رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أمريكا تدافع عن استراتيجيتها في "اليمن والعراق" .. ودبلوماسيوها : "هى فوضى"

البيت الأبيض
البيت الأبيض

أشارت صحيفة "الجارديان" البريطانية في تقرير نشرته في نسختها الألكترونية، اليوم، الأحد، إلى أن البيت الأبيض كشف الأسبوع الماضي أنه سيقوم بتقديم المعلومات الاستخباراتية والدعم للضربات الجوية التي تقودها السعودية في اليمن ضد الحوثيين، والتي خططت خصيصا لوقف تقدم المتمردين الحوثيين المهددين بإسقاط الحكومة.

ونوهت إلى أن قرار التدخل أثار مخاوف العديد من المراقبين من نشوب حرب أهلية بين المتمردين الشيعة المدعومين من إيران والحكومة اليمنية المدعومة من الدول العربية، فضلا عن المخاوف من أن تجد الولايات المتحدة نفسها على الجانب الآخر من التوترات الطائفية المماثلة التي قسمت العراق.

كما أشارت إلى تأكيد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، جيف راتكه بقوله "إننا لا ننحاز ضد الفصيل الشيعي على فصيل السنة بل نحاول تعزيز عملية الحوار التي يمكن من خلالها تبادل وجهات النظر بين جميع اليمنيين ووضعها في الاعتبار وأن الحوثيين هم من رفضوا الانخراط في هذا الحوار".

ولفتت "الجارديان" إلى أن "راتكه" كشف أن الصراع في اليمن أثير خلال الاجتماع بين جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي، ونظيره الإيراني جواد ظريف خلال المحادثات في لوزان التي تهدف بشكل منفصل إلى التوصل إلى معاهدة مع إيران بشأن برنامجها النووي.

ورأت الصحيفة أن هذه المبادرات التي تبدو متناقضة تجاه إيران ستؤدي إلى انتقادات متزايدة للسياسة الخارجية لإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما من جانب المعارضين السياسيين الذين يدعون أنه لا يوجد لديه استراتيجية واضحة للتعامل مع الظروف الأمنية المتدهورة سريعا في جميع أنحاء المنطقة.

ومن جانبه قال رئيس مجلس النواب الجمهوري، جون بوينر "ليست لدينا استراتيجية شاملة للتعامل مع التهديدات المتزايدة، ليس فقط من جانب داعش، أو تنظيم القاعدة أو جميع الشركاء التابعين لهم"، مضيفا "لدينا مشكلة خطيرة تواجه العالم وأمريكا على الهامش".

ولكن الخبراء الأمريكيين الذين على مقربة من الإدارة الأمريكية ينتقدون الأحداث الأخيرة، مبررين أن لكل بلد سياسة منفصلة.

وفى نفس الإطار قالت سفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى اليمن "باربرا بودين" في تصريحات لصحيفة الجارديان، "نعم، إنها الفوضى، إنه التناقض" وعلى الرغم من تأكيد الدعم الإيراني للمتمردين الحوثيين والذي أحدث تطورا حديثا نسبيا في التوترات اليمنية منذ فترة طويلة، لم تعترف "بودين" أن هناك قوى إقليمية أوسع نطاقا في اللعبة.

ولفتت إلى أن الديمقراطيين في الكونجرس الأمريكي يقفون حتى الآن أيضا بجانب البيت الأبيض، وما نتفق جميعا عليه إنها فترة صعبة لسياسة الولايات المتحدة في المنطقة لا سيما في ظل التهديد من الأفرع التابعة لتنظيم القاعدة والنشطة في اليمن.

ولفتت الصحيفة في نهاية تقريرها إلى قول عضو الكونجرس "آدم شيف"، العضو البارز في لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الذي يدعم المساعدات الأمريكية للتدخل السعودي إن "المتمردين الحوثيين الذين سيطروا على أجزاء كبيرة من اليمن قريبون بشكل خطير من إثارة حرب أهلية شاملة".

وأضاف "ونظرا لأهوال سوريا يجب تجنب مثل هذه النتيجة بأي تكاليف وأن المستفيد الوحيد من الفوضى التي تميز اليمن الآن هما القاعدة وداعش فقط".