رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الدرع العربي في مواجهة الهلال الشيعي.. تاريخ يحتضر ومستقبل يشتعل

جريدة الدستور

"شيعة وسنة" كلمتان لا تتعقد أحرف كتابتهما بقدر ما يحملا في طياتهما من تعقيدات لعبة سياسية أكثر منها طائفية على مدار التاريخ القديم والحديث.
رغم أن السنة والشيعة يتفقا على أن الدين عند الله الإسلام، وأن الطريق إليه كتاب الله، وسنة نبيه، إلا أن وتيرة الخلاف بينهما لا تنقطع.
صراعات مستمرة يعانيها الشرق الأوسط، بطلاها فيها الشيعة بقيادة إيران، والسنة التي تتصدرها دول الخليج العربي، وجذور من الصدامات ضاربة في التاريخ، لتكون "عاصفة الحزم" بمثابة حلقة أخرى من هذا الصراع، بعد ثلاث سنوات فقط من دخول قوات درع الجزيرة دولة البحرين، لكسر جذوة الأغلبية الشيعية المعارضة لحكومة سنية هناك.
"دول مجلس التعاون الخليجي ستواجه بحزم كل من تسول له نفسه القيام بإثارة النعرات الطائفية، أو بث الفرقة بين أبناء المجلس ودوله أو تهديد أمنه ومصالحه"، كلمة قالها الملك الراحل عبد الله آل سعود، بعد دخول قوات درع الجزيرة مملكة البحرين، عقب تظاهرات قادتها المعارضة الشيعية لعدة أيام فاضطرت الحكومة البحرينية للاشتباك معها.
ومع تصاعد وتيرة الأحداث وعدم مقدرة النظام في التحكم بمجريات الأمور تم استدعاء" قوات درع الجزيرة" لقمع التظاهرات في البلاد؛ إثر اعتراض الشيعة على الحكومة السنية المسيطرة،؛مما أدى إلى وقوع أكثر من 89 قتيلاً واعتقال المئات وتقديمهم للمحاكمة.
إيران "الأم الحاضنة لجميع طوائف الشيعة"، دائمًا ما يحيطها الشكوك بأنها تقود النزعات الطائفية وتحريك ميليشياتها الشيعية من أجل شرق أوسط تقوده الاضطرابات.
فأخذت دور المدافع الأول عن الفصائل الشيعية في الشرق الأوسط، فبعد دخول قوات ردع الجزيرة إلى البحرين عام 2011، ردت الخارجية الإيرانية  أنها لن تقف مكتوفة الأيدي حال أي تدخل سعودي لإبادة الشيعة، وبعد الهجوم على الميليشيات الحوثية في اليمن بضربات "عاصفة الصحراء" طالبت وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، بالوقف الفوري للضربات العسكرية، كما أنها وعدت أنها ستبذل كل الجهود اللازمة؛ للسيطرة على الأزمة في اليمن.
طرحت المواقف العربية والردود الإيرانية، كثيرًا من التساؤلات، حول مستقبل الشرق الأوسط، وإلى أي مدى ستكون قوات الردع العربية بداية النهاية للقلاقل التي تقودها الشيعة في المنطقة، وهل تكون "عاصفة الحزم" بداية الخطوات الجدية في شرق أوسط خال من الشيعة؟.
قال محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق: إن "محاولة التخلص من الشيعة تفتح على الشرق الأوسط، أبواب من النزاع الطائفي الدموي، الذي لن ينغلق بسهولة"، مشيرًا إلى أن المرحلة المقبلة تحمل في طياتها اضطرابات عديدة، خاصة في الدول التي تكون بها نسبة كبيرة من الشيعة.
وتابع: "البحرين بها تجمعات شيعية كبيرة، ولابد أن نتعامل مع الطوائف الشيعية في الدول العربية مثل سوريا والعراق، والبحرين والكويت على أنهم أبناء البلد، ولا يتم التعامل معهم على أنهم طوائف يجب التخلص منها، ملوحًا إلى القلاقل التي تسببها هذه الطوائف مؤخرًا بتهديد الحوثيين الشيعة لأمن الخليج.
وراهن على حنكة الزعماء العرب في تجنب ألا يكون الملف الشيعي الذي تغذيه إيران على صفيح ساخن الفترة المقبلة، خاصة وأن الأوضاع العالمية والعربية لا تسمح بمزيد من القلاقل في المنطقة.
وأوضح، إيران تحاول أن تصفي خلافاتها، على غير المعهود عنها من إثارة الأزمات، لافتًا إلى أن انشغالها بعلاج ملفها النووي الإيراني وجعله سلميًا، مؤكدًا أن الحلول السياسية أفضل المقترحات للتوصل إلى حلول في معالجة ملفات الشيعة، بعيدًا عن عراك الحروب، مشددًا أن إيران إذا اتضح لها أن هناك خطة للقضاء على الشيعة المتواجدين في الدول العربية، سيكون لها تحركاتها.
السفير محمود فرج، سفير مصر الأسبق في إيران، قال: إن "معنى أن تكون هناك قوات ردع عربية للشيعة، سيؤدي إلى فتنة طائفية كبيرة"، مؤكدًا أن الشيعة تمثل نسبة كبيرة من سكان البحرين، وسوريا، والعراق، والكويت، والتخلص منهم ليس بالسهولة التي يتصورها البعض.
وأردف: إن "الهجوم على الشيعة ليس سهلاً كما يتصور البعض، فقيام حرب ما بين الشيعة والسنة يقلب الأوضاع في المنطقة ويسير بها في طريق المجهول"، مضيفًا أن عواقب هذه الحروب ستكون غير محمودة من صراعات لا تتحملها الأوضاع الجارية من مدابح دموية وانقسامات.
وتوقع أن تقوم قوات ردع خليجية بضرب الشيعة في بعض البلدان العربية في حالة إثارة الشيعة لاضطرابات على نهج الحوثيين في اليمن، مضيفًا أنه لا يجب أن نستهين بقوة الشيعة في الشرق الأوسط، المتمثل في إيران وحزب الله اللبناني.