رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبير آثار: باب المندب مفتاح تجارة البحر الأحمر منذ "مصر القديمة"

جريدة الدستور

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، أن باب المندب مفتاح تجارة البحر الأحمر منذ عصر مصر القديمة، وأن قدماء المصريين هم أكثر من استخدم البحر الأحمر على المحور الطولي؛ حيث كانت لهم صلات تجارية مع بلاد بونت، وهي في رأي الكثير من الباحثين تشمل المناطق الأفريقية والأسيوية المحيطة بباب المندب للحصول على البخور والعطور والأخشاب اللازمة للمعابد.

وأشار ريحان في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، الجمعة، إلی أن أهم تلك البعثات هي التي أرسلتها الملكة حتشبسوت لبلاد بونت في الأسرة 18 (1580 – 1322 ق.م) ويرجح أن هذه البعثة وصلت لجزيرة سومطرة.

وقال إن البطالمة في مصر استغلوا تجارة البحر الأحمر وسيطروا على طرقه التجارية خاصة طرق التجارة الوافدة من أفريقيا وبلاد العرب والهند في البحر الأحمر ومصر وكانت صادرات مصر في عصر البطالمة تشتمل على منتجات الصين والهند وبلاد العرب وشرق أفريقيا واستغل الرومان البحر الأحمر لأغراض الغزو والسيطرة على طرق التجارة ورأى فيه المصريون والبيزنطيون وسيلة لتشجيع التجارة.

وأضاف أنه في العصر الإسلامي استخدم بشكل كبير في التجارة ونقل الحجاج وفي العصور الحديثة تصارعت كل من البرتغال وهولندا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا على السيطرة على طرق الملاحة والتجارة وأخيرا الاستعمار.

وأوضح ريحان دور الرومان في حماية البحر الأحمر من سيطرة الدولة الفارسية المنافسة لها مما يهدد دور مصر؛ حيث أرسلوا عدة حملات عسكرية للسيطرة على المدخل الجنوبي للبحر الأحمر عند باب المندب على اعتبار أن هذه المنطقة يمكن أن تنتهي عندها طرق التجارة البحرية وتتحول لطرق التجارة البرية التي تسيطر عليها الدولة الفارسية المنافسة وكان الفرس يسيطرون على تجارة الهند وتنافسها مملكة إثيوبيا المسيحية وكانت هناك صلات قوية بين إثيوبيا وبيزنطة خلقتها المصالح الدينية والسياسة المشتركة بينهما.

وأشار إلی أهمية البحر الأحمر في العصر الإسلامي؛ حيث كان البحر الأحمر بحرا خاصا بالسفن الإسلامية خاصة المصرية التي سيطرت على التجارة به وانتقلت التجارة لأوروبا والمحيط الهندي عن طريق مصر؛ حيث كانت مصر هي المعبر والموزع وكانت هناك خمس مناطق تبادلت منتجاتها فيما بينها أو عن طريق وسطاء تجاريين، وهي منطقة جنوب شرق آسيا والهند وأهم صادراتها التوابل والعطور والخشب والحرير والأحجار الكريمة والبورسلين والفخار ومنطقة الساحل العربي وخليجه وصادراتها الخيول واللؤلؤ والعنبر والتمور والبخور والساحل الأفريقي وصادراته الذهب والعاج وريش النعام ومصر وصادراتها الكتان والمنسوجات والسكر وأوروبا وصادراتها ملح النشادر والحديد والأسلحة الشمع والفراء والبندق.

وتابع ريحان أن ميناء عدن كان أكبر موانئ الدولة الإسلامية على المحيط الهندي وكان ركيزة التجارة الهندية والصينية والمعبر الذي عبرته متاجر الشرق لمصر وأوروبا وكان المركز التجاري بين أفريقيا وبلاد العرب وباب المندب هو الآن مفتاح تجارة العالم ونقل البترول وواردات جنوب شرق آسيا ووسيلة عبور التجارة العالمية عبر قناة السويس إليه وتعبره سنويا أكثر من 20 ألف سفينة لنقل التجارة بين الشرق والغرب.