رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أخيرًا.. تعلموا الدرس


أخيرًا.. قرأ العرب التاريخ.. أخيرًا.. تعاون العرب وتأكدوا أن وحدتهم هى سر قوتهم.. سر استقرار أوطانهم.. سر أمان شعوبهم.. أخيرًا.. نظروا إلى وضعهم فوجدوا أنفسهم لعبة أو دمية، أخيرًا.. شعروا بالخزى لأن الدول الكبرى تلعب بأقدارهم وتفكر بالنيابة عنهم، تحدد مصيرهم ومصير أوطانهم وشعوبهم.. أخيرًا.. جمع العقل ووحدة المصير العرب.. أخيرًا.. استمرار سقوط العواصم العربية وسقوط الآلاف من القتلى وتدمير البلدان قد جمعهم على هدف واحد.. أخيرًا.. هدر كرامتهم وحمامات الدماء لشعوبهم دفعتهم للهروب من مصير مكتوب لهم ومخطط لهم.. أخيرًا.. استيقظ العرب.. أخيرًا.. تعلموا الدرس.. أخيرًا.. استيقظت صباحًا على يقظة العرب ووحدتهم، فرح قلبى وكبر عند سماعى الخبر، أخيرًا بعثت روح أكتوبر من جديد، أكتوبر التى لم أعيشها لأنى كنت طفلة، ولكنى شعرت بنفس المشاعر التى قرأت عنها فى المكتب عن أكتوبر وعن روح أكتوبر.. أخيرًا.. نهض العرب واستجمعوا قوتهم وقواهم وثاروا لأنفسهم وقرروا النجاة من التقسيم ومن زوال ملكهم واتحدوا ولم يستجدوا أمريكا للدفاع عنهم! وإذا كنت أنا فى قمة سعادتى من اتحاد العرب إلا أننى كنت سأصبح أكثر سعادة لولم تأخذ بعض الدول العربية موافقة وتأييد أمريكا قبل اتحادهم!!

وحدة العرب ليست حلمًا ولا قصة رومانسية خيالية ولا سرابًا ولا مستحيلا.

يا زعماء ويا رؤساء ويا ملوك العرب حققوا حلم العروبة والحلم العربى واتحدوا.. فشعوبكم تعانى الفقر والبطالة واليأس.. وحدتكم قد تبعث فى شعوبكم الأمل فى الغد «فلو بطلنا نحلم نموت» فلا تقتلوا بأيديكم شعوبكم.. لأنكم ستقتلون قبل مقتل شعوبكم. فاتحدوا.. والآن.. اهتفوا معى ومع نبض قلبي.. تحيا مصر.. تحيا الأمة العربية.. تحيا القوة العربية المشتركة.. لكن.. فى وسط هذه الحرب التى تخوضها مصر والعرب وهى «حرب الوجود» سقطت الأقنعة وكشفت الوجوه المزيفة والقبيحة بيننا والمحيطة بنا.. وكشف زيف كثير من شخصيات مجتمعنا.. لكن، من هى هذه الوجوه المزدوجة المواقف؟ موعدنا الخميس المقبل إن شاء الله