رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الدستور" ترصد الدول المناهضة للانقلاب الحوثي باليمن قبل "عاصفة الحزم"

جريدة الدستور

منذ نشأتها عام 2004، وهي تواجه رفضًا كبيرًا من الدول العربية، بسبب تبعيتها لإيدلوجيات إقليمية تطمح في السيطرة على الخليج العربي، لصالح إيران.

جماعة "الحوثي" في اليمن، ظهرت قوتها مؤخرًا بعد سيطرتها على الرئاسة اليمنية والوزارات، ومهاجمة الرئيس الشرعي، ما دفع الدول العربية لاتخاذ مواقف حاسمة مضادة لهذه الجماعة، كان آخر تلك المواقف ما شنته السعودية اليوم من ضربات جوية لمعاقلهم في صنعاء، والتي سميت بعملية "عاصفة الحزم"، واستهدفت مقر الرئاسة اليمنية بصنعاء الذي يسيطر عليه الحوثيون ومطار العاصمة وعدة معسكرات.

سبق تلك الخطوة مواقف عديدة للدول العربية، كانت مصر أولى الدول التي أعلنت موقفها المضاد لجماعة الحوثيين الإرهابية، ولاسيما مع تزايد تهديد الأخيرة للسيطرة على باب المندب.

فأعلنت مصر على لسان اللواء "مهاب مميش" رئيس هيئة قناة السويس في لقاء له على قناة "الحياة"، أن مصر لن تقبل بالتمدد الحوثي، وترفض أي محاولة لإغلاق مضيق باب المندب بأي حال من الأحوال، وستتدخل عسكريًا إذا استدعت الضرورة.

كما قال رئيس الوزراء "إبراهيم محلب"، خلال حواره مع قناة "دبي" أن مصر لن تسمح بشكل من الأشكال بسيطرة الحوثيين في اليمن على مضيق باب المندب، وأن الدولة المصرية قادرة على الرد بالطريقة التي تراها مناسبة.

وأكد محلب أن مصر تحاول أن تلعب دورًا في التقريب بين الفرقاء في اليمن، كما أنها تعمل على حماية حدودها وأمنها القومي. وتحدثت في تلك الآونة وكالات أمريكية كانت "أسوشيتد برس" على رأسهم بشأن أن مصر أعدت قوة تدخل سريع يمكنها التدخل في حال هدد الحوثيون الممرات الملاحية الاستراتيجية في البحر الأحمر.

وأشارت إلى أن تلك القوة تابعة للجيش الثالث الذي يدير العمليات الأمنية والاستخباراتية في البحر الأحمر من مقره في محافظة السويس، كذلك ليبيا كانت من ضمن الدول التي أعلنت عن موقفها المضاد من التمدد الحوثي وانقلابهم في مطلع العام الحالي، حيث قالت وزارة الخارجية والتعاون الدولي بدولة ليبيا أنها تتابع باهتمام بالغ الأحداث المتسارعة في جمهورية اليمن الشقيقة.

وجددت وزارة الخارجية الليبية إدانتها ورفضها للأسلوب الذي انتهجه الحوثيون للانقلاب على السلطة الشرعية والسيطرة على مقاليد الأمور بالقوة المسلحة وما ترتب على ذلك من أحداث دامية في اليمن الشقيق.

وأضافت خلال بيان لها في فبراير الماضي أن الوزارة تقف مع السلطة الشرعية باليمن بقيادة الرئيس "عبد ربه منصور هادي" آنذاك، وحكومته، وأشارت إلى أهمية الجمهورية اليمنية واستقرارها وسلامة أراضيها.

أما جامعة الدول العربية جاء تضامنها مع شرعية اليمن على لسان نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية "أحمد بن حلي"، الذي أكد أن الجامعة تدعم الشرعية في اليمن، وتساند الرئيس الشرعي للبلاد، وفي انتظار خطوة القمة العربية، أو وفد مكلف منه رسميًا.

وأضاف خلال لقاء له على موقع "إرم" الإماراتي أن الجامعة العربية ستبحث خلال القمة العربية آليات الرد على انقلاب الحوثيين، ودعم الشرعية في اليمن، وأنها تعمل على منع التمدد الحوثي في أراضي اليمن.

"مجلس التعاون لدول الخليج العربي" شارك بدوره في الرفض التام لأفعال الحوثيين، حيث أعرب في فبراير الماضي من خلال أحد بياناته رفضه المطلق للانقلاب الذي أقدم عليه الحوثيون للاستيلاء على السلطة باعتباره نسفًا كاملًا للعملية السياسية السلمية.

وأضاف أنه تابع تطورات الأحداث في الجمهورية اليمنية الشقيقة واعتبرها استخفافًا بكل الجهود الوطنية والإقليمية والدولية، التي سعت مخلصة للحفاظ على أمن اليمن واستقراره ووحدته وتحقيق تطلعات الشعب اليمني، وأن وقوفه إلى جانب اليمن أمرًا محسومًا.

أما المملكة العربية السعودية كانت أكثر الدول التزاما للصمت في البداية، حتى أعلنت موقفها المضاد للحوثيين في مطلع العام الحالي وأبدت استعدادها لدخول خط المواجهة واستخدام السلاح لوقف خطر الحوثيين على أمنها والمصالح المشتركة لها مع اليمن، وأدانت في وقت سابق الأعمال الإرهابية لزعيم جماعة الحوثيين ومحاولات تقويض العملية السياسية في اليمن، وكانت عملية "عاصفة الحزم" اليوم هي أكبر تأكيد على محاربتها للتمدد الحوثي باليمن.

وفي الجهة الأخرى كان الصمت هو سيد الموقف عند بعض الدول المعروفة بتأييدها للتنظيمات الإرهابية، كانت على رأسها إيران التي دعمت موقف الحوثيين.

وتحدث عنها وزير الصحة اليمني في تصريحات صحفية بوسائل الإعلام اليمنية، أن إيران تدعم الحوثيين عسكريًا تحت غطاء المساعدات، والأمر لا يتعلق بمعدات طبية أو إنسانية كما هو معلن، إنما لأغراض أخرى خفية.

أما قطر فتناقلت صحف سعودية عنها قبيل عملية "عاصفة الحزم"، أنها تقوم بدعم وتمويل المسلحين الحوثيين بالمال والسلاح، لاستهداف المملكة العربية السعودية وزعزعة أمنها، وأنها تستخدم قناة الجزيرة لتلك الأغراض.