رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سفارة مصر بالنمسا تحتضن مبادرة لمكافحة فيروس "سي"

جريدة الدستور

احتضن البيت المصري في سفارة مصر لدى النمسا، برعاية السفير خالد شمعة، ولادة مبادرة جديدة طموحة لمكافحة مرض فيروس سي، تبناها مجموعة من خيرة أطباء وخبراء مصر في مجال مكافحة الفيروسات الكبدية، بالتعاون مع خبراء في الإعلام.

وتؤصل المبادرة، لمساهمة المصريين المغتربين في حل المشكلة، وتعول على دور وسائل الإعلام في نشر الوعي بالمرض لتقليص معدل نقل العدوى، وذلك في إطار رؤية شاملة تكون نواة لانطلاق حملة قومية كبرى هدفها القضاء عليه نهائيًا.

واستغل سفير مصر لدى النمسا، خالد شمعة، فرصة انعقاد المؤتمر السنوي للجمعية الأوروبية لأمراض الكبد، في العاصمة فيينا، ومشاركة نحو 250 طبيبًا مصريًا، حضروا إلى النمسا من جميع أنحاء العالم، وعقد لقاءً مطولا بالتنسيق مع أطباء نمساويين من أصل مصري وقامات طبية كبيرة من مصر، بالتعاون مع خبراء في مجال الإعلام، استمر حتى منتصف ليلة أمس الجمعة بمقر السفارة.

وناقش أبعاد مشكلة مرض فيروس سي، الذي اعتبره شمعة "من أهم التحديات الطبية التي تواجه مصر والعالم العربي"، موضحاً أن "الهدف من اللقاء هو الاستفادة من تواجد هذا التجمع الطبي لبحث بعض الأفكار إزاء كيفية المساهمة في الجهود المبذولة لمكافحة المرض"، الذي يهدد صحة المواطنين المصريين.

وقد شارك في جلسة النقاش، التي تضمنت قسمين، أدار الجزء الأول منها الإعلامي مجدي الجلاد، والثاني خيري رمضان، بحضور كوكبة من أطباء مصر المتخصصين في مجال مكافحة الفيروسات الكبدية والإجراءات الوقائية، شملت الدكتور جمال عصمت، نائب رئيس جامعة القاهرة عضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، دكتور أشرف عمر، أستاذ الكبد في مستشفى القصر العيني، دكتور عماد بركات، أستاذ الكبد في كلية طب عين شمس، الدكتورة منال حمدى السيد، عضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية.

سلط الدكتور جمال عصمت، في بداية اللقاء، الضوء على أهمية دور الإعلام في إطار تنظيم حملة قومية لمحاربة انتشار مرض فيروس سي، لافتاً إلى الحملة الإعلامية التي تدشينها لمكافحة مرض البلهاريسيا سابقاً.

وأعرب عن أمله في أن تسفر المبادرة التي تم تدشينها- انطلاقاً من البيت المصري في سفارة مصر لدى النمسا- عن "تنظيم حملة إعلامية قوية جداً تصل إلى كل مواطن في مصر، بحيث تجعله يدرك طرق انتشار العدوى"، مع التركيز على توضيح مدى أهمية حماية الأفراد لأنفسهم ومساهمتهم في وقف انتشار العدوي إلى المخالطين لهم في الأسر والمحيط الذي يعيشون فيه.

وطالب نائب رئيس جامعة القاهرة، بـ "تعزيز المساهمة المجتمعية وتأسيس صندوق تكون مهمته الوحيدة جمع الأموال المخصصة لدعم علاج فيروس سي"، لافتاً إلى أهمية دور ومساهمة المصريين المقيمين في النمسا وخارج مصر.

وشدد على أهمية أن يدرك المجتمع أن مرض فيروس سي، يعد قضية قومية يجب تصدي كافة أطراف المجتمع لها، خاصة بعد توفر علاجات وأدوية حديثة، أصبحت توفر نسبة شفاء ارتفعت إلى ما يزيد عن 95% بأسعار معقولة مقارنة بالأدوية السابقة.

وكشف النقاب عن خطة وزارة الصحة التي تستهدف علاج نحو 400 ألف مريض سنوياً تتكلف نحو مليار ونصف جنيه، مؤكداً أن "التكاليف أكبر من طاقة وزارة الصحة وطاقة أي دولة وتتطلب وجود مساهمة مجتمعية قوية"، في إشارة إلى المبادرة التي تم إعلانها من سفارة مصر لدى النمسا.

ومن جانبه اعتبر دكتور أشرف عمر، عضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، أن قضية فيروس سي في مصر هي "قضية أمن قومي"، وعزا السبب وراء تحليله إلى أنها "قضية صحية ذات أبعاد اجتماعية واقتصادية تهدد الاقتصاد المصري".

وضرب مثلاً يوضح عمق المشكلة، بأن "المصاب بالمرض أصبح شخصاً مرفوضاً ولايقبل في العمل خارج مصر.. كما أنه يواجه صعوبات شديدة في الحصول على عمل داخل مصر"، بسبب إصابته بالمرض، محذراً: "هذا الشاب الذي أغلقت في وجهه الأبواب؛ قد يتحول إلى قنبلة موقوتة يمكن استغلاله بسهولة".

وعلى جانب آخر أشاد دكتور أشرف بالجهود الكبيرة، التي قامت بها اللجنة القومية، لافتاً إلى أن الأمل أصبح كبيراً مع ظهور الأدوية الجديدة مقارنة بأدوية سابقة، كما أوضح بأن "العلاج أصبح بنية الشفاء وليس تثبيط المرض"، مشدداً في المقابل على أهمية مساعدة الدولة في التغلب على هذه المشكلة.

وبدوره أوضح الدكتور عماد بركات، أستاذ الكبد في كلية طب عين شمس، أن القضاء على فيروس سي في مصر؛ يجب ان يسير في اتجاهين متوازيين، الأول يهتم بالعلاج والثاني يركز على منع ظهور حالات إصابة جديدة، معترفاً أن هذا يحتاج إلى بذل جهود كبيرة من قبل الجهات الحكومية والأطباء.

ولفت إلى ضرورة إجراء مسح شامل لجميع محافظات الجمهورية لتوفير المعلومات الأساسية الضرورية الواضحة عن حجم الإصابة، وأسباب انتقال العدوي.

ومن جانبه، شدد الدكتور عماد على أهمية توحيد جهود كافة المؤسسات والجهات التي تعمل في مجال العلاج ومكافحة فيروس سي عن طريق وضع بروتوكول عام لكل الأطراف التي تعمل في هذه المنظومة، للقضاء على عدم التنسيق في العمل وتجميع جهود كل الجهات المسؤولة والمشاركة في محاربة الفيروس.

وانتهى اللقاء المطول، بالإعلان عن تدشين مبادرة مجتمعية ذات شكل وتكوين جديد لمكافحة المرض، تضم مساهمات من جانب المصريين المغتربين في النمسا بالتعاون مع وسائل الإعلام المصرية، وكذلك مع الجهات والمؤسسات الطبية المعنية والأطباء المصريين.

وأعرب السفير شمعة، عن أمله في تكون المبادرة نموذجاً جديداً، يحتذى به مستقبلاً وتتبناه الجاليات المصرية في دول أخرى، كمثال على مساهمة المصريين المغتربين في جهود الدولة المبذولة لمكافحة مرض فيروس سي، لتقليص حالات الإصابة الجديدة، بالتنسيق مع الأطباء المتخصصين والمسؤولين المعنيين، الذين حضروا اللقاء وأظهروا دعمهم الكامل للمبادرة.

كما أعلن كل من الإعلامي مجدي الجلاد وزميله خيري رمضان، عن بدء عملهما على وضع الخطوط العريضة للمبادرة على الصعيد الإعلامي، على أن يكون الاجتماع القادم في القاهرة بحضور السفير خالد شمعة، لمتابعة تنفيذ الخطوات التنفيذية الأولى بالتنسيق الوثيق مع الأساتذة الأطباء، الذين أعربوا عن تأييدهم الكامل للمبادرة وتقدموا في ذات الوقت بالشكر للسفير شمعة على فكرته والجهود المبذولة من قبله في هذا الصدد.