رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سياسيون عن حديث مبارك في ذكرى تحرير سيناء: كان عليه أن يتوارى خجلاً فمكانه "مزبلة التاريخ"

جريدة الدستور

سادت حالة من الغضب داخل الأوساط السياسية، بسبب المداخلة الهاتفية التي أجراها الرئيس المخلوع حسني مبارك، مع الإعلامي أحمد موسى، بمناسبة ذكرى تحرير سيناء.

ووصف سياسيون المداخلة بأنها "استفزازية"، وعكرت صفو احتفال المصريين بذكرى التحرير، كما اعتبروها محاولة بائسة لتجميل صورة المخلوع.

عبدالغفار شكر، رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، اعتبر المداخلة "لعب في الوقت" الضائع ومحاولة لإعادة "مبارك" لصدارة المشهد، مؤكدًا أن هذه المحاولات لن تجدي نفعًا بعد أن خسر الشعب بكل ما فعله بمصر على مدار 30 عامًا.

من جانبه، أعرب جورج إسحاق، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، عن أمله في إغلاق صفحة الرئيس المخلوع إلى الأبد، مؤكدًا أنه كانت لديه فرصه لتنمية سيناء وتحويلها لقطعة من الجنة، لكنه أهملها وتركها مرتعا للإرهابيين وعليه أن يخجل من نفسه ويتوارى ويدرك أن مصيره مزبلة التاريخ.

ووصف "مبارك" وأنصاره، بأنهم "أبواق فاسدة" تحاول قلب الحقائق وتشويه ثورة يناير التي قامت للقضاء على الفساد.

"محاولة فاشلة لإعادة نظام مبارك من جديد"، هكذا رآها "جمال أسعد" المفكر السياسي، مضيفًا أنه في الفترة الأخيرة ظهرت عدة محاولات مشابهة من كثير من الإعلاميين فمنهم من يحاول التسفيه من ثورة 25 يناير باستضافة رموز النظام الأسبق أو السماح لهم بتلك المداخلات.

وأضاف، أن "المكالمة لا يمكن تقييمها بعيدًا عن الواقع السياسي الحالي، فالثورة أصبحت روحًا هائمة تبحث عن جسد، متوقعًا حدوث غضب من القوى الثورية في الأيام القليلة الماضية، ردًا على تلك المكالمة التي تعتبر انتهاجًا واضحًا وصريحًا لمقدسات الثورة.

مختار غباشي، رئيس المركز العربي للدراسات السياسية، رأى أن المكالمة تعبر بشكل كبير عن تحالف الخصوم مع هدف واحد هو إعادة الدولة إلى الوراء، وتعبر عن خطر تناغم بعض الكوادر الإعلامية أمثال "أحمد موسى".

وتابع، أنه بظهور مبارك وأبنائهم ومحاولاتهم الدائمة للعودة مجددًا للحياة السياسية يعد كتابة نهاية جديدة لثورة يناير، وأراد مبارك إثبات للعالم كله أنه رئيس حر طليق ليس عليه أي تهمة تمنعه من الظهور في الإعلام، وأنه سيظل داخل اللعبة السياسية.

وأوضح أن دعوته للرئيس السيسي بالتوفيق تعد نوعًا من المغازلة والنفاق السياسي، ومحاولة منه لتذكير الجميع أنه والسيسي خرجا من مؤسسة عسكرية واحدة، وإن اختلف تاريخهم وسياستهم.

واعتبرت الدكتورة كريمة الحفناوي، الأمين العام السابق للحزب الاشتراكي المصري، ظهور الرئيس " المخلوع " في وسائل الإعلام "إهانة لإرادة الشعب الذي ثار عليه وخلعه هو ونظامه  والتي ما زالت تنادي بمطالب الثورة وتطهير المؤسسات من كل رجال الفساد والاستبداد والقمع.

وشددت علي أن علي النظام الأسبق والسابق من ثار عليهم الشعب في ثورتي 25يناير و30 يونيو، أن يتواروا  ويدركوا أن التاريخ لن يعود للوراء والشعب لن يمكنهم من العودة لتنفيذ مخططاتهم .

عاطف مغاوري، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع، قال إن المداخلة الهاتفية التي أجراها الرئيس المخلوع تعد نوعًا من أنواع الاستفزاز للرأي العام المصري"، مشيرًا إلى أن حكم المحكمة ببراءة  مبارك من التهم المنسوبة إليه لا يعني تبرئته سياسيًا ، فسياسته أعضاء الحزب الوطني المنحل، وأبناء مبارك الذين شاركوا في الحياة السياسية في الفترة الأخيرة من حكمه، كانوا سببًا في طفح الكيل بالمصريين.

وأكد عضو حزب التجمع، أن مصر لا  تحتاج إلي نصائح مبارك، وكان من باب أولى أن ينصح نفسه بعد أن جعل سيناء منذ تحريرها طيلة ثلاثين عامًا وكر للإرهابيين، وتدفع القوات المسلحة الآن ضريبة حكمه.

من جانبه، أشار الدكتور مجدي مرشد، نائب رئيس حزب المؤتمر، إلي أن "مبارك" إذا كان يتحدث بصفته العسكرية كقائد سابق للقوات المسلحة وأحد المشاركين في حرب أكتوبر " فإن حديثه مقبول" أما أن يتحدث كسياسي وكرئيس سابق للبلاد ويوجه نصائح للشعب ، فهذا أمر غير مقبول "  والفترة الحالية تستوجب أن يبتعد كل من أفسدوا الحياة السياسية ، لكي تتفرغ مصر للبناء .

وأكد عبدالمنعم إمام، الأمين العام لحزب العدل، أن المداخلة الهاتفية محاولة لتحسين صورة الرئيس المخلوع، ووصفه للرئيس السيسي بأنه قيادة حكيمة وتوجيه لنصيحة للشعب المصري للوقوف بجانبه تدعوا للسخرية والضحك، وكان من باب أولى أن يوجه نصائح لنفسه طيلة الثلاثين عام الماضية التي تولي فيها إدارة البلاد، مشيرا إلى أن إدارة "مبارك" السيئة للبلاد هي السبب في كل ما نعانيه الآن.

وشن أحمد السكري، المتحدث الإعلامي للتحالف الثوري لبناء الوطن، هجوما حادا على الإعلامي أحمد موسى، مؤكدا أن القناة منذ أن بدأت وهي تتبع نهجا محددا تريد من خلاله إيهام الشعب بأن "مبارك" بريء ويعمل لصالح الوطن وأن ثورة 25 يناير مؤامرة من جهات أجنبية لإشاعة الفوضى في البلاد.

وأكد أن إشادة مبارك بالرئيس السيسي، هدفها استعطاف المواطنين تجاهه، لإدراكه أن الغالبية العظمى من الشعب تحب الرئيس وتثق في قدرته على إدارة البلاد، مشيرًا إلى أن عددا كبيرا من رموز الحزب الوطني كانوا يدعمون الرئيس السيسي في الانتخابات الرئاسية، بخلاف إرادته، أملا في تصدر المشهد، لكن السيسي كان على دراية بهذه الألاعيب وأكد أكثر من مرة أنه لن يسمح بعودة نظام المخلوع مرة ثانية.

وطالب الرئيس السيسي بإصدار قرار بإبعاد رموز النظام السابق عن العمل السياسي لمدة 5 سنوات بعد الجرائم التي ارتكبوها في حق الوطن.

وقال عمرو علي، عضو المكتب السياسي لتكتل القوى الثورية، وعضو اللجنة التنسيقية لقائمة الشعب الانتخابية، إن الرئيس المخلوع شهد تحرير سيناء وانسحاب الجنود الصهاينة بشكل كامل، والمكالمة كانت مجرد حديث تاريخي لإظهار عظمة مصر، مؤكدًا أنها تشبه خطاباته التي كان يلقيها في هذه المناسبة.

وشدد "علي" على أن نظام مبارك لا يشكلون خطرًا على حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي، وأن معظم مؤيدي مبارك من كبار السن لارتباطهم عاطفيا به ولحنينهم إلى الماضي، خاصة أنه لم يصدر عنهم أي عمل خارج كالعمليات الإرهابية التي نظمها أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي.

ووصف أن طلب "مبارك" للشعب المصري بالوقوف خلف الرئيس السيسي، بأنه "مجرد قول دبلوماسي" لأن جموع الشعب المصري يسير خلف السيسي بثقة.