رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"أبو بكر خيرت".. رائد الموسيقى المعاصرة الممزوجة برحيق الطرب الأصيل

أبو بكر خيرت
أبو بكر خيرت

تمر اليوم ذكرى ميلاد واحد من رواد الموسيقى في مصر، والعالم العربي، إنه الموسيقار الراحل "أبو بكر خيرت"، فالحديث عنه له مذاقه الخاص ولا تسعنا تلك السطور لسرد تاريخه وأعماله الموسيقية التي كانت ولا تزال تنقى الأذن وتعزف على أوتار قلوب عشاق التراث والطرب الأصيل.

ولد الملحن الموسيقى بحي السيدة زينب بالقاهرة في السابع والعشرين من أبريل 1910، لأسرة محبة للفن والثقافة، فقد كان والده محاميًا يهوى الفنون التشكيلية والموسيقى وكان منزل الأسرة في شارع خيرت الذي مازال محتفظاً باسمه حتى الآن.

كان منزل "خيرت" ملتقى لكبار الموسيقيين أمثال سيد درويش، وسامي الشوا، وإبراهيم القباني وغيرهم، وكانوا يحيون السهرات الموسيقية والغنائية في المنزل.

قضى "أبو بكر خيرت" سنين طفولته الأولى في رحاب الموسيقى والغناء العربي الأصيل، واستمع إليه من عظماء العازفين والمغنيين في ذلك العصر، وعندما بلغ الخامسة من عمره درس عزف آلة الكمان على الطريقة الشرقية على يد الأستاذ «أحمد داده» لمدة خمس سنوات، وقد قربه ذلك من الموسيقى العربية، وفى العاشرة من عمره بدأ فى دراسة عزف آلة البيانو على يد الأستاذ كوستاكى، واستمر معه لمدة عشر سنوات، بجانب دراسته العلمية حتى حصل على بكالوريوس الهندسة المعمارية بامتياز عام1930، وأوفد فى بعثة دراسية لاستكمال دراسته الهندسية فى باريس، وبعد مضى خمس سنوات انتهى من دراسته الهندسية.

عاد "خيرت" إلى أرض الوطن عام 1935، ومارس عمله كمهندس معمارى ناجح، وفى نفس الوقت واصل دراسة عزف البيانو مع أستاذه القديم كوستاكى، وبعد وفاته درس مع كل من الأستاذين "تيجرمان وكامبيزى" واصل كتابة مؤلفاته الموسيقية التى جاءت متنوعة وضمت مؤلفات للأوركسترا مؤلفات لموسيقى الحجرة مؤلفات للبيانو المنفرد المؤلفات الغنائية, وفى عام1957 زار أبو بكر خيرت الاتحاد السوفييتى بدعوة من وزارة الثقافة هناك، وأقيم له حفل عزف فيه ثلاث من مؤلفاته الأوركسترالية.

مثل "أبو بكر خيرت" الجمهورية العربية المتحدة عام 1958 فى مهرجان الموسيقى العالمى فى بوخارست، حيث عزفت سيمفونيته الثانية المعروفة بـ«الشعبية» التى ألفها عام 1955. 
فى عام 1959 فاز أبو بكر خيرت بجائزة الدولة التشجيعية فى التأليف الموسيقى عن «المتتالية الشعبية»، كما أنه كان عضوًا في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، والمقرر العام للجنة الموسيقى.

وفي آخر لحظات حياته وهو جالس في مكتبه بالكونسرفتوار مع تلاميذه من خريجى الدفعة الأولى وهو يخطط لمستقبلهم، توفى "أبو بكر خيرت" فجأة فى الخامس والعشرين من أكتوبر عام 1963.