رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بروفايل.. "محمد إسماعيل".. فنان مصري جاب أنحاء العالم بفنه

جريدة الدستور

وجهه الأشهب، وعيناه المغطاة بنظارة طبية، وتجاعيد جبهته، كانت أثار أبداع دام سنوات طويلة، أخرجت أسطورة فنان تشكيلي، إنه محمد سيف الدين إسماعيل، شاب إسكندراني، من مواليد 1906، شخبطة على الحيط، وسهر على شواطئ إسكندرية، كانت النور الذي أضاء له طريق الفن، فدرسه عام 1929.

افتتح مرسما خاص لتعليم الرسم عام 1935، كان علية أن يطور موهبته ليكمل مشواره في الفن التشكيلي، فدرس في مرسم بإيطاليا.

عام 1957، عاد إلي القاهرة ليعمل أستاذا لفن التصوير الزيتي في كلية فنون جميلة القاهرة، ثم عين مستشاراً فنياً بقصور الثقافة بالإسكندرية، كما كان رئيساً للجمعية الأهلية للفنون الجميلة، فأصبح من أشهر الفنانين التشكلين في مصر.

شغفة بالفن والمعرض الفنية، جعله يؤسس مكان لوضع رسوماته، ويكون ملتقي للرسامين والفنانين، وبعد رحيله تحول هذا المكان إلى متحف في مدينة الإسكندرية.

أعماله تخطت حدود العالم، فله أعمال بالنادي الأوليمبي بالإسكندرية، ومحافظة الدقهلية، وفندق كليوباترا بالقاهرة، وفندق ‏شيراتون بالقاهرة، فندق البوريفاج بالإسكندرية، ووزارة الخارجية الإيطالية بروما ومحطة الركاب ‏بميناء الإسكندرية.

لم يرد أن يضحي تقليديًا في فنه، فتعلم فن الديكورات وصمم الكثير من ديكورات المسرح مثل مسرحية شهرزاد وأوبريت بلياتش كارمن، له آلاف اللوحات بألوان الزيت والجواش والفحم وبمواد أخرى صور فيها الكنائس والشوارع والمقاهي والحدائق وسباق الخيل والسيرك والألعاب الرياضية والمنتديات ‏العامة والحياة الفنية التي مرت بمدينة الإسكندرية.

حصد بمشواره الفني على الجائزة الكبرى في "بينالي" الإسكندرية عام 1959، وحصل على جائزة الدولة التقديرية عام 1973، كما حصل على الدكتوراه الفخرية من أكاديمية عام 1977.

رحل عن عالمنا بعد صراع مع المرض دام لسنوات، فذهب إلى ستوكهولم في السويد في رحلة علاجية، لكن شاء الله أن تنتقل روحه إلى العالم الآخر، فرحل عنا يوم15 فبراير عام 1906.