رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هذا المحتوى بأقلام قراء جريدة وموقع الدستور

يالي بدعتوا الفنون ..

عبد الحليم حافظ
عبد الحليم حافظ


في الشارع المصري غني عبد الحليم حافظ الأغنية الشعبية قولوا الحقيقة و هو غارق في بحر الرومانسية .

الذوق المصري لم يقبل في البداية عبد الحليم ، وقذفه بالبيض والطماطم في أول ظهور له على المسرح ، لكنه استمر بكلمات تلمس وجدان المصريين ، وتعبر عن الرومانسية المواكبة لثورة يوليو بشعاراتها التي ألهبت مشاعر الجماهير ، ودفعت عبد الحليم فأججها بأدائه الرومانسي وأغانيه الوطنية ، فكان نقطة فارقة .

و استمرت الشارع المصري يواكب الثورة من هذه النقطة الفارقة ، ويعبر عن أحوال البلاد بالغناء صوت الفن العالي حتى ذاع صيت أغنية.. الطشت قالي ..ياحلوه يالي.. قومي استحمي ، واستمر في تعبيره عن حال الدولة حتى ظهرت أغنية كوز المحبة أتخرم ، وانتشرت أغاني عدويه.. مابلاش اللون دا معانا ، وكركشندى دبح كبشو .

و ظل الشارع المصري يعبر بالغناء عن حال الدولة ومستواها الثقافي والفكري والأخلاقي بمثل هذا الفن ، حتى بدأ أوكا واورتيجا الأغنية الشعبية بمهرجان التنجيد ..كل يومين تلاقيني خربان ..ودماغي عملالي توهان .. والسكة فيها قلبان .. من البانجو والدخان ...... مع نسوان .

كلمات أوكا وأورتيجا نموذج عبر عما وصل إليه المجتمع ( بدعوي حرية الفن والإبداع ) إلى حضيض الفكر ، و الفراغ الثقافي ، والتغيير الأخلاقي .
فقد نجح أوكا وأورتيجا دون أن يقذفا لا بالبيض ولا الطماطم ، و لمع الفن الأوكي أورتيجي وانتشر حتى مهرجان العلبة الذهبية ، بكلماتها ومعانيها التي أستحي من ذكرها .

الفن الصريح في قلة الحياء والأدب ساهم في تدهور لغة الثقافة العامة ، وساعد في دنو الأخلاق ، وبالتالي ظهرت سلبيات وبذاءات وجرائم أدناها ظاهرة التحرش بالفتيات ، رغم الحجاب والنقاب بعدما كن يسرن بالمني جيب وهن سالمات ، فقد وصلنا بدعوي حرية الفن والإبداع إلى نقطة الصفر المعبرة بالغناء عن حال الدولة الفكري والثقافي والأخلاقي .

بإذن الله الفنون ستنطلق قريبا من نقطة الصفر الفارقة بين القبح والجمال ، ستنطلق لتعبر عن التغيير الفكري والتجديد الديني ، وستولد من رحم الدين والأخلاق الفنون بأسرار الجمال الكامنة في وجدان أهل الفن ليعودوا ويُعبروا عن الفنون بالغناء كما عبر صالح جودت قبل انسحابه وقت الثورة بكلمات الزمن الجميل .. ياللي بدعتوا الفنون وفي ايدكوا اسرارها..دنيا الفنون دي خميله وانتوا ازهارها ..... ( إنا في انتظارها ) يالي بدعتوا الفنون ..

علاء أبوحقه