رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هذا المحتوى بأقلام قراء جريدة وموقع الدستور

زوبعة مشايخ الصحافة

جريدة الدستور

نظن ونظل نظن حتى تُذكرنا الأيام أن بعض الظن إثم، منذ قيام الثورة و يظن الجميع أن "التغيير" سيكون الدافع لنمو وتطور الشعب، وللأسف يؤكد لنا صانعو القرار أن كل الظن إثم. هجوم غير متوقع من أسماء ذو قامة، علي صحفيين يطالبون بحقوقهم المشروعة، يتبعون كل سبيل قانوني للمطالبة بهذا الحق، رافعين شعار (عيش، حرية، حقوقي المهنية).

شيوخ الصحافة يستهينون بصحفي المستقبل ويرفضون إعطائه حقه المهني، ويتابعون رفضهم بإطلاق ألفاظ مسيئة لكل "الصحفيين الإلكترونيين" والتي يرفضها أي صحفي أو إعلامي مُطلع علي ميثاق المهنية، فمنهم من قال إنهم مجموعة من الغوغاء والمشبوهين، ومن أشار إلى أنهم طائفة سياسية تدعمها قناة الجزيرة ومنهم من ذكر أنها جماعة تُريد خلق حرب بين الصحفيين الورقيين والإلكترونيين، كما نُشرت العديد من التقارير التي تدَعي بأن الحملة لا تمثل الصحفيين الإلكترونين.
هاشتاج #أنا_صحفي_إلكتروني" والذي تداولته مواقع التواصل الاجتماعي يؤكد علي أن الحملة أطلقتها نقابة الصحفيين الإلكترونيين، وشارك فيها آلاف الصحفيين الإلكترونيين وغير الإلكترونيين، مطالبها الاعتراف بالحقوق المهنية عن طريق انضمام الإلكترونيين إلي نقابة الصحفيين، أو إنشاء نقابة مستقلة للصحافة الإلكترونية، وكل هذه الأقاويل ما هي إلا بلبلة لتشويه حملة (أنا صحفي إلكتروني).


بعد قراءة ومتابعة هذه الزوبعة وأكثر، تبادر إلي ذهني بعض التساؤلات الموجهة إلي "هؤلاء" المشايخ:
ما الفارق من وجهة نظرك بين الصحفي في الجريدة المطبوعة والصحفي في الموقع الإلكتروني؟ هل هذا يصنع خبراً وذاك يصنع خبزاً؟! ماذا تستفيد من هذا الانقسام بين الصحفي الورقي والإلكتروني والذي تسعي إليه تارة بالتجاهل وتارة بالتسفيه؟
لماذا تُساعد أصحاب النفوذ من رؤساء التحرير وغيرهم علي استغلال الصحفي الإلكتروني؟
ما المانع من أن تُعيد دراسة القانون وبأقصى سرعة وتُعدل وتضع معايير لتعطي كل ذي حق حقه؟
والسؤال الأهم: هل تقوم نقابة الصحفيين بمهامها علي أكمل وجه؟
وكان الرد: النقابة لا تحتاج إلي أحد ليُذكرها بمهامها.
ولما كانت النقابة لا تحتاج لتذكير، إذاً أين أنتم من عاصفة المواقع المنتشرة دون رقيب أو قيود؟! ماذا عن رؤساء تحرير مواقع لا يفقهون شيئاً عن الصحافة ولا معناها؟! هل تنامون ليل نهار أم تعيشون صم وعمي، فيختلط المحرر والمصور الدارس بالهاوي؟! ولما كان الرفض لضم العاملين في التليفزيون إلي النقابة؛ لأنهم "موظفي حكومة"، لماذا الرفض بضم "الصحافيين الإلكترونيين"؟!
ألم يحين الوقت لأن تُنشأ النقابة وتُدار بعيدا عن مصالح وامتيازات أعضائها كما هو الحال في دول العالم، حيث تزدهر النقابات وترتفع مواردها بزيادة أعضائها، لا بالحد منهم؟.
وعندما يجاوب كل معارض للحملة علي تلك التساؤلات الموجزة، سيعلم جيداً أن المطلب بضم الصحفيين الإلكترونين إلى النقابة والموافقة علي الاعتراف بحقوقهم المهنية، من شأنه الحد من الغوغاء التي صنعتها أنت والباقين من ذوي المكانة المرموقة.

علي مر السنين وتتابع الأجيال جيل وراء جيل، يلاحقنا التطور، ومع هذا لم ولن تقضي وسيلة جديدة في الصحافة والإعلام علي ما قبلها، فلم يمحِ التليفزيون الراديو ولم تقضي الصحافة الإلكترونية علي مكانة الصحافة الورقية، ولكل وسيلة محبيها ومتابعيها، ولا يستطيع أحدا أن ينكر مكانة "الصحافة الإلكترونية" في العالم فكيف لنا أن ننفيها! فالمبصرون يسعون لإنتاج "صحفي زاهر بواقع تكنولوجي"، ومازال التطور التكنولوجي في مصر لا يتبعه أي تطور فكري أو تنفيذي، ولذلك سنظل آخر العالم.

ولحين إقرار أولياء أمور الصرح الصحفي، بأن الاعتراف بالحق المهني لمستقبل الصحافة هو حق قانوني ودستوري، سيستمر صحفي المستقبل باحثاً عن حقوقه "المهدرة"، ولن يَكل ولن تُسكته كلمات ووعود، فالحملة يساندها الصحفي الورقي والإعلامي وكل متابع للصحافة الإلكترونية، ولن تحققوا ما تسعون إليه من خلق انقسام وعراك بين شباب الصحافة الورقية والإلكترونية.
وفي النهاية كل يوم يمر علي "الإلكترونيين" يزيدهم قوة وإصرار علي الصمود أمام تلك الزوبعة، وإعلاء شعار (عيش، حرية، حقوقي المهنية)
#أنا_صحفي_إلكتروني: أدركت الدرس جيداً "فليس جديد علينا جميعاً، "أن يخلف المرشح وعوده بعد جلوسه علي الكرسي"
#أنا_صحفي_إلكتروني: (من حقي أعلي صوتي وأطلب حقي، أنا المستقبل لا بمزاجك ولا بمزاجي وبطل تبقي ضدي، أنت الخسران لو فكرت تعلنها حرب، فبطل تحاربني).