رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الترابيين" تزعزع تواجد "ولاية سيناء" وتعلن السيطرة على معاقل بالمهدية

جريدة الدستور

سيطرت حالة من الرعب على عناصر تنظيم "داعش" بعد إعلان قبيلة "الترابين" أكبر القبائل البدوية في شمال سيناء، الحرب على التنظيم، عقب مقتل رجل من القبيلة أمام أبنائه على يد عناصر التنظيم.

ومن جانبه، قال موسى الدلح شيخ قبائل الترابين، إنه قبل الإعلان عن الهجوم على عناصر "داعش"، تم تحذيرهم أكثر من مرة لأنهم حاولوا كثيرًا تجنيد الشباب، حتى وصل الأمر إلى قتل أحد الشباب أمام أبنائه وزوجته، لرفضه توزيع منشوراتهم.

وأضاف، أن عناصر التنظيم في سيناء مرتزقة وليس لهم أي ظهير شعبي، فكافة القبائل ترفضهم وليس الترابين فقط.

وأكد أنه خلال ساعتين فقط تمت السيطرة على كافة المعاقل الصحراوية التي صعب على قوات الجيش الوصول إليها، خاصة معاقل شيوخهم في المهدية، مشددًا على أن كافة العمليات تتم بالتنسيق مع القوات المسلحة على أن يتم تسليم كافة المتهمين والأسلحة الخاصة بالتنظيم للأمن.

وأضاف، أن الرعب يسيطر على التنظيم، حتى أنهم بدأوا في إرسال الوسطاء للقبيلة للتفاوض معهم، لافتًا إلى أن التنظيم تعدى كافة الحدود الإنسانية والدينية.

وأظهرت تعليقات أعضاء التنظيم رعبهم من هذه الهجمات وتعاون القبيلة مع القوات المسلحة؛ حيث سارعوا جميعًا لنفي أنباء الأزمة مع القبيلة، وأنها وجهت ضربات لهم.

واتهم عناصر التنظيم أجهزة المخابرات المصرية أنها وراء ما حدث، مؤكدين أنها خدعة من المخابرات الحربية، حتى يخرج الموقعون على بيان الترابين وبيان داعش لينفوا الخبر ومن ثم يقعون في فخ الجيش.

واتسمت التعليقات بشيء من الجنون؛ حيث لم يستطع عناصر التنظيم تمالك أنفسهم فور توجيه الضربات لهم في جنوب رفح، وخرجوا لينفوا الأمر، على الرغم من إعلان التنظيم مساء أمس نسفهم منزل إبراهيم العرجاني أحد قيادات القبيلة، الذي أصدر البيان.

وعلى الرغم من الإعلان الرسمي للقبيلة الحرب ضد جماعة "ولاية سيناء"، إلا أن عناصرها لم تستوعب الفكرة حتى الآن، ومازالوا يكذبون الأمر، ويؤكدون أن هذه الأنباء ما هي إلا خدعة من المخابرات الحربية المصرية.

ونشر التنظيم عبر أحد حساباته على موقع التدوين العالمي "تويتر" صورة لعناصره، وهم يوزعون منشورات يحذرون فيها أبناء القبيلة من التعاون مع القوات المسلحة المصرية، وإلا تحل لهم دمائهم.

ولم تعر القبيلة أي اهتمام لتهديد التنظيم، وقامت بتوجيه ضربات لتجمعات عناصر بيت المقدس الموجودة جنوب مدينة رفح.

وأصدرت القبيلة، بيانًا حول بدء رجال القبيلة تنفيذ هجمات ضد معاقل تنظيم "ولاية سيناء" الإرهابي جنوب مدينة رفح بشمال سيناء.

وقالت القبيلة فى بيانها: "تماديتم في الغي والعدوان، وتلوثت أيديكم بالدماء البريئة، وانتهكتم الحرمات وتخطيتم كل الخطوط الحمراء، وتدثرتم بعباءة الدين وهو منكم براء، وقد صبرنا حتى أقمنا عليكم الحجة بالعرف والعقل والنقل والشريعة، وأشهدنا عليكم القاصي والداني حتى برئنا من دمائكم وأرواحكم".

وأضافت القبيلة موجهة الحديث إلى "ولاية سيناء": "نعلنها أن نحوركم حلال لنا، وقلوبكم سوادة لرصاصنا، وأجسادكم سنسكنها التراب بإذن الله، ونحن على الحق المبين، وليعلم الجميع أننا أهل سلم لمن سالمنا، وحرب لمن حاربنا، ولم نترك بابا للخير إلا وطرقناه، ولا سبيلا لحفظ الدماء إلا وقصدناه، حتى تقطعت الأسباب، وآن أوان الزود عن النفس والعرض والمال، فلا تلوموا إلا أنفسكم إذ احتدمت المعركة وحمي الوطيس".

ويعد موقف "الترابين" مجرد خطوة أولى، قد يأتي بعدها موافقة كافة القبائل البدوية على محاربة عناصر التنظيم، خصوصًا أن هذه القبائل على علم بخبايا وخرائط صحراء سيناء وأماكن تجمع عناصر التنظيم.

وأكدت مصادر في "ولاية سيناء" أن هناك حالة من الرعب تسيطر على صفوف التنظيم خصوصًا بعد اقتراب إعلان قبيلة "السواركة" -أكثر القبائل المتضررة من التنظيم- الحرب ضده، حيث تعد هذه الخطوة هي الأخطر على التنظيم، حيث يمكن لقبيلة السواركة الوصول لقيادات الصف الأول بالتنظيم بسهولة جدًا، لانتماء عدد منهم للقبيلة، وعلى رأسهم شادي المنيعي.