رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إيران تحذر السعودية من ضربة عسكرية: تهديد أجوف.. وواشنطن ستقف لها بالمرصاد

جريدة الدستور

تستمر إيران في دورها المعادي للعرب ودول الخليج، بدعمها لجماعة الحوثيين في اليمن، والذهاب لأبعد من ذلك بتهديد السعودية، بضربة عسكرية إن لم تكف عن القتال في اليمن.

التهديد تمثل في تصريحات العميد أحمد رضا بوردستان، قائد القوات البرية في الجيش الإيراني، التي قال فيها: إن "الحوثيين سيوجهون ضربات داخل المملكة، بالتزامن مع استمرار عمليات عاصفة الحزم، التي تخوضها السعودية ودولاً عربية ضد الانقلاب على الشرعية في اليمن".

وأضاف في حوار بثته قناة "العالم" الإيرانية، إن "الجمهورية الإسلامية لا ترغب في النزاع مع السعودية"، داعيًا الرياض إلى الكف عن قتال إخوانها في اليمن؛ لأنها تخوض بذلك حرب استنزاف، قد تعرضها لضربات قاضية.
وهدد قائد القوة البرية في الجيش الإيراني، المملكة بالقصف الصاروخي، قائلًا: "انفجارات قد تقع في السعودية عن طريق سقوط الصواريخ على الأرض فمن المؤكد أن تلافي ذلك سيكون صعبًا جدًا بالنسبة للمسؤولين السعوديين".

نبيل فؤاد، الخبير الإستراتيجي، أكد أن إيران بعيدة كل البعد عن القيام بأي ضربة أو عمل عسكري مباشر ضد السعودية، لكنها تعمل من خلف الستار في دعم الحوثيين سياسيا وعسكريا، وربما يكون هناك بعض المخططين العسكريين من إيران.

وأوضح أن "إيران تقدم دعم السلاح والذخائر والمال، وليس تسليح بطائرات أو صواريخ، ولكن الجيش اليمني لديه صواريخ "سكود بي" منذ عهد علي عبد الله صالح واستخدمها أيام حرب الوحدة بين الشمال والجنوب، وما زال لديها صواريخ، لذا التحالف يبذل مجهودًا كبيرًا لتدمير هذه الصواريخ؛ لأنه يعلم مدى خطورتها إذا لجأ إليها الحوثيون.
وعن دلالة هذه التصريحات، لفت إلى أنها نوع من الضغط على السعودية للتخفيف من وطأة فعاليات العملية العسكرية.
وقال اللواء حمدي بخيت، الخبير العسكري، إن "هذه التهديدات متوقعة من إيران، لكن إيران عليها محاذير في استخدام قواتها خارج أراضيها، فمعنى ذلك أنها تصطدم بالقوات الأمريكية هناك، والولايات المتحدة الأمريكية لن تسمح بالتوغل والتمدد الإيراني في المنطقة وخاصة على حساب المملكة العربية السعودية".
وأوضح أن على مدار التاريخ لم تستخدم إيران قواتها للحرب لصالح أحد، لكن ذلك مجرد تهديد للتأثير على القرار السعودي بالتدخل البري الذي بات وشيكا، وتحاول لإيران توقيفه بشتى الطرق.

ووصف اللواء مختار قنديل، الخبير العسكري، تصريحات قائد القوات البرية الإيرانية أنه تهديد أجوف، فلا يوجد مبرر لفرض الوصاية الفارسية الإيرانية علي اليمن وغيرها من الدول العربية، مؤكدًا أنه هدف رئيسي لعاصفة الحزم هو قطع يد إيران من التواجد علي الأراضي اليمنية.
ولفت إلى أن الحصار الجوي والبحري الذي تفرضه دول التحالف على سواحل اليمن نجح في منع الإمدادات الإيرانية عن جماعة الحوثيين، لذا تتحدث إيران كثيرا دون قدرة علي تحقيق ذلك على الأرض.
ورأى السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، في هذه التصريحات تصعيدًا كلاميًا ليس له أي أساس من صحة، فمن المعروف قدرات الجيش الإيراني مقارنة بالجيوش العربية، وكل ما يقال في هذا الشأن يقع في إطار الحرب النفسية التي تشنها إيران.
وأوضح أن الفترة الماضية إيران حققت بعض المكاسب على الأرض في المنطقة العربية في العراق وسوريا واليمن ولبنان، وهذا جعل ميزان القوة يتحرك في صالحهم، ورغم ذلك لا يوجد أي مصداقية في أي تهديد للسعودية من خلال إيران.
وأكد محمود الطاهر، الخبير في الشأن اليمني، أن هذه التصريحات تنم عن غباء سياسي لإيران، وفي الوقت ذاته لا تستطيع أن تقوم بأي عمل عسكري ضد السعودية، ولكن فقط تمويل النعرات الطائفية في الوطن العربي.
وأشار إلى أن إيران لا تستطيع مواجهة التحالف العربي، وأنما تعمل على تزكية الطائفية في المناطق الشرقية والجنوب السعودي، منوهًا إلى أنها تعمل وفقًا سياسة خطيرة لا يتنبه لها العرب، وهي أنها تلعب وفق إستراتيجية حساسة أقوى من الحرب، بالحديث عن حل سياسية، وإدخال الجانب الإسرائيلي في الشأن العربي وزعم دعمه لعاصفة الحزم وكذلك الموقف الأمريكي.