رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

واشنطن بوست: الوضع في اليمن قد يدفع أوباما للتشدد مع إيران

أوباما
أوباما

قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اليوم، الأحد، إنه رغم أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ظل لسنوات ملتزما باستراتيجية ترمي إلى إبقاء الولايات المتحدة في منأى عن الانضمام لحرب إقليمية كبيرة بين إيران وحلفاء أمريكا التقليديين من الدول العربية في توجه يعطى الأولوية للمفاوضات النووية مع إيران ومكافحة الإرهاب، إلا أنه ومع انتشار إراقة الدماء أصبح البيت الأبيض يواجه ضغطا شديدا من الحلفاء التقليديين العرب بل ومن الكونجرس ومن البعض في الجيش الأمريكي لمواجهة إيران بشكل أكثر قوة لدعمها جماعات مسلحة فى المنطقة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول بارز في الإدارة، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، قوله "لقد كان لدينا دائما مخاوف بشأن سلوك إيران المزعزع للاستقرار وبشأن التحريض الذى يمارسه واحد من أسوأ اللاعبين في المنطقة، ولدينا إدراك أيضا للحدود الدقيقة التي يمكننا من خلالها التأثير على هذا السلوك".

وذكرت الصحيفة أنه في الأيام الأخيرة بدأت عملية "عاصفة الحزم" ضد المسلحين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن ودعمت واشنطن الضربات السعودية دعما لوجيسيتا واستخباراتيا.

وكذلك فقد ضغطت واشنطن على رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لفك الارتباط بين الميليشيات المدعومة من إيران والقوات الحكومية مقابل قصف جوي من الطائرات الحربية الأمريكية على تكريت.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن منتقدين لسياسة الإدارة الأمريكية قولهم إنه على الرغم من أن الدفع لمواجهة إيران جاء متأخرا جدا وبتكلفة عالية جدا غير أن الإدارة الأمريكية بدأت أخيرا الحديث بشأن التهديد الذي تشكله إيران للمنطقة.

وأردفت الصحيفة تقول إن بعض القادة العسكريين في الجيش الأمريكي لطالما حذروا أن هناك حاجة إلى بذل مزيد من الجهود للتعامل مع ما يرونها محاولات متزايدة من قبل إيران لإذكاء الفوضى في المنطقة عن طريق وكلائها المسلحين.

وفى هذا الخصوص قال الكولونيل المتقاعد ديريك هارفكي إنه كان يتم تجاهل هذه التحذيرات، كما كان الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس، الذي أشرف على القوات الأمريكية في الشرق الأوسط في الفترة من 2010 وحتى 2013 ضمن الأصوات المطالبة بانتهاج سياسة تركز على معاقبة إيران ووكلائها ومحاورها في المنطقة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عسكريين سابقين قولهم إن الخطط لمعاقبة طهران كانت تنحى جانبا بسبب المخاوف من أن تؤدي إلى إفشال المفاوضات الرامية إلى منع إيران من تطوير سلاح نووي.

وقال إيلان جولدنبرج، الذي عمل كرئيس لفريق إيران في البنتاجون، "الإيرانيون أظهروا انهم يستطيعون التدخل في أي مكان حتى في وقت تفاوضهم بشأن القضية النووية".

وقالت الصحيفة الأمريكية إنه في أعقاب الربيع العربي وضع البيت الأبيض أهدافا لكل دولة على حدة، تضع في الاعتبار العوامل المختلفة التي تغذي الاضطراب في كل دولة ومصالح الولايات المتحدة الرئيسية، فقد دعمت إجراء عسكريا سريعا ضد معمر القذافي في ليبيا لكنها لم تفعل ذلك مع بشار السد في سوريا.

وفي اليمن المدقع بالفقر ركزت السياسة الأمريكية على تدمير تنظيم القاعدة، التي شكلت أشد تهديد للولايات المتحدة، ولم يعط البيت الأبيض أهمية للحوثيين المدعومين من إيران، الذين أسقطوا الحكومة اليمنية وأجبروا الولايات المتحدة على سحب آخر قوات خاصة لها في اليمن الأسبوع الماضي.

وأضافت الصحيفة أن البعض يمتدح الاستراتيجية الأمريكية الجزئية التي تتعامل مع كل دولة بمنهج مختلف ويصفها أنها رد فعل باراجماتي على الأزمة التي ستكدر المنطقة لعقود قادمة، لكن بعض الخبراء في شؤون الشرق الأوسط يرون أن الجهود الأمريكية لتجنب حرب طائفية قد أثارت أقرب الحلفاء المريكيين في المنطقة وجرأت إيران.

وقال مسؤول في الإدارة الأمريكية إن اتفاقا تتوسط فيه الولايات المتحدة قد يمنع إيران من الحصول على سلاح نووي سيساهم في تغذية الاستقرار في المنطقة على المدى البعيد لكنه سيؤدى على المدى القريب إلى تكدير العلاقات الأمريكية مع الدول "السنية" في المنطقة.

وفي ختام تعليقها نقلت الصحيفة الأمريكية عن أحد الخبراء في الشأن الإيراني قوله "إن الرفع التدريجي للعقوبات قد يعطي إيران تدفقا من الأموال قد تستخدمه في إذكاء مزيد من الاضطراب فى المنطقة، وقد تدفع خطوة كهذه الإدارة الأمريكية إلى اتخاذ إجراء أقوى وأجرأ لطمأنة حلفائها فى المنطقة الذين يشعرون بما تمثله الفوضى المحيطة بهم من تهديد".