رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في اليوم العالمي للصحافة: سجن القلم خلف القضبان

جريدة الدستور

"اليوم العالمي لحرية الصحافة" يأتي كل عام في الثالث من مايو، كمناسبة لتعريف الجماهير بحرية الصحافة ومبادئها السامية، والإشارة إلى انتهاكات حق الحرية في التعبير، وكذلك للحديث حول العديد من الصحفيين الذي أثروا في المهنة وتركوا بصمة فيها.
وجاء تحديد ذلك اليوم عقب التوصية التي اعتمدتها الدورة السادسة والعشرون للمؤتمر العام لليونسكو في عام 1991، وجاءت هذه التوصية استجابة لنداء الصحفيين الأفارقة الذين قاموا، خلال العام نفسه بإعلان بيان "ويندهوك" المتعلق بحرية وسائل الإعلام واستقلالها.
وينص إعلان "ويندهوك" على أنه لا يمكن تحقيق حرية الصحافة إلا من خلال ضمان بيئة إعلامية حرة ومستقلة وقائمة على التعددية.
ويأتي اليوم العالمي لحرية الصحافة في الوقت الذي يشهد فيه العالم العربي والغربي اعتداءات مروعة على الصحفيين، وانتهاكات لحرية الرأي والتعبير واعتقال العشرات من الصحفيين، فضلًا عن استشهاد البعض من أجل إيصال الحقيقة للقارئ في العديد من البلدان.
"الدستور" ترصد في هذا التقرير تزامنًا مع اليوم العالمي لحرية الصحافة اليوم، أبرز الانتهاكات التي طالت الصحفيين في بلدان العالم الغربي والعربي، لاسيما في مطلع العام الحالي.
"أوكرانيا"..
بدأت الصحافة في أوكرانيا دخول عالم الاستبداد يوم 16 أبريل 2015، بمقتل الصحفي المعارض "أوليس بوزينا" رميًا بالرصاص في مدينة "كييف"، وجاء إطلاق النار عليه من سيارة تحمل أرقامًا أجنبية.
وأعلنت أجهزة الأمن الأوكرانية أن مقتل الصحفي بسبب نشاطاته المهنية التي كانت عامل أساسي في قتله، إلى جانب عوامل أخرى، وكتبت عنه الصحف الأوكرانية بأنه دفع ثمن آرائه الموالية لروسيا.
ويعد "أوليس بوزينا" صحفيًا وكاتبًا ومقدمًا تلفزيونيًا معروفًا بمواقفه المناهضة لنهج سلطات كييف الحالية تجاه روسيا، إلى جانب انتقاداته لنزعة القومية الأوكرانية المتطرفة.
ومنذ بداية احتجاجات "يوروا ميدين" في عام 2013؛ للمطالبة بتعزيز العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، واجه العاملين في مجال الصحافة التهديدات والاعتداءات والموت خلال سعيهم للإبلاغ عن الحقيقة، سواء بالاعتداء عليهم من قبل الشرطة في كييف، أو قتلوا في شرق أوكرانيا.
"تايلاند"..
على الرغم من رفع الأحكام العرفية التي أخذتها الحكومة العسكرية في تايلاند خلال أبريل الماضي 2015، بفرض رقابة صارمة على وسائل الإعلام والصحف، إلا أن أحكامًا أكثر صرامة أخذت مكانها ومنحت سلطات غير مسبوقة لرئيس المجلس العسكري.
كما كانت هناك سلسلة من الانتهاكات بحق وسائل الإعلام منذ تولي القائد العسكري "برايوث تشان" السلطة خلال العام الماضي، وأعلن بعدها عن الأحكام العرفية التي أدت إلى اعتقال العديد من الصحفيين، وتم إغلاق 100 موقع إلكتروني، 15 محطة فضائية وتلفزيونية والعديد من محطات الإذاعة المحلية.
"إيران"..
شهد العام الحالي كبتًا كبيرًا لوسائل الإعلام في إيران، فتم حبس أكثر من 60 صحفيًا ومستخدمًا للإنترنت في السجن، ولا تزال إيران حتى الآن من أكبر سجون العالم للعاملين في وسائل الإعلام.
وبالرغم من وعد الرئيس الإيراني "حسن روحاني" بالإفراج الفوري عن كافة الصحفيين المعتقلين ونشطاء الإنترنت، عقب الاتفاق التاريخي بين إيران والولايات المتحدة حول برنامجها النووي، إلا أن تلك الوعود ذهبت هباء منثور.
"اليمن"
في شهر مارس الماضي اغتال مسلحون مجهولون الصحفي "عبد الكريم الخيواني" بجوار منزله بشارع هائل في العاصمة صنعاء.
كما رصدت مؤسسة "حرية" للحقوق والحريات والتطوير الإعلامي في اليمن 359 حالة انتهاك تعرض لها صحافيون وإعلاميون ووسائل إعلامية مختلفة في اليمن، وكشفت أن حرية الصحافة في اليمن تواجه خطرًا كبيرًا في الوقت الراهن.
"تونس"..
تميزت بداية عام 2015 بتزايد الانتهاكات المرتكبة ضد حرية الصحافة في تونس؛ بسبب ارتفاع الاعتداءات ضد الصحفيين والمدونين، إلى جانب القيود المفروضة على حرية التعبير الصحفية.
وفي 29 أبريل الماضي قتل فردين من طاقم قناة "برقة" وإعلاميين تونسيين، على أيدي عناصر إرهابية، كان من بينهم الصحفيان التونسيان "نذير الكتاري، وسفيان الشورابي" المعروفان بمعارضتها الدائمة للسلطة في تونس، تم تسجيل أكثر من 30 اعتداء ضد الصحفيين أغلبها في الجهات وذلك منذ بداية 2015.
"ولاية سوازيلاند الإفريقية"..
في مطلع العام الماضي خلال شهر مارس تم حبس "بيهكي ماكهوبو" المحرر ومحامي حقوق الإنسان؛ بسبب كتابة مقالتين منفصلتين نقديتين للقضاء في ولاية "سوازيلاند" الإفريقية، واللتين تم نشرهما في مجلة "الأمة" الإخبارية المستقلة، وكان الحكم يتناقض بشكل واضح مع الحق الدستوري في حرية التعبير للمواطنين في "سوازيلاند".
"ليبيا"..
احتلت المركز الأسوأ على الإطلاق في حرية الصحافة خلال ذلك العام، لاسيما أنها دولة تعيش على الصراعات المسلحة، فقد أصدرت منظمة "فريدوم هاوس" الدولية تقرير سنوي خاص بحرية الصحافة أول أمس، وجاءت ليبيا فيها من أقل الدول حرية في المجال الصحفي.
وأشار التقرير إلى أن الإعلاميين في ليبيا كانوا عرضة لهجمات وعمليات الاختطاف، والاغتيالات من قبل ميليشيات مسلحة.