رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ذكرى تحرير سيناء «1»


تحتفل مصر فى 25أبريل من كل عام بعيد تحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلى فقد تم تحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلى عام 1982 واكتمل التحرير بعودة طابا عام 1988 . لقد حررت مصر أرضها التى اُحتلت عام 1967 بكل وسائل النضال.. من الكفاح المسلح بحرب الاستنزاف ثم بحرب أكتوبر المجيدة عام 1973 وكذلك بالعمل السياسى والدبلوماسى بدءا من المفاوضات الشاقة للفصل بين القوات عام 1974 وعام 1975 ثم مباحثات كامب ديفيد التى أفضت إلى إطار السلام فى الشرق الأوسط «اتفاقيات كامب ديفيد» عام 1978 تلاها توقيع معاهدة السلام المصرية – الإسرائيلية عام 1979 . وعلى مدى 33 عاماً من تحرير سيناء كانت هذه البقعة الغالية فى بؤرة اهتمام الوطن حتى أصبحت رمزا للسلام والتنمية.

إن سيناء التى عادت إلى سيادة الوطن جبالا ورمالا وصحراء شاسعة على امتداد البصر قد صارت اليوم رمزاً للسلام‏..‏ وشاهدا على ما تحقق فى مختلف أرجاء الوطن من إنجازات فى شتى مجالات البنية الأساسية وقطاعات الإنتاج والخدمات، لا شك أن شبه جزيرة سيناء تحظى بمكانة متميزة فى قلب كل مصرى .. مكانة صاغتها الجغرافيا .. وسجلها التاريخ.. وسطرتها سواعد ودماء المصريين على مر العصور.. فسيناء هى الموقع الاستراتيجى المهم .. وهى المفتاح لموقع مصر العبقرى فى قلب العالم بقارته وحضارته، هى محور الاتصال بين آسيا وأفريقيا .. بين مصر والشام .. بين المشرق العربى والمغرب العربى.

سيناء هى البيئة الثرية بكل مقومات الجمال والطبيعة والحياة برمالها الذهبية .. وجبالها الشامخة .. وشواطئها الساحرة.. ووديانها الخضراء .. وكنوز الجمال والثروة تحت بحارها، وفى باطن أرضها من كائنات .. ومياه .. ونفط ومعادن. سيناء هى التاريخ العريق الذى سطرته بطولات المصريين وتضحياتهم الكبرى لحماية هذه الأرض.. هى البوابة الشرقية .. وحصن الدفاع الأول عن أمن مصر وترابها الوطنى. اليوم وبمرور 33 عاماً على ذكرى تحرير سيناء تفتح مصر صفحة جديدة فى السجل الخالد لسيناء، فسيناء بمقوماتها الطبيعية ومواردها الزراعية والصناعية والتعدينية والسياحية هى ركن من أركان إستراتيجية مصر الطموحة للخروج من الوادى الضيق حول وادى النيل إلى رقعة أرض مأهولة واسعة تغطى 25% من مساحة مصر .. رقعة تتسع لاستقبال الأعداد المتزايدة من السكان واحتضان الطموحات والتطلعات الكبرى لهذا الشعب، رقعة تبنى لهذا الجيل والأجيال القادمة وتضاعف من فرص العمل والنمو، ومن القواعد الإنتاجية والمراكز الحضارية والقدرة الاستيعابية للاقتصاد المصرى. وتحتفلُ مصرُ كل عام بيوم 25 أبريل ذكرى تحرير سيناء والجلاء الكامل الإسرائيلية عنها، وبذلك عادت سيناء إلى أرض الوطن تنفيذا لمعاهدة السلام «مارس 1979» بين مصر وإسرائيل، وقد حققت مصرُ بذلك نصرا دبلوماسيا أثمرت نتائجه عن استكمال انسحاب القوات الإسرائيلية من جميع الأراضى المصرية فى سيناء وعادت لمصر خيراتها وكنوزها فى شبه جزيرة سيناء وبخاصة البترول كما عادت القناُة لخدمة الملاحة العالمية، واستمرت عجلة التعمير فى سيناء «طابا» وغيره من نقاط الحدود، وبذلك عادت لمصر حدودها الدولية السابقة. و ختاما ًفإن تحرير سيناء وعودة «طابا» إلى السيادة المصرية تحكى للأجيال مدى

أهمية إصرار وتمسك أبناء الوطن المصرى بحدوده السياسية وعدم التفريط فى شبر واحد من ُتراب هذا الوطن النفيس