أستاذ الديانة اليهودية بالأزهر لـ"الدستور".. حروب المنطقة تاريخ لبروتوكولات حكماء صهيون

- "من النيل إلى الفرات" يتحقق رويدًا رويدًا.. وهناك خرائط سرية لإضافة يثرب بالمدينة المنورة.
- الكيان الإسرائيلي نبت شيطاني مخلخل الجذور.. ولولا الضعف العربي والدعم الأمريكي لإنهار.
- "هرتسل" ذكر في كتابه "دولة اليهود" سنة 1897، أن الحلم الصهيوني أمامه خمسون عامًا.. والعرب تركوهم يحققون الحلم في 1948.

أكد الدكتور سامي الإمام، أستاذ الديانة اليهودية والخبير بالفكر الصهيوني بجامعة الأزهر، أن الحروب المذهبية في العراق وسوريا واليمن، واضطرابات ليبيا ومصر تاريخ قديم لبروتوكولات حكماء صهيون، وأن شعار "من النيل إلى الفرات" يتحقق رويدًا رويدًا، وأن هناك خرائط سرية لإضافة يثرب بالمدينة المنورة، مبينًا أن الكيان الإسرائيلي نبت شيطاني مخلخل الجذور، وأنه لولا الضعف العربي والدعم الأمريكي لإنهار، مشيرًا في الوقت نفسه أن "هرتسل" ذكر في كتابه "دولة اليهود" سنة ،1897 أن الحلم الصهيوني أمامه خمسون عامًا، وأن العرب تركوهم يحققون الحلم في 1948.

** بداية.. كيف ترى الدولة الصهيونية بعد 67 عامًا على إعلان دولتها؟

الكيان الصهيوني في ورطة حقيقية؛ لأنه بقدر ما حقق أغلب ما خطط له منذ مؤتمر هرتسل الأول سنة 1897، بقدر ما ظهرت عورات هذا الكيان الهش الذي لا تجمعه عوامل استمرار من أي نوع وبقاؤه مرهونًا بظروف دولية ومكانة الولايات المتحدة فيها وعلاقتها بهذا الكيان، وتكفي نظرة سريعة على تركيبة هذا الكيان غير المتجانسة لا عرقيًا، ولا طائفيًا، ولا دينيًا، ولا طبقيًا، ولا غير ذلك.

** هل تعتقد حقًا أن المجتمع الصهيوني كما يردد البعض يحمل جينات سقوطه، وأن ما يحدث في العالم العربي أطال عمره؟

هذا التشخيص دقيق إلى حد بعيد، فلو نظرت إليه ستجده مكونًا من ثنائيات، أو كتل متضادة أو متعارضة، يهود غربيون، ويهود شرقيون، ويهود من أصول عربية، ويهود أرثوذوكس، ويهود حريديم "متشددون"، ويهود متدينون، ويهود علمانيون، ويهود ملحدون، بعض هذه الفسيفساء تفرض سلطانها على الكيان، فهؤلاء الحريديون لم تتمكن الدولة من تجنيدهم في الجيش سوى مؤخرًا فقط، ومن النواحي الاجتماعية يفور الكيان بخلافات حادة واستقطابات متولدة من فروقات أيديولوجية لهذه التقسيمات، وعلى رأس ذلك التعصب الديني ومكانة المرأة المتدنية للغاية، وما ينشأ عن ذلك من مشكلات في الحياة الاجتماعية الصهيونية,،وغير ذلك كثير، كما أن عدم وحدة القرار العربي والجدية في التعامل مع الكيان الصهيوني، والفرقة التي تتبنى توسيع هوتها عوامل خارجية كانت هي أهم أسباب التخاذل في مواجهة هذا الكيان، وخضوع الفلسطيين لرغبات ومصالح الدول الكبرى، وأخيرًا الشقاق الفلسطيني الفلسطيني بين فتح وحماس.

** كيف نجح الفكر الصهيوني في تجميع شتات اليهود باختلاف العرقيات واللغات في دولة واحدة وتؤسس كيان بالغ القوة؟

عوامل مختلفة تضافرت لتحقق نجاح الصهيونية في تجميع أكبر عدد من يهود العالم، ويهود الشتات، يأتي في مقدمتها جهود زعماء الصهيونية، والظروف الدولية ورغبة ،نجلترا وبعض الدول الغربية في التخلص من اليهود وما يثيرونه هناك من مشكلات، ولا شك أن استخدام الدين اليهودي كرداء يخفي خلفه الأطماع الصهيونية في فلسطين, ومعاناة اليهود في أنحاء العالم، والمذابح والاضطهادات التي تعرضوا لها، كل ذلك أدى إلى نجاح الفكر الصهيوني في تحقيق مآربه، ولا ننسى عامل غفلة حكام البلاد العربية آنذاك ودورها في إنجاح ما خطط له الصهاينة وساعدهم على تحقيقه في مدى زمني جاء منضبطًا، كما ذكر "هرتسل" في كتابه "دولة اليهود"، حيث ذكر في مؤتمر 1897 أن الحلم الصهيوني أمامه خمسون عامًا على التحقق، وكان إعلان الدولة في 1948 محققًا لتقديره!.

** مؤتمر هرتزل كان 1897 وهناك مخطط صهيوني عام لإعادة إحياء دولة فلسطين وكان هناك اقتراحات كثيرة من أستراليا إلى ألمانيا إلى أوغندة وكينيا التي ذهبت إليها أول عائلة.. لماذا اختاروا فلسطين؟

كان المؤتمر الصهيوني الأول سنة 1897م، واختيرت فلسطين بعد اقتراحات عدة؛ لما لفلسطين من مكانة في الوجدان الديني اليهودي، حيث كانت نشأة بني إسرائيل على أرضها وغير ذلك من حياة دينية في ذلك الزمن القديم زمن الآباء، إبراهيم, وإسحاق ويعقوب، وهذا التاريخ الديني الذي كان سببًا في قبول اليهود الهجرة إلى هناك واستعادة مجد قديم.

** وهل تعتقد أن للعامل التاريخي دور في دفع الصهاينة لاختيار فلسطين؟

لا أرى لهذا العامل أهمية كبيرة في اختيار فلسطين للاحتلال، بل على العكس فهناك جماعات يهودية ترفض الاحتلال أصلاً كالحريديم وجماعة ناطوري كارتا، أو "حراس المدينة" الذين يؤمنون بفكرة الخلاص على يد مسيح يرسله الله وقتما يشاء، ورأوا في الصهيونية حركة سياسية بعيدة عن الدين؛ لذا ينكرون الخلاص على يد الصهيونية وبعض هؤلاء يخرجون في مظاهرات مع الفلسطينيين رافضين الاحتلال بوصفه عملاً سياسيًا وليس دينيًا.

** خبراء أجمعوا على أن ما يحدث في العالم العربي جاء نتيجة لتطبيق الفكر الصهيونيي وما جاء في البروتوكولات من زعزعة استقرار المنطقة؟

صحيح مائة بالمائة فتقسيم البلاد العربية إلى دويلات أصغر، يمكِّن كل القوى العالمية الطامعة في ثرواتها من تمكين إسرائيل من تحقيق ما تريد ويريد الأخرون مشاركتها فيه!

** من النيل إلى الفرات شعار رفعته إسرائيل ألا ترى أنه تحقق بالفعل بالتواجد الإسرائيلي في العراق وفي حوض النيل؟

صحيح هو شعار رفعته إسرائيل، بل أكثر من ذلك هناك خرائط سرية تتضمن "المدينة المنورة" أيضًا، ويقول بعض الصهاينة لابد أن نسترده ونعيد يهود يثرب إلى هناك، أو طلب تعويضات عن أراضيهم ومزارعهم التي تركوها حين طردهم هناك، وإن كنت لا أرى نجاحًا إسرائيليًا في الاستيلاء على العراق.