رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أطر الأمن القومى المصرى.. عربياً وعالمياً


تردد بإلحاح فى الآونة الأخيرة عبارة أمن مصر القومى، وهناك حدود لتحقيق هذا الأمن القومى. كما تعالت الأصوات بحتمية الواجب الذى تتحمله مصر تجاه وطنها العربى، وأن سلام البلاد العربية مرتبط ارتباطاً عضوياً بسلام مصر،وقدرة مصر المتميزة وخبراتها المتراكمة عبر تاريخها والعلاقات المصرية العربية يؤكد دورها على تحمل هذه المسئولية القومية الصعبة، ولا ينكر دور مصر فى معاركها لاستقلال الجزائروالكويت وتأكد للجميع أن مصر بالنسبة للدول العربية هى الأم المضحية للأبناء، لا تأمل فى مقابل تجاه ما تقدمه من تضحيات. واستخدام هذا تعبير على المستويات السياسية المختلفة وظهر على السطح بصورة ملحة فى كل المناسبات، وأعتبر هذا الأمن مرتبط بأمن الدول العربية ودول الخليج بصفة خاصة، فانتماء مصر العربى كما سبق ذكره، انتماء عضوى لايمكن فصله عن بقية الجسد العربى، والأحداث التاريخية أكدت أن مصرتحملت العبء الأكبر فى تحقيق الأمن القومى العربى لتحقق أمنها القومى، فلديها قدراتها المتميزة وحضارتها المتجذرة وخبراتها المختلفة للقيام بهذه المهمة الصعبة، وقد برزت أهمية الدور المصرى فى الآونة الأخيرة بعد الهجمة الشرسة فى الداخل والخارج على مصر وبعض الدول العربية، والاضطرابات والحروب التى تشهدها معظم الدول العربية، وكأن هناك جهة واحدة تحرك هذه الحروب والاضطرابات، وبرز الدور المصرى بالنسبة للدولة العربية مما تأكد أن مصرهى الملجأ الوحيد لأمنهم، وأى مشكلة تواجه أى دولة من هذه الدول كفيلة بارتمائها فى أحضان مصر، لتأكدهم بقدرة مصر على القيام بهذه المهمة خير قيام، وأدوارها السابقة فى حماية العرب تؤهلها لحماية هذه الدول. ولا نبالغ إذا قلنا إن حدود الأمن القومى يمتد من الخليج إلى المحيط، والبرهان القوى على ذلك هو ما يحدث فى باب المندب وشعور الدول بأن أمن هذا المضيق لا يمثل الأمن لمصر والدول المطلة على البحر الأحمر فحسب، بل يمتد إلى أبعد من ذلك بكثير، فباب المندب هو الباب الملكى للعبور إلى دول آسيا ودول أوروبا بعد عبور قناة السويس بمصر. ولا أبالغ إذا قلت إن الأمن القومى المصرى ليس أمن الدول العربية فحسب بل للعالم ككل، وسوف تزداد أهمية هذا الدور لسلام العالم بعد الانتهاء من حفر قناة السوس الجديدة مما يحتم علينا وضع استراتيجية جديدة للحفاظ على الأمن القومى. وأختم هذه العجالة بكلمات لمصرى ووطنى حتى النخاع وخبير عسكرى من الطراز الأول، وهو الفريق محمد حافظ إسماعيل الذى مارس بإيجابية فى معارك مصر الحربية والدبلوماسية، فمنذ عام 1939، وهو يحمل السلاح والقلم من أجل مصر ويذكر أن معارك مصر بدأت منذ فجر التاريخ وسوف تستمر إلى ما شاء الله.. لما وهبها الله من مميزات فريدة ولذلك فهى فى رباط إلى يوم الدين، والشعوب لا تحيا وتتقدم إلا بالكفاح لتحقيق أهدافها.

عضو اتحاد المؤرخين العرب