رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإرهابية تنقلب على قطر بعد استقبال "السيسي" لـ"تميم" بالأحضان

جريدة الدستور


حفاوة استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي، لأمير قطر الشيخ "تميم بن حمد الثاني" فور وصوله مطار شرم الشيخ؛ للمشاركة في فعاليات القمة العربية في دورتها الـ26، أصاب جماعة الإخوان الإرهابية بصدمة، حيث تعتبر زيارة أمير قطر إلى القاهرة بمثابة اعتراف رسمي بشرعية النظام الحالي، برئاسة الرئيس السيسي.
وعلى هامش القمة بحث الرئيس السيسي وتميم، العلاقات الثنائية بين البلدين والسبل الكفيلة بدعمها وتعزيزها، بجانب بحث المستجدات الإقليمية والدولية.
وذلك في الوقت الذي تناضل فيه جماعة الإخوان وتدعي عدم شرعية النظام الحالي في مصر، وتعد قطر من الدول الأولي الداعمة لهم.
وانطلقت سيل من التغريدات الإخوانية التي تعبر عن غضب شديد، من قدوم " تميم" في مصر، والمقابلة الحيوية التي استقبله به الرئيس السيسي.
جمال سلطان تساءل عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أليس هذا هو الأمير الذي تحاكمون مرسي بتهمة التخابر معه، وبتأخذه بالأحضان كمان؟".
وعلق الإخواني عمرو دراج، قائلًا: إن "السيسي ينضم لتحالف دعم الشرعية باليمن ثم يستقبل أمير قطر بالأحضان.. مش ناقص غير أنه يقول "يسقط حكم العسكر"".

وقال عمرو عبد الهادي: "التنازل عن حكم حماس إرهابية لتهدئة الأجواء حتى يسمح الأمير تميم أمير قطر بجلوس السيسي معه على هامش القمة العربية".

وفي تغير ملحوظ في لغة الإعلام القطري، قالت وكالة الأنباء القطرية، إن "الرئيس المصري والأمير القطري بحثا دعم العلاقات والمستجدات الإقليمية والدولية".
وأضافت الوكالة، إن "الشيخ تميم وصل إلى مصر وكان في مقدمة مستقبليه في مطار شرم الشيخ "أخوه" الرئيس عبد الفتاح السيسي".

ومن جانبها أذاعت قناة الجزيرة نبأ الاستقبال بقولها الرئيس عبد الفتاح السيسى، في اعتراف صريح من الإعلام القطري بشرعيته في مصر، وشرعية ثورة 30 يونيو.
سامح عيد، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، قال: إن "السياسة الخارجية المصرية على درجة كبيرة من الحكمة وتعاملت بشكل سياسي أكثر منه شخصي، وتناست الخلافات السياسية في ظرف عربي شديد الخطورة".
وأوضح أن استقبال السيسي لـ"تميم" تجاوز الخلافات مع قطر في لحظة حرجة تحتاج إلى توحد كل القوى، وأيضًا قبول الوساطة السعودية دليل على تواصل الدول العربية بشكل كبير.
وأكد أن الإخوان في موقف حرج لأن المقابلة سيكون لها فواتير، فعلى الأقل قطر ستلتزم بخط مختلف مع مصر على المستوى الإعلامي والمستويىوالسياسي، هذا ظهر بالفعل فالرؤية الإعلامية التي كانت تتحدث عن الانقلاب تم استبدالها بالرئيس والأخ.
وأشار إلى أن تخوف الإخوان مصدره أنه مازالت هناك قيادات إخوانية في قطر، وكل هؤلاء معرضين أن يكونوا جزء من صفقات سياسية قادمة.
ورأى خالد الزعفراني، القيادي الإخواني المنشق، أن العلاقات المصرية القطرية منذ زيارة السيسي للرياض، تقف عند وضع معين، فلم تسوء ولم تتحسن بشكل كبير، مما يعكس أن الموقف القطري يميل إلي تهميش جماعة الإخوان، ولكن هذا الأمر سيأخذ مزيد من الوقت.
وقال: إن "جماعة الإخوان لا تستطيع توجيه انتقادات شديدة لأمير قطر، وهي عادة عندهم، فالدولة التي تؤويهم لا يستطيعوا توجيه نقد علني لها"، مؤكدًا أن الجماعة لا تخلص لأي جهة سواء كانت قطر أو غيرها، كما أنه لا توجد ثقة للإخوان في حكومة قطر والعكس.
وأضاف: إن "النظام المصري أصبح حقيقة، وقطر أدركت ذلك؛ لذا العلاقات المصرية القطرية في سبيلها للتحسن".


واعتبر مروان يونس، أستاذ التخطيط السياسي، أن استقبال الرئيس السيسي لـ"تميم" أمر طبيعي، لاستقبال رئيس دولة أي كان الموقف السياسي، مشيرًا إلى أن الاستقبال كان كريمًا ويليق بمكانة مصر.
وأوضح أن هناك تباين في موقف الإخوان، فقادة الجماعة سعيدة بوصول تميم لمصر؛ لأنه ربما يفتح لهم نافذة جديدة للعودة للمشهد السياسية مرة أخرى وكمفاوض لهم، وشباب الجماعة الذي تحكمه النزعة العاطفية حزين على الزيارة ورافضًا لها.
ولفت إلى أن الرؤى السياسية خلال القمة العربية مختلفة في معظم القضايا التي طرحت، وكانت نقطة الالتقاء الوحيدة هي القضية الفلسطينية واليمنية، وهناك اختلاف بالنسبة للقضية العراقية والسورية وإيران.