رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القمة العربية السادسة والعشرون


سبعون عامًا مضت على تأسيس الجامعة العربية (1945)، شهدت تقدمًا والتحاما ونجاحًا، وأحيانًا فرقة وانقساما نرجو ألا يعود.. يجتمع الرؤساء والملوك العرب فى أواخر شهر مارس 2015.. فى شرم الشيخ لاتخاذ قرارات فى أهم القضايا المطروحة على جدول الأعمال، وذلك بعد أيام قليلة من انعقاد المؤتمر الاقتصادى الذى شهده بعضهم، وكان لهم أو لدولهم بعض الأثار الحميدة فى نجاح المؤتمر.

 هناك موضوعات مطروحة على القمة، وهى فى غاية الأهمية بمستقبل المنطقة، وتحتاج إلى دراسات علمية وحكمة لعلاجها، وارتقاء فى القرارات والتوصيات إلى مستوى تلك التحديات، حتى لا تكون الاجتماعات تكراراً على مستوى النمطية، ولا تكون على مستوى المجاملات، أو خدمة وتحت ضغط من المخططات التي لا يعلم مدى خطورتها إلا الله تعالى ثم الراسخون فى العلم، وبعضهم لا يؤبه لهم فى بلدانهم أو يتأوه ويتألم خارج بلاده، وهو يرى مسيرة التقدم فى مكانها إن لم تكن تتجه للخلف أو تحقق تقدماً قليلاً، لا يتناسب مع مقدرات الأمة العربية وثرواتها البشرية والمادية.

تعقد هذه القمة، ومقعد سوريا لا يشغله أحد رغم القرارات السابقة، فى حين أن هناك بعض المراقبين من خارج العالم العربى يحضرون أو يضغطون لحضور هذه القمة. هل هناك قضايا ليست لها حل ؟ من أهم الموضوعات المطروحة على هذه القمة أو التى كان ينبغى أن تطرح عليها، نظرًا للحضور الواسع بعد عدة سنوات كان الحضور فيها فقيرًا، القضايا الرئيسية التى تشد الأمة للخلف وتحتاج جهدًا موفقًا للخروج من المأزق ومنها قضية فلسطين التى لم تجد حلاً شافيًا وعادلاً منذ 1948، وقضية الصراع ووضع اللا دولة فى ليبيا، والقضية السورية فضلاً عن لبنان، والقضية الأخطر المستجدة، وهى قضية اليمن الذى تعلمنا فى المدارس أنه يسمى اليمن السعيد، فإذا به اليمن الحزين أو اليمن غير السعيد.

اليوم هى، قضية أقرب إلى الفتنة المذهبية أو الطائفية، وأنها من الممكن أن تكون سلمًا لفتنة أكبر، يصطف فيها العرب صفين، وبدعم دول إسلامية أو حتى غربية لتحقيق الصراع ربما الأخير للتدمير الكامل الذى تنشده إسرائيل وتسعى إليه مخططات الهيمنة الغربية، ومن الموضوعات المطروحة قضية مهمة تنقسم لعدة قضايا هى العنف والتطرف والغلو والتشدد الذى يؤدى حتماً إلى الإرهاب، وتكرار فتنة الخوارج، وهو الإرهاب الذى يهدد الأمة فى أمنها القومى، وللأسف نرى الأغلب منه باسم الإسلام وهو برىء؛ وينبغي أن يدرك المجتمعون - وهم ملوك ورؤساء وسلاطين – أن ليس من بينهم من هو أقرب إلى الله تعالى من أمير المؤمنين على بن أبى طالب، ورغم ذلك قتله الخوارج، هذه القضية تحتاج وقفة وشجاعة أو ثورة دينية، كما نادى بها الرئيس السيسى، وإلا استمر الصراع. كنت أتمنى أن تعرض على هذا المؤتمر استراتيجية عربية شاملة لمحاربة ومواجهة الإرهاب حتى يتم اقتلاع جذوره من التطرف والتشدد «الغلو»، يضعها العلماء المختصون، وليس فقط المعنيون فى الجامعة العربية أو وزراء الخارجية العرب أو استراتيجية مؤتمر، فالقضية تحتاج إلى صحوة شعبية كاملة لهذا الخطر الداهم، لأنه يستهدف صلب الدين نفسه.من أهم الموضوعات التى أتمنى أن تعرض على هذه القمة، وضع سياسة واضحة وثقافة، لدفع العمل العربى المشترك إلى الأمام، مهما تنوعت أنظمة الحكم، ومنها قضايا تعين فى التنقل بين تلك الدول، والعمل فيها، بل والتسوق والتكامل والتعاضد فى المجالات الاقتصادية والبحثية وحتى التجارية منها، والثقافية، ولو بالتدريج تحاشيًا للفتن والصراع. إلي نتمنى للمؤتمر النجاح، وكفى الاختلاف المذهبى والطائفى الذي قاد إلى صراع واضح أو مستتر فى العراق وسوريا واليمن والصومال. الدروس كثيرة ولكن من يتعلم منها فى العالم العربى قليل.

والله الموفق