رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كارثة جديدة لتلوث المياه بالشرقية

تسمم 379 وأهالي يتهمون الفوسفات.. والصحة "الجراكن هي السبب"

جريدة الدستور

بعد أيام قليلة من كارثة غرق ناقلة نيلية محملة بـ500 طن فوسفات، بعد اصطدامها بأحد أعمدة كوبري دندرة العلوي بمدينة قنا، تتعرض محافظة الشرقية لكارثة جديدة نتيجة لتلوث مياه الشرب، والتي أسفرت عن إصابة 379 حالة بالتسمم.

وتسيطر حالة من الغضب الشديد على أهالي مدينة "الإبراهيمية" والقرى التابعة لها بمحافظة الشرقية، وسط اتهامات بأن سقوط الفوسفات في نهر النيل، كان السبب في تلوث المياه، وتجمهر العديد من الأهالي، وطالبوا المسؤولين بمعرفة سبب التسمم.

وفور وقوع الحادث توجه أكد الدكتور عادل عدوي، وزير الصحة، إلى محافظة الشرقية، كاشفًا عن ارتفاع عدد الحالات المصابة بالتسمم إلى ٣٧٩ حالة خرج منهم من المستشفيات لتحسن حالتهم ١٩٢ حالة.
وقال عدوي: "إنه يتابع حالات المصابين بالتسمم في الشرقية بمختلف المستشفيات من خلال زيارات ميدانية لأقسام الطوارئ؛ للاطمئنان على تلقي المصابين الرعاية الطبية المناسبة، كما تم توجيه 10 عيادات متنقلة؛ تحسبًا لزيادة حالات الإصابة بالتسمم".

وأشار وزير الصحة إلى أن الحالات تعاني من آلام في البطن وقئ وإسهال وارتفاع في درجات الحرارة، لافتًا إلى أنه تم سحب عينات غذائية للمصابين؛ لمعرفة سبب التسمم.
وقال الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، "إن المصابين تم نقلهم إلى مستشفيات، بواقع 141 حالة في الإبراهيمية المركزي، و150 في ههيا المركزي، و60 في ديرب نجم المركزي، و28 حالة في أبو كبير المركزي".
وقال الدكتور شريف مكين، وكيل وزارة الصحة بالشرقية، "إن المعامل المركزية والفرعية أخذت عينات من أمعاء المصابين ومياه الشرب بمنازلهم ومصادرها والأغذية؛ لتحليلها وتحديد مصادر التسمم".
ومن جانبه، أكد المهندس شاكر عبد الفتاح، نائب رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي لقطاع شمال الشرقية، إن مدينة "الإبراهيمية" والقرى المحيطة بها يتم تغذيتها بالمياه من محطة "مرشحة".

وأضاف: "نتيجة العينات جاءت مطابقة للمواصفات، وأن نسبة الكلور والعكرة بها جيدة وبمعدلاتها الطبيعية".
فيما قرر الدكتور رضا عبد السلام، محافظ الشرقية، تشكيل غرفة عمليات بالمحافظة؛ لمتابعة حالات التسمم الذي ظهرت صباح اليوم، بمركز ومدينة الإبراهيمية.
وأعلن المحافظ عن رفع حالات الطوارئ القصوى بمستشفيات الإبراهيمية، لسرعة نقل المصابين إليها وعمل الإسعافات الأولية لهم، ورفع حالات الاستعداد القصوى لمرفق الإسعاف بالشرقية لنقل المصابين وسرعة علاجهم، إضافة إلى نقل الحالات الحرجة لمستشفيات جامعة الزقازيق والأحرار.
فيما طافت قوافل من مياه الشرب في التحرك لإعلان سلامة مياه الشرب وعدم تلوثها، وذلك عبر الإعلان بمكبرات الصوت.
وتم استخدام مكبرات الصوت بالمساجد للإذاعة وطمأنة الأهالي لاستعمال المياه في الشرب، والطبخ، وباقي الأغراض، وأن المياه ليست سبب الاشتباه في تسمم المصابين.
وكانت الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، قد أكدت أن حالات التسمم بالشرقية؛ سببها لجوء المواطنين لشرب المياه من الجراكن، مؤكدة أن مياه الشرب المنتجة من كافة محطاتها نقية ومطابقة للمواصفات التي حددتها وزارة الصحة المصرية.
وأضافت الشركة: يتم تحليل عينات من المحطة كل ساعتين، وعقب نشر خبر تسمم المواطنين قمنا على الفور بإرسال معاملها المتنقلة؛ لأخذ عينات من كافة المآخذ والمحطات وعمليات مياه الشرب ومن منازل المواطنين، وجاءت نتائج التحاليل الأولية مطابقة للمواصفات.
 
وأشارت الشركة إلى أنه بمتابعة بعض المصابين أفادوا أنهم يلجئون لشراء جراكن المياه من المحطات الأهلية التي يمتلكها أفراد أو جمعيات، وقامت الشركة بأخذ عينات من هذه الجراكن؛ لتحديد مدى مطابقتها.
وأكدت الشركة أن ظهور بعض حالات التسمم في الإبراهيمية لا يمت بصلة إلى خدمة مياه الشرب التي تقدمها، والتي تؤكد على سلامتها ومطابقتها للمواصفات، وأنه لا يجوز اعتبار مياه الشرب المتهم الأول في كافة حوادث التسمم دون دليل.
كما أعلن اللواء أيمن عبد القادر، رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالشرقية، عن أخذ عينات من محطة الإبراهيمية المرشحة وتحليلها بمعمل المحطة وجاءت النتائج سلبية، مشيرًا إلى أن المياه مطابقة للاستخدام الآدمي من كلور وعكارة وكل المواصفات الأخرى.
وقال: "إن نتائج تحاليل مياه الجراكن جاءت خالية من الكلور والأملاح وهذا غير مطابق للمواصفات الفنية للمياه"، نافيًا وجود أي علاقة بين غرق السفينة المحملة بالفوسفات وما يحدث بالإبراهيمية.