رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أخرها تحرير سيناء:

"مبارك" في أحاديثه الأربعة منذ التنحي.. "مواطن ومجرم وبريء وبطل"

مبارك
مبارك

"أربع مرات".. عادت بها عجلة الزمان إلى الخلف، تحركت خلالها عقارب الساعة إلى الوراء، قبل أربع سنوات من ثورة 25 يناير، بحديث الرئيس المخلوع "محمد حسني مبارك" على الهواء كأنه مازال رئيسًا، فمنذ سجنه في 13 إبريل 2011، وهو يغتنم الفرص للظهور مجددًا على الشاشات وتهنئة الشعب المصري بحديث "الأخوة والأخوات".
الظهور الأول: "أيها الأخوة والأخوات" ..
لم يكن حديث "مبارك" أمس مع الإعلامي "أحمد موسى" هو المرة الأولى التي يطل منها على الشعب المصري باختلاف الأسباب، بل سبقها ثلاث مرات أخريات، حاول في كل منها الدفاع عن نفسه وإبعاد أي تهم عنها.
كانت أول مرة في تسجيل صوتي له على قناة "العربية"، وتعد هي الكلمة الأولى له عقب تنحيه في 11 فبراير 2011، بدأه "المخلوع" بكلمة "أيها الأخوة والأخوات"، التي اعتاد عليها منذ أن كان رئيسًا للبلاد، ليتحدث إلى الشعب المصري من مقر إقامته الجبرية بمحافظة "شرم الشيخ" آنذاك.
دافع في أول التسجيل الصوتي عن نفسه كثيرًا نافيًا عنه كل التهم الموجهة إليه وإلى عائلته، ثم بدأ يعبر عن آلامه وما يتعرض له من حملات وإساءات كثيرة، وأنه لم يحصل يومًا على أي ممتلكات غير مشروعة، ثم كرس الحديث بعد ذلك عن نفسه وتضحياته من أجل الوطن.
"وفق الله مصر وشعبها وسدد خطى أبنائها"، كانت الجملة التي اختتم بها "المخلوع" حديثه الصوتي، والتي اعتاد أيضًا اختتام خطاباته بها حين كان رئيسًا، داعيًا الجميع للتكاتف في مواجهة الأعداء.
الظهور الثاني: "انتخبوا السيسي" ..
حديث قصير مدته لم تزد على ثلاث دقائق فقط، كان لحساب جريدة "الوطن" عام 2013، أذاعته قناة "الحياة" وتداولته جميع وسائل الإعلام، وكان بمثابة الظهور الصوتي الثاني للمخلوع "مبارك"، تحدث فيه الصحفي مع "مبارك" حول شخصيات سياسية عديدة.
جاء في مقدمتهم الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي قال عنه مبارك: "الشعب مقدموش غير السيسي في المرحلة اللي جاية، وهو الوحيد الموجود على المسرح السياسي ومفيش أصلح منه انتخبوه".
ثم انتقل معه للحديث حول الإخوان وردود أفعالهم بعد الثورة عليهم ورحيلهم، فقال "مبارك": "أنا حذر جدًا في موضوع الإخوان، عشان أمريكا بتقول مش هديكوا الدعم غير لما تخرجوا الإخوان، وأنا مكنتش بركع ليهم أبدًا كنت متربس وبرفض على طول".
أما عن قطر وتركيا ومعارضتهما الدائمة للدولة المصرية، قال "مبارك": "كلهم بيدوروا على نفسهم وأحنا إن شاء الله نروح في داهية، ومادام عندهم قاعدة أمريكية فاكرين أنهم كده حطوكوا في جيبهم، فيه دعم للإمارات والسعودية بس أحنا لازم نشتغل ونساعدهم".
وتحدث أيضًا عن الناشط السياسي "حمدين صباحي" قائلًا عنه: "الراجل ده مفيش فايدة منه إزاي يبقى رئيس بس أنا هتجنن، وعمال يقول عبدالناصر بلاش تتمحك فيه، عبد الناصر كان ماسكها بإيد من حديد".
وحديثه الصحفي عن أن بعض أبناء الشعب قاموا بعمل توكيلات له بالانتخابات الرئاسية الماضية، فرد مبارك ضاحكًا: "أنا خلاص تعبت بشتغل 62 سنة 30 منها ظابط و30 ماسك البلد، وحبيب العادلي كان ماسك معايا البلد من حديد، لكن دلوقت كل واحد بيدور على نفسه والبلد هتضيع".
الظهور الثالث: "مبروك البراءة يا ريس" ..
"براءة مبارك من قتل المتظاهرين" كان المنفذ الذي طل به "مبارك" مرة ثالثة على الشعب المصري.. بعدما قضت محكمة جنايات القاهرة في 27 نوفمبر الماضي ببراءة المخلوع ونجليه من تهمة قتل المتظاهرين.
ليخرج بعدها مبارك متفاخرًا ببراءته أمام الجميع بعدما هنأه الإعلامي "أحمد موسى" بقوله: "نقول ألف مبروك لحضرتك على البراءة"، فتحدث "مبارك" حول براءته في مداخلة هاتفية معه قائلًا: "والله أنا شعرت إنى معملتش حاجة خالص، وكنت قاعد مستني هيجرى إيه هيألفولنا إيه تاني، والله أنا لم أرتكب شيئًا، ولم أعط تعليمات إنما هو القدر".
وتعقيبًا عن الحكم قال "المخلوع" إنه كان ينتظر البراءة ومتوقعها وأنها لم تكن فارقة معه، أما عن ثورة يناير تجلت سخرية "مبارك" وقتها قائلًا: "والله اللي شوفته في 25 يناير عينك ما تشوف إلا النور، مقدرش أتكلم عنه في التليفون بس هما قلبوا علينا".
وكانت هنا المفارقة حول ماهية ما يقصده المخلوع بجملته الأخيرة، فسأله "موسى": "مين اللى قلبوا عليك الأمريكان ولا غير الأمريكان؟"، فرد مبارك سريعًا: "والله أنا مقدرش أقولك أمريكان أو حاجة مقدرش أخش على حاجة".
الظهور الرابع: "أشعر بالفخر"..
"كلاكيت للمرة الرابعة" على التوالي يظهر "مبارك" على الشاشات أمس ومن خلال نفس النافذة وهي برنامج "على مسئوليتي"، في مداخلة هاتفية له مع الإعلامي "أحمد موسى"، تزامنًا مع عيد تحرير سيناء.
خرج يهنئ الشعب المصري وقياداته قائلًا: "أشعر فى عيد تحرير سيناء بالفخر والعزة، قمنا بجهد مرير فى حرب الاستنزاف، وكل جندى مصرى حمل شرف المشاركة، وشعرت بالمهانة والتحدى بعد الهزيمة".
ودارت المكالمة كلها حول ذكريات الحرب، وعن دوره فيها وتحدث أيضًا عن الرئيس الراحل محمد أنور السادات والصعوبات التي واجهته عقب اغتيال الأخير، واختتم حديثه داعيًا الشعب المصري بسداد الخطى كما اعتاد، وحثهم بالالتفاف حول الرئيس عبدالفتاح السيسي.