المؤتمر الاقتصادى.. والأمن القومى
عقد المؤتمر الاقتصادى بمدينة شرم الشيخ فى المدة ما بين 13 و15 مارس الجارى ليعطى رسالة مفادها «أن مصر استعادت مكانها الصحيح فى العالم كأكبر دولة عربية» وبعثت برسالة طمأنينة للمستثمرين بأن مصر بلد الفرص الاستثمارية الواعدة، وأن ما حدث على أرض شرم الشيخ ثورة بكل المقاييس والمعايير والمفاهيم السياسية والاستراتيجية، حيث تم إبرام عقد تنفيذ العاصمة الإدارية الجديدة لمصر على مساحة 200 كيلومتر مربع خلال 5 سنوات بتكلفة إجمالية تصل إلى 45 مليار دولار، كما تم توقيع أكبر صفقة استثمارية فى تاريخ استكشاف واستخراج البترول والغاز مع شركة «بيريتش بتروليوم» بقيمة 12 مليار دولار وتوقيع مذكرات تفاهم مع شركة «سيمنس» الألمانية لإنشاء عدة محطات لتوليد الكهرباء، بالإضافة إلى توقيع عقد لتنفيذ مشروع المركز اللوجستى لتخزين الحبوب والغلال فى محافظة دمياط وإنشاء مدينة للتسوق فى خليج السويس باستثمارات قيمتها 6 مليارات دولار.
يوماً بعد يوم يبهر الرئيس عبدالفتاح السيسى شعبه والعالم بأسره بشخصيته المتزنة وتفكيره الاستراتيجى. وجاءت الدعوة للمؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ وفوجئنا بحجم التمثيل للوفود العالمية من أكثر من 100 دولة، وفى كلمته فى ختام المؤتمر ويحيطه الشباب على المسرح وقوله إنه فخور بالشعب المصرى العظيم، ورفضه الهتاف باسمه ولكن الهتاف يكون تحيا مصر، وهذا المؤتمر خطوة من خطوات كثيرة تبهر مصر والعالم. ومن المنظور الأمنى فقد شهدت مدينة شرم الشيخ، اجراءات وتشديدات أمنية غير مسبوقة، وفرضت قوات الأمن سيطرتها على محيط قاعة المؤتمرات، وانتشرت عناصر الشرطة فى جميع الشوارع المحيطة، حيث تواجد فرد شرطة كل 10 أمتار على مدار 24 ساعة.
إضافة إلى مرور دوريات من قوات التدخل السريع وسيارات النجدة كل نصف ساعة تقريبا، مع إغلاق المدقات الفرعية المؤداة إلى طريق الجيش الذى يؤدى إلى قاعة المؤتمرات، حيث مقر عقد المؤتمر الاقتصادى، والفنادق الكبرى بالمدينة، كما تم الاستعانة بالكلاب البوليسية، ووضع سيارات جديدة للكشف عن المفرقعات حول القاعة وبوابات إلكترونية لمسح وتفتيش السيارات ومطبات صناعية إلكترونية تستطيع معرفة رقم شاسيه السيارة التى تمر فوقها وهل هى بها مخالفات من عدمه.
ومن المهم توضيح أنه تم تركيب 300 كاميرا تعمل بالأشعة تحت الحمراء لمراقبة كل المناطق السياحية والفنادق والشوارع بالمدينة طوال 24 ساعة... وتستطيع هذه الكاميرات لأول مرة تحديد المطلوبين فى قضايا من خلال صورهم، والهيكل الخاص بهم، وتعطى إشارات على الفور بذلك، كما تكشف عن أى أسلحة أو مخدرات أو مواد متفجرة. إن مصر ما بعد مؤتمر شرم الشيخ فى أمس الحاجة إلى استلهام روح المؤتمر، من حيث الإخلاص، والابتكار والجهد الشاق، لتصنع مجداً تستحقه وتعيد به دورها الحضارى والريادى الإقليمى والدولى
