغزو البري ويعطى الأزمة فترة أطول وبدلا من حسمها في شهور تحسم في سنوات، بما يخلق نوعا من المقاومة المعارضة والتدخلات الخارجية.

واعتبر التدخل البري بمثابة تورط لكل الأطراف المشاركة، وإذا حدث ووافقت مصر على المشاركة فلابد أن تحدد لها مسئوليات بعينها كما حدث في حرب تحرير الكويت، مطالبا بألا تكون السعودية مقر العملية السياسية، وتكون في إطار جامعة الدول العربية، ويتم الاستناد على ما حدث في الرياض وإعادة الدعوة لكل الأطراف اليمنية، للحضور لجامعة العربية أو تحت رعاية الحكومة المصرية في القاهرة، وفي هذه الحالة قد تنجح العملية السياسية وتحقق نتائج.