رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ليلة عيد الميلاد


ماذا فعلت ليلة عيد ميلادك؟ هل جلست مع نفسك لحظات أم ساعات مثلما فعلت أنا مع «حياة» يوم الثلاثاء الماضى؟. أن تكبر بالعمر هو أمر إجبارى وليس منه مفر «هذه هى الحياة»!!! لكن أن تكبر بالعقل، بالتفكير، بالنضج، بالتجارب فهو اختيارك.. فهل اخترنا هذا الطريق وهذا الدرب وسلكناه وحرصنا على ملازمة العقول الناضجة، الإيجابية، المتفائلة حتى نتأثر بهم فيزرعون التحدى والتجديد والمثابرة فى قلوبنا؟. هل عشت ليلة «مواجهة النفس» ليلة العتاب والنقد الذاتى فى ليلة مولدك مثلى؟... هل ترفقت بنفسك أحياناً. أدنتها أحياناً، تفهمتها أحياناً أخرى مثلى؟.. هل عشت ليلة استرجاع أحداث العمر، الذكريات السعيدة والمؤلمة ولكنها ذكرياتك.. ذكرياتك أنت، حياتك أنت؟.. هل تذكرت مثلى الأخطاء... التى أعتقدنا لحظاتها أنها صائبة، حكيمة وترفقت بنفسك بكلمات البير كامو «لا تحكم على اختياراتى ولا تحكم على أسبابى لأنك لم تعش حياتى»؟.. هل تذكرت مثلى لحظات الدموع... التى عبرنا فيها عن إنسانيتنا، من صدماتنا فى شخصيات حولنا أو من خديعة البشر لأن الألم جزء من الحياة ومن لم يتألم، فلم يعرف معنى الحياة.. لكن.. هل تعلمنا من دروس الحياة فلم نكررها؟.. السعادة.... سعادة القلوب والعيون التى مرت علينا فسبقنا ظلنا مثل أم كلثوم إلى عنان السماء معتقدين أننا لن نهبط على الأرض أبداً من السعادة... ولكننا هبطنا!!.. التحدى والنهوض بعد التعثر.... لاقتناعنا بأن كل يوم أو ساعة نعيشها هى منحة من الله فلا نضيعها بالقلق من المستقبل أو من الحزن على الماضى، «إن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسراً» فكل لحظة «راحة بال» هى كنز... الانتصارات...التى حققناها على صخرة الحياة وعلى العقبات والجبال التى واجهتنا فى مشوار العمر. الندم على أشخاص... على مواقف.. على لحظات الغضب.. لقد حاولت ألا أندم... لكن هل نجحت؟.. لقد حرصت طوال حياتى ألا أكون «فضولية»، أو أن أجهد نفسى بالتفكير لماذا قالوا؟.. لماذا فعلوا ذلك؟ فقد كنت أردد «إن خير الناس هم أعذرهم للناس» فتناسيت العيوب لأن الكمال لله.... لكن هل نجحت؟.. لقد حاولت أن أحترم الضعف الإنسانى إلا «فى الضعف الوطنى» تجاه مصلحة وطنى، لأن من أراد صديقاً بلا عيب عاش وحيداً.. فهل نجحت؟.. لقد حاولت أن أبدو متفائلة لأن «الابتسامة» هى طريقتى فى أن أقول للحزن لن تغلبنى... «الفشل» أنك لن تتمكن منى... «الإحباط» أنك لن تسيطر علىَّ... فهل نجحت؟.. لقد حاولت ألا أجادل يوماً غبياً أو حاقداً، لأنى سأخسر فى الحالتين لأنى لن أستطيع مجاراتهما... فهل نجحت؟. لقد حاولت أن أصبح ما تمنيت... لكن هل نجحت فى «اختبار مواجهة النفس»؟. رسبت فى محاولات ونجحت فى أخرى!!! لكن، ادعو لى أن تنجح محاولاتى فى العام المقبل إن شاء الله. أما إذا نجحت أنت فى هذا الامتحان «كل سنة وأنت طيب».. وموعنا الأحد المقبل إن شاء الله