رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حنين الماضى الحلقه الخامسه والأخيره

جريدة الدستور

وامام مقبرة أكرم وقفت ساره وهى تبكى وتقول: ليه تحرمنى منك وانت ف اشد احتياجك لى، ليه عذبت نفسك وعذبتنى معاك ليه ياحبيب قلبى، كان نفسى اكون جمبك انا حسيت كل حاجة لحظه بلحظه وكل اللى مريت بيه كنت بشعر بيه يعنى انت معملتش حاجه غير إنك حرمتنا من اصدق لحظات كنا هانمر بيها ف حياتنا عارفه انك كنت بتستمد الأمل وقوتك منى. ليه بعدتنى ليه حرمتنى منك ياروح قلبى ليه ليه؟؟
وأسدل الليل ستائره على الكون كما أسدل الحزن والألم ليكمن داخل قلبها
وتقدم مازن قائلا :قومى ياساره نروح المكان ده خطر عليكى
ساره/خطر ازاى وروحى تسكن هنا حياتى وعمرى وسعادتى وكل كيانى هنااسيبه ازاى وامشى ياريت تبنو لى قبر اسكن جمبه لحد ماروحى وروحه يتقابلو ان شاء الله ف الجنه
مازن: ساره لو أكرم كان عايش عمره ماكان هايوافق باللى بيحصل ده
ساره : لو كان لو ... لو يامازن انما هو مدفون هنا تحت التراب محرومه منه ومن حبه ومن حنانه حتى من عصبيته من كل حاجه حتى وداعه تخيل .. حرمنى من وداعه ومنه أنا حاسه إنى هاموت يامازن و ياريت اموت وارتاح من العذاب اللى أنا فيه ده ياريت واختنقت نبراتها بالحزن والبوكاء الشديد ولم يستطيع مازن فعل شئ أمام كل هذا الحزن سوى أن قال لها :
ارجوكى قومى من هنا انتى امانة اكرم ليا ولو جرى لك حاجه هالوم نفسى طول العمر أرجوكى قومى من هنا
ساره : مش هاين عليا فراقه يا مازن
مازن :انتى قولتيها هو كيانك وروحك فا ازاى هاتفارقيه قومى واستعيذى بالله بالشيطان الرجيم
__________
وبعد كل تلك الزكرايات المؤلمه مسحت ساره دموعها المنهاله كالمطر تلك الدموع التى لم تجف حتى بعد مرور تلك السنوات الطويله
وف تلك اللحظه شعرت بالبرد الشديد فصعدت الى سريرها وهى تسحب غطائها اليها وحاولت النوم وفجاءه سمعت جرس الباب وهى تقول : مين هايجى ف الوقت والبرد ده ؟
وقامت لتفتح الباب لتجد امامها اجمل مفاجاءه ولم تكن تتوقعها ابدا بالذات ف تلك الساعه المتاخره من الليل وهبوط تلك الامطار الغزيره,..
ومان فتحت لم تصدق ما رأته وشعرت بسعاده غامره لتجد أكرم أمامها بإبتسامته الرقيقه العذبه
أكرم؟ حبيبي وحشتنى مووووووت مووووووووووت موووووووت
وضمها اكرم وهو يقول انتى اكتر ياخاالتو وحشتينى موووووووووووووووووت
وتقدمت سلمى ومازن من الخارج وهم يقولون :
هى شافت اكرم نست أبوه وأمه بره ف عز البرد
وضحكت ساره ثم قالت: حبيبي أهم انتم مهمتكم خلصت لما وصلتوة لي
وقال مازن: الله الله داحنا كمان بنترد
ساره / مين الناس دى ياكوكو انت تعرفهم؟؟
اكرم/ ولا عمرى شوفتهم ياحبيبتى
سلمى / اه ياندل
ووجه أكرم كلامه لوالده : بابا مش ناوى تخلينا هنا على طول ثم ضم ساره وهو يقول علشان نبقى جمب خالتو ومانفارقهاش ولا لحظه ..
مازن/ ياريت ياعميل خالتك لكن وشركه عمك مين يديرها وياخد باله منها
وقالت سلمى/ ليه الكلام ف الموضوع ده يامازن ماتقلبش على ساره وتزود جراحها
وقالت ساره/ هى زايده ياسلومه لان اللى راح راح ومستحيل يتنسى
ومسح اكرم دموعها بانامله مما جعلها تبتسم وتقبل يده ثم قالت :
انت عارف انك اجمل حاجه حلوة حصلت لى ف حياتى
وابتسم اكرم الذى كان يبلغ من العمر 21 عام
أكرم:وإنتى عارفه إنك أغلى وأحلى خالتو ف كل الدنياااااااااااااااااااااااا
وضحكت قائله: أه منك يابكاش إنت .
وقال بجديه : خالتو
ساره :ياعيون خالتو
أكرم:مش انتى دايما تقوليلى انى عوضك عن اللى راح
ساره:اكيد ياروح قلبى ..
أكرم:يبقى ماشوفش الدموع والحزن ده تانى جوة عيونك نفسى تكونى أسعد إنسانه ف كل الدنيا
وابتسمت سلمى ومازن وهى تقول لمازن :ماشاء الله عليه عرفنا نربى يا مازن
مازن :الحمد لله ,الحق يقال تربيه سارة وجينات أكرم
سلمى :ربنا يرحمه
وقالت ساره ومازن :يا رب, ويجعل مثواه الفردوس الأعلى.
وقام اكرم قائلا : أنا هاموت من التعب ننام بقى ونكمل الصبح
وقالت ساره :عندك حق ياعمرى يالا بينا ننام ..
وف الصباح, جهزت سلمى الفطور وأيقظت الجميع وتناولوا الفطور معاً
وقاموا لتناول القهوة سويا
مازن: استعد يا أكرم انت ووالدتك هنسافر بعد الغدا
سارة: بالسرعه دى مالحقتش اشبع من أكرم
سلمى : إنتى جايه معانا ياحبيبتى
سارة:لا مستحيل
أكرم : علشان خاطرى ياخالتو انتى عارفه شغل بابا ودراستى
وانتى واحشانى اوى
ساره/حاضر ياعيونى ماقدرش ارفض لك طلب
مازن: مش قولت لك ياسلومه واحد بس اللى يقدر عليها
سلمى:وكان عندك حق ياميزو قدرعليها بكلمه واحده
أكرم: اللهم حسد وقر ف الوش اهووو ثم نظر لخالته قائلا:مين الناس دى ؟
سارة: ولا أعرفهم ياروح قلبى
وضحك الجميع ثم قالت سلمى قوم ياعميل خالتك دخل الفناجين دى المطبخ وبطل لماضه
.........................................
وبالفعل توجهت ساره معهم لتقضى اسبوعا رائعا معهم ولكن كان من المستحيل ان تذهب الى الاسكندريه دون تلتقى بشقيق روحها
فتوجهت الى مقبرته وهى تحمل باقه زهور من تلك التى كان يفضلها
ثم قالت وهى دامعه العين وعدتنى إنك هاتيجى بسرعه علشان تاخدنى وإتاخرت أوى ياروح قلبى ..تانى مره تخلف وعدك معايا مره بعدتنى عنك بكذبه ودلوقتى انا لحد دلوقتى عايشه عايشه جسد بلا روح كل حاجه مالهاش طعم ولا لون حتى النجاح اللى وصلت له ف شغلى مالوش طعم لانك مش معايا مش جمبى حياتى اشبه بليله برد ممطره مظلمه مفهاش نقطه شمس واحده
وتقدم أكرم من الخلف وهو يقول لها : وأنا ؟؟ ماليش اى وجود ف حيات حضرتك ؟!
ثم ابتسمت قائله :إنت ؟ إنت نور عيونى ياعمرى لكن للاسف مش بشوفك الا ايام معدوده ف السنه وترجع حياتى تانى ضلمه بارده
أكرم:طب يالا بقى من هنا ياست الكل البرنامج بتاعنا مليان دا انا هافسحك ف اسكندريه كلها
ومسحت ساره دموعها وهى تبتسم قائله ياللا ياعمرى ..
..........

وهكذا هى الدنيا مهما اخذت منا فهى بالتاكيد تعطينا شيئا جميلاً نكمل به رحلتنا بها
وهكذا عاشت ساره مابين ذكريات أكرم المؤلمه
ووجود أكرم نجل شقيقتها الذى أعطى لحياتها الكثير من الالوان
تمت .