رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

5 أسباب دفعت "أنصار بيت المقدس" لإعلان الصعيد ولاية ثانية له

جريدة الدستور

قد يكون تشابه البيئة من حيث وجود بقايا تنظيمات متطرفة، وتوافر البيئة الحاضنة للأفكار التكفيرية، هو الدافع الأبرز وراء إعلان جماعة "أنصار بيت المقدس"، عن اتخاذ الصعيد ولاية ثانية لها بعد سيناء.

الصعيد الذي نمت وترعرعت فيه الجماعة الإسلامية، صاحبة التاريخ الدموي المعروف قد يكون اختيارًا دقيقا للتنظيم الإرهابي، بعد إعلان صدر على صفحة "أبو سفيان المصري"، أحد أعضائه، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وهو ما أثار غضبًا عارما لدى الكثيرين. 

خبراء الشأن الأمني والإسلامي، رأوا "خطوة الولاية الثانية" بأشكال عدة، مع تأكيداتهم أنها من المستحيل بمكان تنفيذها على أرض الواقع ولا تعدو أكثر من كونها مكسبا معنويا ليس إلا، ويمكن تلخيصها تحت عنوان "الفقر والإهمال.. معقل الجماعات الإرهابية".

إبراهيم الشهابي، الباحث السياسي والاستراتيجي، وصف هذا الإعلان أنه شو إعلامي يروج له تنظيم بيت المقدس الإرهابي، في ظل الانهيار المعنوي، وضعف الدعم اللوجيستي.
وأوضح أن احتمالية وجود بعض العناصر الإرهابية التي تنتمي لتنظيم داعش في الصعيد يضمن لهه إمدادات خارجية عن طريق البحر الأحمر، خاصة وأنها ستكون قريبة من أماكن تواجد النفوذ الإيراني، موضحا أن إيران ستساعدهم بدون شك، لأنها تعمل على إثارة القلاقل وتأليب الأوضاع في المنطقة.
وعن أسباب اختيار الوجه القبلي، أكد هشام النجار، الباحث الإسلامي، أن الصعيد مجتمع قريب يتشابه مع سيناء من ناحية القبلية وعصبية العائلات، وبه بقايا أعضاء تنظيمات متطرفة، وكان معقل للجماعات الإسلامية في القرن الماضي.
وأشار إلى أن الصعيد بعيدة عن الدولة المركزية، وتعاني تهميشا كبيرا من جانب الدولة وعديدا من المشكلات الاجتماعية ونقص المرافق، بالتالي يحاول تنظيم بيت المقدس استغلال الظروف الاقتصادية المتردية التي تعاني منها محافظات الصعيد، والتي يمكن أن تكون بيئة مناسبة لممارسة النشاط الإرهابي.
وقال إن هناك عدة أسباب دفعت "بيت المقدس" إلى إعلان ولاية الصعيد منها، تخفيف الضربات التي يتعرضون لها وتشتيت قوات الأمن، قائلا "سيناء تشهد انتفاضة من المجتمع والدولة ضد هذا التنظيم، لذلك يبحثوا عن أماكن جديدة تكون حاضن لهم عند اشتداد الخطر".
وأكد على أن الصعيد لديه مناعة مجتمعية وثقافية بما يمثل حصن ضد أي توجهات متطرفة من بيت المقدس.
وذكر زكريا حسين، مدير أكاديمية ناصر الأسبق، أن مصر ليست أكشاك حتى يتم تقسيمها إلى ولايات، قائلا إنها "جمهورية مصر العربية التي لن يستطيع أحد أن يقتسم منها شبرا واحدا أو يعبث بها".
وأوضح وليد البرش، مؤسس جبهة تمرد الجماعة الإسلامية، أن الضربة الأمنية القوية على بيت المقدس قطعت أوصال هذا التنظيم، لذلك فهو يحاول أن يحقق انتصار إعلامي، مؤكدًا على استحالة أن تكون هذه الخطوة واقعا.
وفسر الأسباب التي دفعتهم لاختيار الصعيد، هي أن هذا الشريط كان حاضنا للجماعة الإسلامية، وبعض فض رابعة اتضحت عمليات على نطاق زمني ضيق في الصعيد من تخريب للمنشآت واستهداف للدولة على يد بعض العناصر المتطرفة.
وأكد على أن الصعيد يخلو من أي عناصر تابعة لتنظيم ولاية سيناء الإرهابي، موضحا أنه لو كان موجودا لتم الإعلان عنه في عملية كبرى.
وقال المستشار يحيى قدري، نائب رئيس حزب الحركة الوطنية، إن نهاية ولاية سيناء الإرهابية اقتربت، قائلا "التنظيم الإرهابي إذا توجه للصعيد، فستكون النهاية الحقيقية لهم لأنهم سيواجهون المصريين أنفسهم".
وأوضح أن كل مخططاتهم وتحركاتهم تحت مرأى ومسمع من الأمن، والأجهزة الأمنية قادرة على التعامل معهم في أي مكان، وتوجههم إلى الصعيد غباء منهم لأن الصعيد أشد عنصرية في مصريتهم من غيرهم التي لن تقبل بعناصر غريبة متطرفة على أرضها.