رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رسالة إلى محافظ الدقهلية الجديد


ربطتنى علاقة ليست سيئة وليست طيبة أيضًا بمحافظ الدقهلية السابق اللواء عمر الشوادفى طوال فترة تواجده فى منصبه.. والحقيقة أن الرجل فيه من الجوانب الإنسانية ما يجعلنى وغيرى نشكره عليها.. لكن حينما كنت أحدثه عن بعض المشاكل داخل المحافظة.. أجده يطبق المثل القائل «يُعطيك من طرف اللسان حلاوة». ... وشعرت – كما غيرى – باستياء العديد من مواطنى المحافظة من هذه المعاملة.. واستبشرنا خيراً حينما قرأنا تصريحات المحافظ الجديد حسام الدين إمام التى يؤكد فيها أن «من سيستغل وظيفته لن يبقى فى ديوان المحافظة دقيقة واحدة» .. فرجونا الله ألا يضع بيننا وبينه أى وسيط وألا يجلس فى مكتبه وينتظر تقارير أصحاب الأهواء ليتخذ قراراته بناءً عليها.. فهل سيجد مطلبنا هذا قبولاً لديه؟!. نتمنى ذلك.ما سبق يجعلنى أقول للمحافظ الجديد بكل صراحة «إذا كنت كما صرحت وتصر على السير بنفس خطى الرئيس الوطنى المحترم عبد الفتاح السيسى وتهتم بمحدودى الدخل والفقراء.. وتسعى للقضاء على جميع أوجه الفساد داخل الإدارات المحلية» فأنا أول من يقف خلفك ويساندك ويمتدحك فى كل ما تنجزه.. وإذا كنت صادقًا فيما ذهبت إليه بالقول: «مكتبى مفتوح لكل من لديه مظلمة وأهالى الدقهلية طيبون وسأحاول أن أكون واحداً ممن تحفر الدقهلية اسمهم فى الأذهان».. فإننى أطالبك بلقاء شخصى فى أقرب وقت ممكن حتى أعرض عليك مشاكل مركز واحد من مراكز المحافظة والفساد المستشرى فيه.. وليس هذا فحسب.. بل هناك أمور أخرى تمس آثار المحافظة التى تعرضت للسرقة منذ زمن بعيد ولا أحد يبالى أو يسأل فيها أو عنها.. ولدينا تل «بلا» فى مركز دكرنس خير دليل وخير شاهد على ما أقوله لمعاليك. لقد كتبت مقالاً للواء عادل لبيب تحت عنوان «أعلن الحرب على فساد المحليات يا لبيب».. وقلت له: «إن الفساد الذى لمسته فى المحليات يفوق كل تصور.. فهذه الوزارة رغم أهميتها.. أصبحت مرتعًا للفساد واللصوص والهبيشة.. فإذا كنت ترغب فعلاً فى القضاء على تلك الظاهرة.. فلتترك مكتبك وتصطحب معك أجهزتك الرقابية وتنزل إلى الشارع فى جولات مكوكية على المجالس المحلية لتتعرف عن قرب على مشاكل المواطن ومعاناته عندما يذهب إلى هذه الأماكن لإنهاء مصلحته».. وطالبت وزير التنمية المحلية أيضًا بأن «يسأل المواطنين رأيهم فى أدائه الوظيفى وهل هم راضون عنه أم لا»؟ كما ناشدت جنابه أن «يتصدى للصوص تراخيص المبانى المخالفة فى الأراضى الزراعية.. ويسأل موظفيه كيف سمحوا بتركيب عدادات الكهرباء والماء لهذه المبانى.. وأن يفتح تحقيقات عاجلة وجادة تكشف عن سرقة أموال الصناديق الخاصة فى «المواقف.. النظافة.. الأنابيب، وما أدراك ما الأنابيب.. وعن أفران العيش ورصف الطرق.. وتجميل المستشفيات العامة.. إلخ».لكن عند زيارتى لمعاليك يوم الاثنين الماضى فوجئت بأعمال تجديد فى أرضيات المحافظة بمبالغ كبيرة .. وحسب علمى وسؤالى لعدد من موظفيك.. فإن هذه الأعمال ستكلف الدولة الكثير فى الوقت الذى يتبع فيه رئيس الجمهورية حالة من التقشف العام !!! .. وبصراحة هذه بداية -من وجهة نظرى- غير موفقة على الإطلاق..لذا سأقدم لمعاليك نصيحة كنت قد كتبتها للواء لبيب وقلت له: «أنت بحاجة إلى إعادة تقييم نوعية مشاكل عملك وتحديدًا المحليات منها.. أنت بحاجة إلى استبعاد الوجوه «المومياوية» وفتح الباب للشرفاء الوطنيين وما أكثرهم ليفيدوك بمقترحاتهم وعلمهم.. أنت بحاجة لعقول مبدعة لديها القدرة على النهوض بالوطن والمواطن.. أنت بحاجة إلى مسئولين من نوعية «السيسى».. مسئولون لديهم الاستعداد أن يضحوا بأوقاتهم وأموالهم وراحتهم حتى تنهض مصر.. .أخيرًا أكشف لمعاليك أننى أمتلك الآن تقريرًا مهمًا عن الفساد المالى فى جامعة المنصورة.. أرجو أن يقع فى يد معاليك.. وأن تحيله لجهة تحقيق مختصة حتى يأخذ كل ذى حق حقه.. فيثاب المحسن ويعاقب المسىء.. مش كده ولا إيه معاليك؟